*حاوره - تركي بسّام:
ذكي وهو يلمس الجرح ويضغط عليه رغم الألم..
وذكي وهو يتصدى للبطولة في هذا المسلسل الكبير الذي بلا شك سيكتسح باقي المسلسلات
(عابد فهد) يجسد الدور فيتقنه.. ويمثل مكانة الحقيقة الغائبة
جساس.. الحجاج.. عابد فهد سمّه ما شئت فهو شخصيات متناقضة في شخص واحد..
انتقل العامين الماضيين إلى سنوات مضت فأحبّه الجمهور يكشف الحقيقة ويعرِّيها ويضغط بدوره على الجرح الغائر في طريقه إلى كابول.. فينتظره الناس بشغف
بقي من الزمن أسبوع كي يعلن انتفاضته من جديد..
عابد فهد سيحرك بمسلسله هذا الماء الراكد وسيكثر حوله الكلام.. وسينقسم المشاهدون والمتابعون والنقاد حوله بين مؤيد ومعارض ولكن التصفيق له سيمتد من الماء إلى الماء
عابد فهد.. يحب دور البطولة والبطولة لا ترضى بسواه
التقيناه فكان عابد فهد الممثل السوري الذي بدأ كوميدياً منذ سنوات طويلة وتحديداً في عام 1982 مع ياسر العظمة في مسلسل مرايا.. وانتهى به المطاف إلى بطل من أبطال الدراما العربية وأعلاهم (سهماً)..
تحدث عن مسلسله وظروفه وأشياء أخرى فكان هذا الحوار.
****
* تحدث قليلاً عن عملك الرمضاني القادم؟
- عمل أعتقد بانه سيكون من ألمع المسلسلات التي سيعرضها تلفزيون mbc لأنه يحمل فكرة جريئة جدا متجسدة بشخصية (جلال قادر حكمتي) الذي تعرض لغدر الأمريكان حينما ساعدتهم في حربهم ضد السوفيت. ويشمل أيضا قضية مهمة وهي الاحتلال لمنطقة نعاصرها في يومنا هذا وما وراء كواليس الحرب حيث لم يفتنا ان نأخذ في الاعتبار المقاومة بكل ما تحمل من تفجير وتخريب ورد على نيران العدو.. القضية الشاملة من وراء هكذا عمل هو بيان مدى ارتباط الاحتلال سواء كان في أفغانستان أو في العراق أو في فلسطين وممكن ان تلمح هذه الأفكار لمجرد قراءة أو سماع اسم العمل الذي يحمل عنوان (الطريق إلى كابل) وهو من إنتاج تلفزيون قطر ويعرض حصرياً على mbc وقطر.
* لماذا تنازلت قطر عن عرضه حصرياً للmbc؟
- الواقع ان العرض سيكون متوازياً حيث سيعرضه تلفزيون قطر أولاً من ثم يلحق به mbc في العرض وهذا اتفاق انتاج بين قطر وmbc.
* ألا ترى في ظل الأوضاع الراهنة صعب تقديم مسلسل يحمل كل هذه المضامين؟
- بالعكس نحن في أحوج الأوقات لمثل هذه الأفكار لأنها تمثل المشاهد الازدواجية سواء كانت متمثلة بشخص أو بحكومة أو بدولة وكما تعلم في رمضان السابق فقد أثار الفنان المصري محمد صبحي حنق اسرائيل بأكملها في مسلسل (فارس بلا جواد) الذي عرضه، فالطرح مشروع لكل واحد والمهم هو إبعاد الطرح ونتائجه.
* هل واجهتك (ضغوط) من أجل عدم تجسيد الشخصية؟
- لم أجد أي ضغوطات من أي جهةٍ منذ قراءة العمل مروراً بالتصوير وحتى هذه اللحظة التي تكلمني فيها.
* وكيف تمت إجازة العمل؟
- العمل تم عرضه على جهةٍ دبلوماسية معروفة ومؤثرة جداً في القرار السياسي العربي والعالمي وتمت إجازة العمل.
* إذاً فالعمل بتوجيهات سياسية..
