Thursday 7th October,200411697العددالخميس 23 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أضواء أضواء
الحرب العالمية الثالثة
(الفيتو) في خدمة الإرهاب - 14
جاسر عبدالعزيز الجاسر

أين تذهب الشعوب التي تسلب حقوقها، ويقتل أبناؤها في عمليات إرهابية منظمة تصل إلى حد الإبادة..؟!
مجلس الأمن الدولي الذي وضع كمؤسسة دولية تعمل على حفظ الأمن والسلام الدوليين أصبح مقصد الدول والشعوب المستضعفة تطرح شكاويها ليرفع الظلم عنها وتعاد حقوقها بعد أن يفرض على مغتصبي تلك الحقوق الرضوخ للشرعية الدولية.
هكذا أريد لمجلس الأمن الدولي، إلا أن التمييز الفوقي الذي منح للدول الخمس المتحالفة في الحرب العالمية الثانية، جرد المجلس من فعاليته وجعله أداة لفرض إرادة الدول الخمس دون سواها، فهذه الدول التي امتلكت (سلاح الفيتو) وظفت هذا السلاح خدمة لمصالحها وأهدافها السياسية حتى وإن أدى ذلك إلى حرمان الآخرين من نيل حقوقهم الشرعية.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل عملت هذه الدول على وضع هذا السلاح في خدمة الدول المتمردة على الشرعية وحمايتها من عقوبات عدم الانصياع لإرادة المجتمع الدولي.
توظيف الولايات المتحدة الأمريكية لسلاح الفيتو لخدمة وحماية الدول المتمردة نموذج صارخ للاستغلال السيئ لهذا السلاح والذي يظهر عجز مجلس الأمن الدولي عن تحقيق الأمن والسلام للدول المقهورة، وهو ما ظهر بوضوح عندما استعملت الولايات المتحدة الأمريكية مساء يوم الثلاثاء وللمرة السابعة والعشرين لحماية إسرائيل المتمردة على قرارات الشرعية الدولية.
هذه المرة أجهض الفيتو قراراً دولياً وافق عليه مندوبو إحدى عشرة دولة يمثلون دولاً من أوروبا وآسيا وإفريقيا بينها ثلاث دول تملك حق الفيتو هي روسيا والصين وفرنسا، وامتنع عن التصويت ثلاث دول أخرى من بينهم دولة تملك حق الفيتو هي بريطانيا، فيما لم تعارضه سوى أمريكا، لتفلت إسرائيل من (طلب) - مجرد الطلب منها - وقف إبادة الشعب الفلسطيني التي تجري بصورة متواترة منذ أيام في شمال غزة وبعض من أجزاء الضفة الغربية.
ماذا يمثل هذا (الفيتو الأمريكي) في هذه المرحلة من الحرب على الإرهاب..؟!
أي رسالة يوجهها الأمريكيون باستعمالهم لسلاح الفيتو لحماية نظام متمرد لإرهاب الدولة.؟!
كيف يفهم الإسرائيليون والإرهابيون المحيطون بجنرال الإرهاب شارون، هذا الاستعداد الأمريكي الصارخ لدعم إرهابهم ضد الفلسطينيين؟!
كيف يفهم الفلسطينيون الذين يشاهدون ليل نهار العمليات الإرهابية الإسرائيلية ضد أبنائهم ومنازلهم وحقولهم، هذا الفعل الأمريكي.. الذي يمنع وقف إبادتهم..؟!
أين يذهب الفلسطينيون عندما تغلق كل الأبواب في وجوههم؟
هل يمكن وصفهم بإرهابيين عندما يعتمدون على أنفسهم للدفاع عن أرواح من تبقى منهم، وحماية منازلهم وأطفالهم الذين يسقطون أمامهم والفيتو الأمريكي يمنع حمايتهم..؟!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved