لا أملك القول إنصافا وتجسيدا
كيما أوفيه تقريضا وتمجيدا
جبلتي عبقري الضاد يبهرني
وإن دعيت أصيل الشعر غريدا
أوسعت شمس القوافي ممعنا غزلى
وهن يتلعن شوقا نحوه الجيدا
هل أنت محمود؟ قال الشعر يغمزني
فقلت كلا وربي لست محمودا
محمود من عاش للفصحى وبوأها
براً، ونشراً، وتجريداً، وتجديداً
بقية القوم، ما ناموا على ترة
تلحى لدوحة إرث المصطفى عودا
لسن إذا خطبوا فصح إذا كتبوا
تملكوا من بيان الضاد إقليدا
محمود هذى بلاد الشيح والهة
تطوي الليالي تبريحا وتسهيدا
تروم مثلك براً لا يخاطبها
إلا بما لقنت أبناءها الصيدا
تشكو إليك لساناً لا يلائمها
تفننوا فيه إعجاما وتقليدا
واستمرأوا الشعر مزغولا تفارقه
روح الحياة ثقيل الظل مفؤدا
متى تعود لنا الفصحى مهذبة
ومهدها يستجيد القول معمودا
ويعشق الأعين الزرقاء واغلة
على البيان ويجفو الأعين السودا
لك اليراعة يا محمود مشرعة
والمقول الذرب مرهوبا ومودوداً
ألزمت نفسك دهراً: لا مهادنة
فصفق الحق تبريكاً وتأييدا
والمرجفون إذا ما لاح بارقة
تأولوها رضاب المزن مورودا
قف باليمامة يا محمود مدكرا
واستلهم المجد مقروءاً ومشهودا
حيث النخيل وحيث الشمس ضاحية
حيث الصبا والنعامى تذرع البيدا
حيث الأصالة حيث الشعر منتخلا
حيث الجياد تبارى الضمر القودا
أقم بها ولك الإجلال ما هتفت
في أيكها الورق ترجيعاً وتغريدا