- لا.. يا سيدي العمل يخص المشاهد العربي ويهمه في المقام الأول وسيكون هذا الجمهور هو الحكم وهو الموجّه الرئيسي لي ولطاقم العمل.
* هل تم (تفصيل) الدور على عابد فهد.. بمعنى هل كان العمل مرسوماً لك فقط؟
- ليس بالشكل الذي تتوقع ولكن حين استلمت النص كان اقتراح البطولة الخاصة بي لشخصية أخرى وهي شخصية (طارق) ولكن حين قرأت النص أعجبني دور جلال قادر فاخترته ووافقني على اختياري مؤلف العمل والمخرج والقائمون على المسلسل وأتمنى أن يكون اختياري للشخصية ملائماً لما يتمناه الجمهور مني ومن المسلسل كاملاً، فالمسلسل في النهاية لم يقم على عابد فهد لوحده ولكن هذا الفريق الضخم هو البطل جزء لا يتجزأ ولا ينفرد أحد دون الآخر بالبطولة.
* (الحجاج) يحمل كثيراً من اللغط وكذلك أي شيء قادم من كابول، هل أصبحت تختار أدوارك على أساس الإثارة؟
- لا ليس الإثارة ما أبحث عنه بقدر ما أبحث عن ما يسعد الجمهور ولكن قبل الخوض بأي عمل من أعمالي لا بد لي من الرجوع إلى المراجع والمصادر التاريخية التي وقعت كل ما يلم بالشخصية ممثلا الحجاج كلنا يعرف مدى دكتاتورية هذا الرجل ولكن بعد رجوعنا للتاريخ وجدناه قد حقق الكثير من المكاسب للأمة الإسلامية فبفضله امتدت الأمة العربية حتى حدود الصين وكذلك هو أول من طرح فكرة سك النقود العربية والأهم بحث عملية تنقيط القرآن ولو تمعنت قليلاً لوجدتنا محتاجين الآن لهكذا دكتاتور على الأقل يوقف السرطان الذي ينخر جسد الأمة.. فأهمية الدور تأتي من مدى فعاليته السياسية والاجتماعية والحياتية.
* ماذا مثل لك التكريم في مهرجان القاهرة؟
- التكريم هو احترام وتقدير الآخر لك وأنا دائماً وأبداً أقول باني كُرمت أولاً من قبل الجهور الذي قال ان مسلسل (الحجاج) هو الذي يستحق جائزة رمضان الماضي ولكن لجنة التحكيم ارتأت ان يكون عابد فهد أحسن ممثل فقط.
* وباعتبارك الأفضل هل تلقيت عروضاً للمشاركة في أعمال مصرية؟
- الحقيقة لم يحصل ان تلقيت عروضاً ولكن رجعت بتقدير كبير من قبل الكاتب الكبير وحيد حامد الذي أهداني هدية عينية اعتبرتها هي الأغلى.
* هل وصلت الدراما السورية إلى مرحلة تستطيع منافسة الدراما المصرية والتفوق عليها؟
- ما زالت الدراما المصرية لها الفخر بالريادة وما زال القائمون عليها يتغزلون بتاريخها الجميل وهذا حق لهم مثلما حق للدراما السورية ان تفخر بتفوقها بالدراما التاريخية وخاصة في السنوات الأخيرة وأعتقد ان التفوق كان واضحاً والمنافسة من الأمور التي يحبها الجميع لأنها رافد لمحاولة البقاء على القمة.
* وبماذا تشكو الدراما السورية؟
- هذا سؤال مهم إذا ما عرفنا بان سوريا انتاجها السنوي يفوق الـ30 مسلسلاً ذات ميزانية كبيرة منها 15 مسلسلاً للتلفزيون السوري لوحده. ومكمن المشكلة في التسويق فأنا لا أعلم لماذا تعرض الفضائيات 5 أو6 مسلسلات مصرية في حين تعرض ما يقابله مسلسلا سوريا واحدا رغم احتياجها الكبير لمادة العرض. وأعتقد ان الحل لا بد ان يكون منبثقا من وحدة الفضائيات العربية والتوزيع العادل للدراما فيما بينها.
