Thursday 7th October,200411697العددالخميس 23 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

منحنيات الثقافة!! منحنيات الثقافة!!
سلوى أبو مدين

ها قد انتهى الملتقى الأول الذي أُقيم في مدينة الرياض، ونأمل أن تكون إيجابياته التي ينتظرها الكثيرون تساهم في تفعيل دوره، وليست عبارات منمقة أو حروفاً متراصة فوق صفحات الورق، ومن ثَمَّ تأخذ مكانها وتبقى حبيسة الأدراج حتى تهترئ وتصفر ويمر عليها زمن، بل أزمان.
ويأمل الجميع ويحلم بالكثير الكثير من ذاك الملتقى، وهذا لا يأتي إلا عن طريق تفعيل المؤسسات الثقافية والإعلامية لتستطيع أن تنجز مهامها.
ولن يقتصر دورها على الأنشطة التي تُدار عبر الأندية الأدبية فحسب، بل لا بدَّ أن يكون هناك أكثر من قناة لتبث عبرها ثقافتها؛ كالمراكز الثقافية الشاملة في جميع المدن التي يرعاها نخبة من المسؤولين، ولا بدَّ أن يساهم أصحاب رؤوس الأموال في تفعيل هذه المراكز بإمدادها بما يلزمها من مساعدات مادية، ويشرف على هذه المراكز رجال من كبار الكتَّاب والنقاد والصحفيين وفئة كبيرة من المثقفين، بل يشارك شبابنا وشاباتنا ويطرحوا مشاكلهم وتطلعاتهم المستقبلية وأحلامهم، ونتيح لجيل الشباب الفرصة للتعبير عما يفقدونه من لغة الحوار عبر المنابر والصالات، ولنبدأ من المدرسة والبيت والشارع ووسائل الإعلام، وعليها أن تفتح أبوابها لجميع طاقات الإبداع وتنمية المهارات بجميع جوانبها، ونكثف برامج التوعية عن مخاطر العولمة التي طغت بثقافتها المبتورة عبر الإنترنت والفضائيات. وبما أن وزارة الثقافة والإعلام هي المعنية بذلك، فإن عليها مسؤوليات جساماً، وعلى مثقفينا المساهمة في ريادة هذا الدور، بل أن يتبنَّوا هذه القضية بما تحمله من جوانب سلبية وإيجابية، ويبذلوا قصارى جهدهم للوصول إلى الأفضل والأحسن لترسيخ مبادئ الانتماء للوطن. ومهما تنوعت وتعددت الجوانب الثقافية يبقى التركيز، وهو الأول والأخير، على اللبنة الأولى، وأعني الطفولة؛ لنهيئ لها الأرض الخصبة التي تنمو وتكبر فيها، ونبدأ من البيت، وهو أساس التربية، ومن ثَمَّ المدرسة، وألا نهمش ثقافة الطفل العربي التي لم تلقَ شيئاً من عناية منذ البدء؛ لأننا لم نُوجد ما يُعنى به؛ مثل المكتبات والمسارح وغيرها من القنوات التي تهتم بأدب الطفل وتُفعِّل دوره كما هي الحال في بعض الدول العربية، ولعل أحلامنا واسعة وعريضة.
وأتساءل: هل يتَّسع صدر وزارة الثقافة والإعلام لأحلامنا، أم أنها ستتحول إلى حكايات شهرزاد قِيلتْ في المساء ثم غَفَتْ فوق وريقات أشبه بمتَّكأ حين طالها الصدأ الكثير؟!
ومَن يكن لديه ذاك الهاجس عليه أن يلهث طويلاً حتى يشرق عليه الصباح ليحقق شيئاً، ولا نريد أن نتوقَّف ونحدِّق فيما يدور حولنا ونبقى كما بدأنا نحلم ونتحدث وننسج من الرمال بيوتاً سرعان ما تنسفها الرياح.
مرفأ
(سؤال الإنسان غائب من المشهد الثقافي العربي).. سوزان عليوان


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved