Thursday 7th October,200411697العددالخميس 23 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

مشكلة على مرأى من الجميع مشكلة على مرأى من الجميع
تركي بن سعود النخيلان *

في عصر الفضائيات وعصر سرعة انتقال المعلومة في جزء من الثانية، وتزاحم القنوات الإخبارية والترفيهية وظهور القنوات الغنائية أو ما بات يعرف بقنوات الفيديو كليب، برزت مشكلة أصبحت على مرأى من الجميع، علاوة على جملة المشاكل التي تحويها مثل هذه القنوات، بدءاً من المناظر السافرة للنساء أو إضاعة الوقت في مشاهدتها، وانتهاءً بهذه المشكلة الجديدة ألا وهي مشكلة (التشات) أو الدردشة.
نحن نعلم أن الدردشة يمكن أن تكون عبر شبكة المعلومات (الإنترنت) وفيها الكثير والكثير من المشاكل ولكن التعامل مع الإنترنت قد يكون مقتصرا على فئة معينة لها القدرة على استخدام الإنترنت، وفي النهاية تكون هذه الدردشة محصورة ومنتشرة داخل أسوار وغياهب الإنترنت، أما الدردشة عن طريق هذه القنوات فلا تحتاج إلى الكثير أو حتى القليل من الدراية فهي تتم عن طريق رسالة من الهاتف المحمول إلى رقم معين وستظهر للجميع على شاشة التلفاز ولك أن تتخيل كم عدد الأشخاص الذين يتابعون ويشاهدون هذه القنوات وتعدد فئاتهم العمرية. والمشكلة الرئيسية في هذا النوع من الدردشة نجدها واضحة في المواضيع التي تطرح؛ فهي لا تعدو أن تكون مواضيع غرامية تافهة أو كلمات بذيئة غير مسؤولة أو تجريحاً لأشخاص أو تبادلاً لأرقام الهواتف، وليست - كما يروج أو يشاع - مجالا واسعا ورحبا للتعارف والصداقات البريئة. أي شخص عاقل لا يمكن أن يفهم كيف تكون البراءة في هذه المواضيع؛ الأمر الذي لا يخفى على أحد إلا على السذج الذين يشاركون في هذه الدردشة. إن هذه القنوات تكسب ماديا من هؤلاء وفي المقابل يجد البعض في هذه القنوات متنفسا لأفكارهم المريضة ونياتهم الفاسدة؛ فنحن في حقيقة الأمر أمام مشكلة كبيرة تضاف إلى الرصيد غير القليل من المشاكل التي تواجهنا ونعاني منها على المستوى الاجتماعي، وينبغي لنا مواجهتها. وهنا أطرح تساؤلات عدة أوجهها إلى ذلك الشاب أو الشابة التي تشارك في مثل تلك الدردشات وطبعا سأتجنب التساؤل التقليدي الذي أصبح البعض يتهرب أو يتحايل في الرد عليه وهو: ما الفائدة من هذا كله؟ أتوجه بسؤال مباشر إلى هؤلاء الشباب: هل تتخيل أن أختك مثلا طرفا في هذا يبادلها الشباب أرقام الهاتف ويتحدثون معها بكلام بذيء وأنت تدرك ما سيحدث لو كان ذلك في الشارع وعلى مرأى من الجميع؟ كيف ستتصرف؟ أجزم لك أن ما تخشاه على أهلك في خارج البيت أصبح داخل أسوار هذا البيت. وأنت أيتها الشابة لا تجعلي من نفسك لقمة سائغة لذئاب البشر أو ورقة تعصف بها الرياح، والأهم من ذلك هل يرضى أحد بأن يكون مغفلا ويبتز من ماله وهو يعلم...؟ لا أظن أن أحداً يرغب في أن يكون في هذا الموقف، ولكن البعض وللأسف في كثير من القنوات الفضائية يسخر هذه التطورات في عالم الاتصال لخدمة أهدافه الربحية دونما تفكير في العواقب الوخيمة والسلوكيات الخاطئة التي ستظهر.. فأين واجب المسؤولية الاجتماعية؟ هل غاب عندهم هذا الحس؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved