* الخرطوم
نيويورك - الوكالات:
ركَّز رئيس الوزراء البريطاني توني بلير خلال زيارته القصيرة للخرطوم أمس الأربعاء على إبلاغها بأهمية تسوية الأزمة في دارفور في وقت تجاهل فيه مجلس الأمن الدولي ما هدد به من عقوبات على السودان وركز على ضرورة نشر قوات أفريقية في دارفور من أجل التسوية.
وفي تطور آخر قالت حركة تحرير السودان، وهي إحدى حركتي تمرد في دارفور إنها ستحضر محادثات السلام القادمة مع الحكومة السودانية بصرف النظر عما إذا كانت الحركة المتمردة الثانية، وهي حركة العدل والمساواة، ستحضر هذه المحادثات أم لا.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني الذي أمضى أمس خمس ساعات في السودان قبل أن يغادر إلى إثيوبيا (بدلاً من التركيز على التهديدات والعقوبات نريد أن نركِّز على محاولة تحقيق تقدم يجعل العقوبات غير ضرورية).
ويقول مسؤولون بريطانيون إن رسالة بلير إلى مسؤولي الخرطوم تتلخص في ثلاث شعب هي: التفاوض من أجل تسوية مع المتمردين في دارفور و(السماح بدخول غير مقيد) لعمال الإغاثة وقبول دور موسع لقوات الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام.
وكان وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل في استقبال بلير عند وصوله. وقبل أن يبدأ بلير زيارته قال برلمانيون من دارفور إن بريطانيا التي كانت المستعمر السابق للسودان يتعيَّن أن تتحمل بعض الوزر عن مشكلات المنطقة.
وقال إدريس يوسف أحمد وهو عضو في البرلمان عن ولاية جنوب دارفور (المملكة المتحدة مسؤولة عما يحدث الآن في دارفور لأنها كانت البلد الذي وجد دارفور دولة مستقلة وغزتها وضمتها للسودان دون الحفاظ على أي من حقوقها الدستورية).
ومن جانب آخر ركَّز مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء على نشر قوات تابعة للاتحاد الأفريقي كوسيلة للخروج من أزمة دارفور متجاهلاً تهديده السابق لفرض عقوبات نفطية على السودان. وهدد مجلس الأمن الشهر الماضي بفرض عقوبات إذا لم يتخذ السودان إجراءات لحماية المدنيين. لكن لكن المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة جون دانفورث قال للصحفيين (أعتقد أن علينا الآن أن نركِّز أعيننا على الكرة... التركيز الآن على الاتحاد الأفريقي).
وجاءت تصريحات دانفورث بعد أن استمع المجلس إلى إفادة من يان برونك مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى السودان والذي وضع مسودة تقرير صدر في وقت متأخر من يوم الاثنين باسم كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي تقرير عنان وكذلك في عرض برونك قالت الأمم المتحدة إن السودان لم يتراجع عن أي تعهدات سابقة لكنها لم تقل ما هي تلك التعهدات.
إلى ذلك قال محمد مرسال المسؤول بجماعة جيش تحرير السودان لرويترز من العاصمة الإريترية أسمرة إن الجماعة ستحضر محادثات السلام القادمة مع الحكومة السودانية سواء حضرت جماعة العدل والمساواة أم لا.
وقال مرسال وهو متحدث باسم ميني اركو مناوي القائد العسكري لجماعة جيش تحرير السودان (هذه ليست مسألة مهمة بالنسبة لنا ولا ترتبط بنا... شاركنا في محادثات (في تشاد) من قبل بدون جماعة العدل والمساواة وسوف نذهب مرة أخرى). ويرعى الاتحاد الأفريقي محادثات أبوجا المقرر لها أن تستأنف في 21 من الشهر الحالي.
وقال مرسال إنه على الرغم من أنه كان هناك فيما مضى تعاون سياسي بين جماعتي العدل والمساواة وجماعة جيش تحرير السودان فإنه لا توجد أنشطة عسكرية مشتركة على المستوى الميداني في دارفور.
وقال (توجد قوات لحركة العدل والمساواة في مناطق جيش تحرير السودان ولكن في الوقت الحالي لا يوجد أي نشاط عسكري مشترك).
إلى ذلك قالت وكالة السودان للأنباء إن طائرة شحن سودانية سقطت متحطمة وقتل طاقمها الروسي المؤلف من أربعة أفراد. وكانت الطائرة الروسية الصنع والتي تشغلها شركة سارية أقلعت من مطار الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان يوم الثلاثاء عندما فقد الاتصال اللا سلكي معها وأرسلت ثلاث طائرات للبحث عنها. وكانت الطائرة في طريقها إلى جوبا كبرى مدن جنوب السودان.
|