* مع كل هذا الإنتاج القوي ما زالت الدراما السورية بعيدة عن السينما؟
- سؤال محير جداً وبالفعل كلما تطورت الدراما التلفزيونية السورية كلما ابتعدت السينما رغم ان فكرة عمل فلم سينمائي هي همّ لجميع الفنانين السوريين ولأننا مجمعون في هذا الحزن طبقت فكرة لتكون خطوة نحو عمل سينمائي وهي وضع ملخصات من المسلسلات التي أعملها في فلم سينمائي قصير وأقوم بتوزيعه قبل العرض غير هذا لا أملك جوابا عن السينما السورية.
* هل تعتقد سر نجاحك هو الشخصية التاريخية؟
- رغم أنني تعرضت إلى طفرات كبيرة في حياتي الفنية ولكن أعتقد ان الشخصية التاريخية أتت لي أكثر بدءاً من شخصية (جساس) في الزير سالم وامتداداً لشخصية الحجاج ولكن البداية الحقيقية ليس تاريخية بل من خلال حلقة تلفزيونية بعنوان (درس خصوصي) قدمتها في إحدى مسلسلات المرايا مع الأستاذ ياسر العظمة.
* ولكن أين تجسد نفسك أكثر بروزاً كممثل؟
- أجد نفسي ممثلا لا أقبع في مكان واحد وأنا مشروع فني أبحث دائماً عن الوسيلة التي أصل من خلالها للمشاهد وأتمنى ان تكون اكثر نضوجاً.
* وعلى أي أساس تختارها كشخصية ناضجة؟
- أبحر في النص وأعود للتاريخ والفترة التي عارصتها ثم أذهب للبحث عن مظهرها الخارجي وعندما يتبقى أجزاء من التفاصيل أحاول التأقلم عليها حتى لو كلفني ذلك بان أصور عشر حلقات ولكن في النهاية ستجدني ألبسها كثوب لي.
* ولكن الصعوبة تكمن في اختيار شخصية بعد ظهور لافت في شخصية قبلها كما هو الحجاج؟
- نعم.. أصعب ما على الممثل هو ما بعد نجاح الشخصية.. الاختيار لا بد ان يكون في نفس المستوى وبصراحة تلفزيون قطر ساعدني بحمل نفس الهم وبعد مناقشات عميقة أشعرتني بالأمان توصلنا إلى مسلسل الطريق إلى كابل حاولت من خلاله ان أتقمص شخصية جديدة.
* بصراحة هل الشخصية تعيش معك حتى في البيت؟
- الفنان ابن عمله ولا يمكن ان يكون مزدوجاً كأن تدخل إلى بيتي وأتصرف كما يتصرف الحجاج والحقيقة حب العمل يلزم كل الذين قريبين مني إلى تفهم هذه الفترة.
* غادرت سوريا وأقمت في دبي في حين عملك (الطريق إلى كابول) في قطر؟
- هذه الفوضى لا تعد مشكلة ولا جذرية فهي لها أسبابها فإقامتي بدبي بأسباب ارتباط زوجتي بعملها أما عن عملي فالفنان يتنقل خاصة إذا عرفنا بان كل الأعمال اليوم نحاول ان تكون شاملة إنتاجياً وبالنهاية نحن ضمن حدود هذا الوطن.
* لديك عمل يتيم واحد كمخرج.. لماذا لم تواصل؟
- الحقيقة هناك قلق دائماً لدى الفنان وهو أجره فهو لا يرتقي لمستوى المعيشة الكريمة فتبدأ محاولاته للدخول في أكثر من معترك لتأمين لقمة العيش وهذه كارثة فالفنان واجهة دولية للبلد لنقلة حضارية وتقدمه ولكنه للأسف مهمَل في بلداننا العربية.. أما عدم تواصلي فهو كثرة انشغالي بالأدوار التي تأخذ مني سنة كاملة لعرضها.
* وهل ما يأتيك من موارد من هذه الأعمال يكفيك سنة كاملة؟
- بالطبع لا ولكن الفن محتاج للتضحية.
|