الباحث عن الفشل

في سن السادسة والعشرين كان (جرانت فرازيير) عاطلا عن العمل بعد ان طرد من عمله الذي تولاه بعد تخرجه من الجامعة ولكنه ما لبث ان شحذ مهارته في مسابقة عامة لرسم تصميم مبنى لشركة كبيرة كانت جائزتها أربعين ألف دولار وكان الفوز فيها كفيلا بأن يرفع من شأنه.
وقدر له الفوز بالجائزة فعمل مكتبا كبيرا واستدعى عددا من الرسامين الهندسيين ليعملوا عنده.. وكان من المحتمل ان يكون من أشهر المهندسين إلا انه يميل إلى الفشل ويستسلم بسهولة فكان يعمل طويلا في اعداد التصميمات حتى إذا استكملت عدل عنها وقال انها غير جيدة رغم ان العاملين لديه يؤكدون انها مناسبة ويحاولون اقناعه بجودتها.. وكان يغضب منهم ويعتذر إلى العملاء.. فلم يمضِ وقت طويل حتى أغلق المكتب وسرح العاملين وأصبح يعيش على أعمال ثانوية بسيطة بينما كان بإمكانه ان يكون ثرياً..
يقول هادي المدرسي صاحب كتب (تعلم كيف تنجح): إن مثل هذا الرجل كثيرون في كل مجالات الحياة فكم من شاعر مجيد يمزق ما كتبه من الشعر لأنه لا يراه على المستوى المطلوب؟ وكم من كاتب يرفض طباعة كتبه لأنها ليست كما يرام؟ وكم من خطيب يصرح بأنه سيفشل في خطابه قبل ان يبدأ بإلقائه وكأنه يبرر استسلامه للفشل مسبقاً؟
لكي تحقق النجاح لابد من ان تتجنب الفشل.. فالفشل هو العقبة الحقيقية التي تعترض سبيل الناجحين ولكنها في الوقت ذاته عقبة يمكن تجاوزها بتجنب أسبابها..
النجاح والفشل إرادة فمن أراد النجاح سلك سبيله ومن أراد الفشل مشى في طريق الفاشلين.
ونقطة البداية في مسيرة النجاح هي رفض الفشل فالبعض يحدد هدفه ويسعى إلى تحقيقه فعلا ولكنه بعد فترة من الوقت يضعه جانبا ويعمل في اعمال أخرى لكي يعيش لأن تحقيق هدفه يأخذ وقتا أطول ولذلك فهو ينشغل بأمور أخرى لا تمت إلى هدفه بصلة.