الصراخ يعلو، الأجساد تفترش الطريق بعضها روحه فاضت
وأخرى تستغيث، احتبس الصوت!
على بعد أمتار أشلاء تتمزق.. تتبعثر.. سيارة تحترق..
شاحنة بترول ثقيلة تتربع كاهل أخرى
الناس محتشدون ترسلهم أقدامهم باتجاه الجثث الملقاة!
أجواء موحشة وكئيبة..
غلالة من عتمة المساء بدأت تنتشر في المكان..
هزتني سرمدية اللحظة!
ظلمة الليل تزحف متثاقلة في عفن شديد.. رائحة الموت
تزكم الأنوف
هكذا صرت في قلب الضجيج
الإسعاف تزيد المكان كآبة بلحن صوتها النشاز!
النيران تطمس معالم المذبحة!
رجال يحاولون إنقاذ ما يمكن..آخرون مكتوفو الأيدي
أحدهم عبر جواله يقهقه صوته عالياً يدنس رهبة الموت!
آخر صنع خمارا من شماغ ينتظر فرجة بدت له حفلة من موت!
هنا تطوقني لحظة سوداء أفقد معها احساسي بالحياة ويتساقط الدمع في داخلي.
هناك في الشاحنة صوت صراخ!
الحشد يقوم وسرعان ما يعود، أحدهم يصعد إلى الأعلى يؤكد أن: هناك مستغيثاً تمتد يده نحو الباب المكلوم، يتجمد الباب!
دوي الانفجار بفعل ما تحمله الشاحنة رهيب.. يتمزق جسده، بينما لف الدخان والغبار مسرح المذبحة، والناس يركضون في كل اتجاه لسان حالهم يبدو اسقطت ذراعك فالتقطها!
تتضارب الرؤيا، جدل جاف يدور بين المتجمهرين..!
تتوالى عربات الإسعاف، تنكسر العواطف، تجعجع:
تباً لك أيها الطريق من تظن نفسك!
هل أصبحت دماؤنا وجبتك اللذيذة بل شهوة لديك؟
الأسد لا يقتل على عظمته إلا عندما يجوع!
أما أنت فتسفك دم من لايؤذيك!
شهوة للدم لا شيء آخر.. لا تعرف المفاصلة والمهادنة!
كل الناس تعرف هذا لكنهم صامتون يمتطونك في اليوم مئات المرات
كل ليلة تقيم حفلك الدموي ونقف للفرجة!
في المشهد:
تتناقض أعمدة الدخان، يتلاشى وهج النيران...
الجرافات تحتضن أكوام الحديد
أرتال السيارات تجتاز منطقة الصدام..
الجموع تبكي لتغفو ثانية تبحث عن لون الحياة!
|