فوجئت بعد عودتي من إجازتي الصيفية هذا العام بأحد الأصدقاء يبلغبي بأن اسمي قد ورد على القائمة التي يبثها سعد الفقيه من لندن وهي القائمة المسماة زوراً بالقائمة الإصلاحية، ولم أصدق الخبر في البداية غير أن عدداً آخر من الأقرباء والأصدقاء أكدوا لي مشاهدتهم لاسمي على لائحته المزعومة. والحقيقة أني مثل السواد الأعظم من المواطنين لم أكن أعلم باللائحة المزعومة لمؤيديه إلا بعد ورود اسمي فيها على نحو ما ذكرت، وقد استغربت الزج باسمي فيها كل الاستغراب وبدأت أسأل عنه وفهمت أنه يدعي أنه صاحب دعوة للإصلاح غير أنه تحت هذا العنوان يقوم بالتشجيع على أعمال الإرهاب والتخريب التي تقع في بلادنا، وأنه على صلة ببعض الدول الأجنبية التي لا تريد الخير للمملكة. كما علمت أنه يأخذ الأسماء من دليل الهاتف وبعض المصادر المفتوحة وغيرها لإظهار الدعم الشعبي له. ولاحظت أيضا من متابعة الصحف المحلية أنه سبق أن زج بأسماء أناس آخرين غيري في لائحته بنفس الطريقة.. ليس ذلك فحسب وإنما تبين لي أنه يمارس القذف بحق بعض الرموز الدينية والاجتماعية والوطنية والسياسية في المملكة.
وأنا أتساءل هنا بأي حق يقوم سعد الفقيه بممارسة القذف وتزوير الأسماء في لائحته المزعومة وممارسة الكذب وتلفيق القضايا وبث الإشاعات المغرضة ضد وطنه ومواطنيه وهي أمور يحرمها الإسلام؟ وكيف له أن يفعل كل هذه المحرمات في وقت يدعي فيه الإصلاح فهذه ليست من صفات المصلحين؟ الحقيقة أن من يقوم بمثل هذه الأعمال ليس مصلحا وإنما هو مفسد ويضمر السوء لوطنه ومواطنيه، إذ لا يقدم على فعل ذلك إلا من يسعى لتحضير المسرح لكي يعود لوطنه على ظهور الدبابات الأجنبية الغازية كما فعل غيره في بعض الأقطار ممن جلبوا لأوطانهم الخراب والدمار وأغرقوا شعوبهم في الدماء.. وإذا كان هذا ما يسعى إليه فعلاً فإنه يجهل طبيعة الشعب الذي يدعي الانتماء إليه ولا يعرف مدى تمسكه بوحدته الوطنية والتفافه حول قيادته، كما يجهل مدى استعداده للدفاع عن مكتسباته.
ومع سوء ما أقدم عليه من قذف وتزوير وكذب وتلفيق بحقي وحق غيري فإن هناك فائدة تتحقق من كل ذلك إذا أردنا أن نعطي للشيطان حقه كما يقول المثل وهي أنه كشف تماماً عن وجهه وعن مقاصده وأبان هزال القضية التي يدعي أنه يمثلها حتى أنه ينطبق عليه قول الشاعر:
لقد هزلت حتى بدا من هزالها
كلاها وحتى سامها كل مفلس |
|