Thursday 7th October,200411697العددالخميس 23 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

لقد كان ينقر الخشبة لقد كان ينقر الخشبة

المدير الذي تسبب في خراب مالطة هو عنوان مقال كتبه الأخ سليمان بن إبراهيم الفندي في صفحة الرأي ليوم السبت 4 شعبان 1425هـ العدد 11678 وتعرض إلى النقاط والأفكار التي بدأت في كتابتها (لكن أحرقها فمزقت الورقة) وأضم صوتي إلى صوت أخي سليمان وأشد على يديه وأقدم شكري له ولا يمنع أن أضيف بعض النقاط في نفس الموضوع ولكن من منطلق المثل القائل (على نفسها جنت براقش) فإساة المدير لزملائه الموظفين وجلفه معهم وعدم تقديره وتشجيعه لهم مما يسبب فقدان العمل للإنتاجية، حتى وإن كان هناك إنتاجية فهذا الأسلوب يكبح جماحهم ويقلل من زيادة الإنتاجية التي يبحث عنها المدير الناجح فجنى بذلك على نفسه وعليهم بسبب ما ينتابهم في ذلك من إحباط وعدم تقدير فلا يأخذ بأيديهم إلى التعاون والتكاتف والأخوة فيكونوا أسرة متلاحمة واحدة هدفها واحد ومصلحتها واحدة.
بل إن بعض المدراء لا يريدون تزويد الموظفين بالمعلومات والخبرات اللازمة لإنجاح العمل وإنجاز المعاملات بشكل صحيح خوفاً من خروج بعض الموظفين لأفكار جديدة أفضل من أفكاره، وبروز مواهب لبعضهم في التنظيم وتنسيق العمل فيظن أنه سوف يتعرض للنقد والتوجيه، وذلك ناتج عن عدم ثقته بنفسه وعدم تغليب المصلحة العامة وحباً لإبراز ذاته فقط.
وبعضهم يتعمد عدم المساواة بين الموظفين فيجامل هذا ويتحامل على ذاك وبعضهم يصرخ في وجوه الموظفين فيسيء لهم بل إنني سمعت واحداً ذات مرة يتحدث لموظفيه بصوت عال ويهددهم بأنه سوف يريهم وجهه الثاني فأين الحياء الذي في وجهه الأول حتى يتحدث عن وجهه الثاني.
إضافة لذلك فان التهويل والصراخ ليس من سمات المدير الناجح بل إنه انفصام في شخصيته ويدل على عدم ثقته بنفسه أو إحساسه بأنه يملك الموظفين أو قادر على تغييرهم وتشكيلهم حسب أهوائه ورغباته، فذلك لا يعرف معنى الإدارة ولا يدرك أن الإدارة فن وذوق ولا يدرك أن إدارة البشر أصعب من إدارة غيره وأن التحكم في العقل البشري صعب المنال. وكي تواجه العقل البشري المنحرف لا بد وأن تكون البداية هي محاولة التقليل من الانحراف ثم البحث عن إزالة الانحراف كاملاً بالتدرج وبأسلوب إداري وتربوي وتعليمي محنك لا يقوم به إلا المدير الناجح الذي لا يبحث عن الشهرة والأضواء والترزز على المكاتب الفخمة ويضع أمامه سيلاً من الأقلام الملونة والتقاويم المزركشة والمناظر الخلابة وكأنك إذا دخلت مكتبه ترى متحفاً أو دليلاً تسويقياً لبضائع معينة.
إن المدير الناجح هو الذي يحترم الموظفين ويكتسب احترامهم له من خلال احترامه لهم، فالناس طباعهم تختلف، فمنهم من لا يروق له التهديد والوعيد والتوبيخ فيقع المدير في فخ صنيعه الذي صنعه ومنهم من لا يحب نهره أمام زملائه فيحس بالنقص إذا لم يرد أو يتكلم ويناقش المدير وللأسف أن الكثير من المديرين هذا ديدنهم، بل وتجد أن بعضهم يجلجل ويزلزل وكأنه يملك الإدارة بما فيها وأنه المطاع للأبد فيزجر ويوبخ هذا ويشتم ويقلل من إمكانيات آخر.
ومع الأسف تجد بعض المدراء يتصفون بنوع من الغباء فهناك من المديرين من يتحدث عن المدير الذي سبقه، موضحاً أن عليه سلبيات كثيرة وأنه استطاع أن يعدلها ثم يهذي بأنه لا يحب أن يكون مديراً لأنها مسئولية ومهمة شاقة.. الخ.
ونسي أنه في وقت سابق كان ينقر الخشبة من تحت المدير السابق صاحب الخمسينات ويزين له إيجابيات التقاعد وأنه راحة من عناء السنين الطويلة وأن أبناءه يحتاجونه إلى غير ذلك من المثبطات ليزيحه عن الكرسي.

كريم بن عيادة الغطاي / الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved