كان صمام امان خط الدفاع بالمنتخب السعودي.. مثل الأهلي سابقاً ثم الهلال لاحقاً.. حقق شهرة كبيرة.
.. يقول عن نفسه في حوار ينطق حزناً اجرته معه الزميلة (الرياضية) منذ ايام.. انه في (ذروة) العز والمجد والنجومية كان يعمد إلى اغلاق هاتفه (الجوال) نظراً لكثرة (المتصلين) الذين يرغبون سماع صوته اعتزازاً وتقديراً بمكانته الرياضية!
لكن دوام الحال من المحال بعد ان وقع في (ورطة) وجرته قدماه إلى السجن بسبب طيبته الزائدة وثقته بالآخرين.. وكل القضية انه قام بمبادرة تترجم رجولته وتعكس مدى ما يتمتع به من نخوة وشهامة.. يقول اللاعب الدولي عبد الله سليمان الذي كان (يحلم) بختام ناجح لمسيرته الرياضية في النادي الكبير.. الهلال ان احد الأصدقاء طلب (كفالته) مقابل مبلغ مليوني ريال.. فقط.. ولا أكثر!!
(أبو سليمان).. ابدى استعداده.. واعلن موافقته.. فهو في امتحان لمعرفة مقولة الصديق وقت الضيق.. ولا يريد أن يخذله ساعة العسرة.. لقد توقع ان يحدث أي شيء الا ان يتوقف (أبو المليونين) عن السداد!!
.. طبعاً (الحقوق) تتساءل وتقول (هاتوا) الكفيل.. وتم إحضار عبدالله سليمان وأودع السجن لعدم مقدرته هو الآخر في تسديد المبلغ المطلوب!
قد تكون وهي (واقعة) بمثابة قصة (دراماتيكية) تتكرر على مسرح الحياة بشكل مستمر.. لكن هل من متعظ؟
.. عبد الله سليمان يشكو الحال ويتحدث عن تجربته ومعاناته المريرة ويشعر بالأسى والحزن جراء عدم السؤال عنه من قبل زملائه ويعلق قائلاً (جوالي) مفتوح.. لكن لا أحد يفكر في طلب مكالمة معي!!
و.. يا ألطاف الله.. لقد تخلى الجميع عني بدون استثناء
تتساقط كلماته ثقيلة جداً وتتحول إلى خيمة حزن.. وهو لا يزال متمسكاً بكبريائه فيقول: لا أريد معونة مادية من أحد.. كل ما احتاجه لمسة وفاء صادقة ومشاعر إنسانية تخفف حالة المعاناة!!
.. وأنا أكتب هذه السطور أؤكد ان هناك في هذا الوطن الذي تسود افراده صفة التلاحم والتكافل الاجتماعي من يبادر بأريحية تامة للتواجد السريع.. وتدخل (فوراً) لكتابة مفردات الفصل الأخير من (قصة) عبد الله سليمان بدفع المبلغ المستحق واطلاق سراحه قبل حلول شهر الخير والبركات.. وأتمنى ان يكون قد خرج حراً طليقاً وأصبح وسط عائلته ينعم بالسعادة شاكراً الله سبحانه وتعالى ثم من كان سبباً في هذا الموقف الإنساني الكبير.
.. (حكاية) عبد الله سليمان قد لا تكون هي الأخيرة.. وكم عشنا من قبل قصص مماثلة وراح ضحيتها آلاف الأفراد من المشاهير.. وغيرهم!!
.. ونسأل انفسنا دائماً.. لماذا ندفه للوقوع في الخطأ حيث لا نتعلم من الدروس والتجارب السابقة.. قد (يقسو) البعض على عبد الله سليمان ويحمله المسئولية التامة لهذا الاندفاع وتلك الثقة التي دفع بموجبها فاتورة عالية الثمن!!
.. حقيقة.. وعلى المستوى الشخصي تثيرني تساؤلات عديدة تدور حول ماهية الضوابط القانونية ونوعيتها التي تمنح لاعبا محترفا قد لا يتجاوز مرتبه الشهري عشرين الف ريال امكانية الالتزام بكفالة شخص آخر بمبلغ مليوني ريال!!
وأشكك بوجود ثغرات في شروط متطلبات استيفاء تلك (الكفالة)!!
ولأن العبرة بالنهاية.. هل من الممكن استثمار تجربة عبد الله سليمان كقصة واقعية يمكن طرحها على الملأ بكل صراحة للاستفادة ومن ثم اتخاذ الحذر والحيطة من الوقوع في شباك (المتلاعبين) الذين يفسدون معاني الثقة وقيم النخوة والشهامة ولا يفكرون الا في أنفسهم فيتخذون من مقولة (انا ومن بعدي الطوفان) شعاراً.. وسامحونا!!
