أن يفجع أحد منا في وفاة عزيز أو قريب فإنها سنة الحياة التي هي لقاء وفراق.. اللهم لا اعتراض ولا رادّ لقضائك.
في صباح الجمعة وقبيل صلاة الفجر.. أقبل على الله بوضوء مخلصا له ومؤمناً بقضائه، يريد المسجد كعادته؛ فهو جار المسجد.. ونعم الجار.. ولكن مشيئة الله لم ترد، إذ أخذته يد المنون؛ فطاب لقاؤك وندعو الله ونرجوه أن يتقبلك عنده وأن ينزلك منازل الأنبياء والصالحين.. آمين.
جوارحك وقفت معك، إلى أن ذهبت روحك - إن شاء الله - الى أرحم الراحمين؛ فلسانك إلى آخر لحظة يسبح الله ويستغفره ويذكره، وعيناك لم تدع القمر يفارقها خوفاً من فراق رمضان؛ فعسى الله أن يقبلك عنده كالصائم ويدخلك الجنة من مدخل الصائمين، فعزاؤنا فيه تهنئة وبوادر خير للقاء خير؛ فالحمد لله على قضائه، هانت الفاجعة بظل من الله ورحمة.
صالح الخزعل العصيمي - رحمك الله - عرفناك صالحاً؛ فأخذت من اسمك كل النصيب، وعرفناك محباً للناس رحوماً عطوفاً صاحب قلب أبيض، عرفناك للفقير معطياً، وللصغير مرشداً، وللناس نصوحاً. تركت أبناءً صالحين، كالجسد الواحد فيما بينهم، وهم مع غيرهم أشجار وقف مثمرة. تركت أحفاداً ملأت قلوبهم بالحنان والحب؛ فسخرهم الله لك في حياتك يتسابقون لخدمتك ويبذلون الغالي لراحتك. تركت الدنيا ولكن بعدما عمرتها بمحبين لك إلى الله رافعين أيديهم يدعون لك، ويسألون الله أن يرحمك برحمته، وأن يرزقك الجنة... آمين يا رب العالمين.
|