نوافذ
صندوق... الغنى
أميمة الخميس

باعتقادي الشخصي أن أكثر المشاريع المحلية (التي قامت في الأعوام القليلة الماضية) نبلا وزخماً إنسانياً، وتلاحماً اجتماعياً، والتحاماً مع الواقع والكشف عن مستوره وشوارعه الخلفية وأنينه وطنينه... هو مشروع.. (صندوق الفقر).
وهذه هي الخصوصية التي تعكس مجتمعنا وطبيعة النسيج الاجتماعي الذي يطوق أفراده، ويبرمج علاقاتهم سويا، وليس الخصوصية ما يحاول البعض أن يجعله كومة من الوصايا المعرقلة لعجلة الزمن المتغيرة المتحولة.
تلك الوضأة التي تطوق المشروع لا نريد لها أن تخالط بعضاً من السلبيات التي سبق وأن اغتالت الكثير من المشاريع السابقة على المستوى المحلي، ولنبدأ بالاسم فاسم صندوق الفقر، يحمل فألا سيئا للمشروع، وقد كانت العرب قديما تسمي الصحراء الشاسعة المظلمة (بالمفازة) تفاؤلا بقطعها والفوز بالنجاة من أخطارها، ولكن هذا الاسم الذي سيلتصق بهذا الصندوق سيتحول إلى قيمة اجتماعية دونية تؤطر جميع من يتداخل في نطاقه أو يحصل على معوناته، تماما كأراضي ذوي الدخل المحدود الذي ما زالت إلى يومنا هذا تعبر عن لوحة إعلان اجتماعية خفية تحاصر سكان هذا الحي بالفقر والعوز وكأنه قدر أزلي لا يستطيعون منه فكاكا، لم لا يكون مسماه صندوق (الغنى) تفاؤلا؟ وأيضا على اعتبار بأن الغنى هو الاستغناء عن الغير والتعفف عن السؤال؟؟
أيضا لم لا يكون هناك وضوح كامل عن طبيعة المشاريع التي سيتبناها هذا المشروع مرفقة بالأرقام والسجلات والمدد الزمنية، بحيث نصنع تواصلاً شعبياً واضحاً بين المجتمع و الصندوق ليتحول إلى هدف اجتماعي لمانحي الزكاة وباذلي الخير؟
لم لا يغطي صندوق الفقر الجانب التدريبي والتأهيلي، بحيث يتخلص المستفيدون منه من وصمة الفقر وينخرطون أفراداً فاعلين منتجين ذوي حرفة تقيهم أنياب الفقر؟ لم لا تشارك الجامعات الأهلية ومراكز التدريب الكبيرة بمنح مقاعد تعليمية كل عام لعدد من الطلبة الذين تنطبق عليهم شروط الحاجة؟ لم لا تسهم بنوكنا المدللة التي تجني المليارات كل عام ببرامج سنوية داعمة لهذا الصندوق كشرط أساسي للتسهيلات التي تنالها وخلو نظامنا الاقتصادي من الضرائب؟
(صندوق الغنى) هو مشروعنا النبيل الذي نباهي به العالم وهو الذي يعبر عن خصوصيتنا وتميزنا.. فالرجاء المزيد من الوضوح والعمل الإعلامي المعبر عن أهدافه ومشاريعه والفئات التي من الممكن أن تستفيد منه.