النصر لنا.. والهلال ايضاً!!
قد يشكل انخفاض مستوى التنافس الكروي بين الفرق الرياضية وفي طليعها النصر والهلال منعطفاً للبحث عن بدائل جديدة تكون نواة لخلق تنافس شريف يتسم بالإيجابية.
.. قبل أسبوع أو أكثر.. استضاف النصر محاضرة قيمة لفضيلة الشيخ د.عايض القرني تحت عنوان (النصر لنا) وحضرها جمهور عريض قد يفوق حضور مباراة كروية للنصر مع فريق آخر.
.. كان اللافت للنظر تلك الخطوة المباركة المتمثلة بتوجيه النصر دعوة الحضور لسمو رئيس الهلال الذي لبى الدعوة في مبادرة ربما تكون الأولى من نوعها في تاريخ العلاقة بين الخصمين اللدودين حيث قرر تجاوز (الفاصل الوهمي) وكسر الحاجز النفسي الذي تم بناؤه خلال مرحلة زمنية سابقة كانت تصور التنافس بين الناديين على (رفض الآخر) وعدم قبوله.. وبما تجاهله!! وكل نادٍ مطالب بتجهيز كافة أسلحته (الغوغائية).. و(الخشبية) و(الفتاكة) بغية القضاء على هذا الآخر (ياسلام على تنافس شريف وخلاق)
.. الأمير الهلالي الشاب الذي قبل دخول معترك العمل الإداري بفكر راقٍ وعقلية نظيفة اراد ان يجسد للوسط الرياضي مفهوماً ارتقائياً مخالفاً. هو ان التنافس أمر مطلوب وسلوك حضاري لكن تحقيقه لا يتم بالقطيعة والتفكر بتهميش واقصاء الآخر.. وانما بالتواصل وتبادل الزيارات ونبذ الحساسية وازالة التطرف والعمل على تطبيق قيم الرياضة واخلاقيتها التي تساهم في تقدم المجتمع وتطوره.
.. رداً على (النصر لنا) قرر الهلال استضافة فضيلة الشيخ د. سلمان بن فهد العودة لكي يلقي محاضرة بنادي الهلال.
.. ولاشك ان هذا تنافس راقٍ وجميل خاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك والذي نأمل خلاله احياء وتفعيل النشاط الأدبي والثقافي في أنديتنا الرياضية ولنؤكد ان الثقافة توأم الرياضة.. وحان موعد الاهتمام بغذاء الروح والعقل..
وسامحونا!
مكانك تحمدي!
كما عرفته من قبل قائداً بارزاً حمل شارة (الكابتنية) في فريقه الأهلي والمنتخب السعودي.. ومن ثم رئيساً لمجلس ادارة ناديه الأهلي.. فقد اصبح اليوم ناقداً لامعاً انضم إلى كوكبة كتاب الصحافة الرياضية.. توقفت عند مقالة جميلة سطر احرفها د. عبد الرزاق أبو داود بعد لقاء الاهلي والاتحاد والتي شهدت على اثر احداثها تراشقاً اعلامياً لا يمكن القبول به باعتباره عملاً يحمل تشويها مخلاً بصورة الوضع الرياضي.. وقد نجح د. عبد الرزاق في تحليل المشكلة بأسلوب سلس وجذاب مؤكداً خروج (البعض) ممن نشاركهم الطرح الإعلامي عن المسار المألوف والوضع الصحيح لمعنى وقيمة النقد الصادق الذي ينشد الوصول للأهداف المتوخاة باستخدام ادوات معروفة ترتكز على المصداقية اولاً واخيراً.. والبحث عن (اخواتها) من نقل الحقيقة كما هي لا وفقا للعواطف والأهواء.. نرجو ونحن في بداية الموسم الرياضي ومع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك الا تؤثر فينا أخطاء فئة قليلة من زملاء المهنة.. ونبالغ في طرح مخاوفنا للدرجة التي نتصور ان المصاب جلل! وندعو لعدم ترك الحبل على الغارب.. وان يبادر العقلاء الذين تهمهم المصلحة العامة للطلب من أولئك الصغار بصيغة الأمر (مكانك تحمدي أو تستريحي).
والواجب منعهم خشية احداث البلبلة في العقول.. فالسيل جاوز زباه! إذ اختلط الحابل بالنابل. وصمتت اقلام حقة بينما نطقت اقلام تستحق الصمت!
.. هذا والفرصة لا تزال مفتوحة فالأبواب لم توصد بعد وانما تبقى مواربة للعودة لجادة القول الحق والصادق والابتعاد عن ساحة (الردح) تحت ذريعة حرية الرأي... وسامحونا!!
|