* الرياض - فارس القحطاني- حمود الوادي- عبدالعزيز الكناني- عبدالله العماري:
عقدت يوم أمس الأول الجلسة العاشرة من جلسات المنتدى الإعلامي تحت عنوان (واقع صورة المملكة العربية السعودية في الغرب) وذلك برئاسة الدكتور سعود المصيبيح مدير العلاقات العامة والتوجيه بوزارة الداخلية، وبمشاركة كل من د. أحمد سيف الدين، والدكتور عبدالله الخطيب، والأستاذ إسلام خان والأستاذ الدكتور سعيد بن ثابت والاستاذة أمامة اللواتي.
وقد بدأ الجلسة الدكتور سعيد بن ثابت بتقديم ورقته التي تحدث فيها عن بعض الأقوال التي يرددها الغربيون بغية تشويه الإسلام والتشكيك في القرآن الكريم، وقال: لقد ضعف إحساسنا بأننا مهزومون أمام ما تبثه وسائل الإعلام بغية تشويهنا، ولهذا عجزنا عن إيصال صورتنا للعالم بوجهها الحقيقي الأمثل.
وأضاف أنه ينبغي علينا أن نعمل جاهدين لتصحيح صورتنا الذاتية في الداخل قبل أن نصدرها للخارج، وأن ندرك تماماً بأن الإعلام العربي في كثير من الأحيان يساهم في تشويه تلك الصورة إلى حد كبير، ولذلك ينبغي علينا بناء استراتيجية بديلة لتصحيح صورتنا وصناعتها من جديد بدلاً من تحسينها.
كما قدم الدكتور عبدالله الخطيب ورقة بعنوان صورة المملكة العربية السعودية في الخطاب الإعلامي الفرنسي من 11 سبتمبر إلى 30 يناير 2004م، تبعاً لتحليل أجري على 32 مقالاً تم اخيتارها من عدة صحف ومجلات فرنسية تعكس في مجملها صورة المملكة والإسلام في أذهان كتابات المثقفين الفرنسيين، وقال فيها: أجمع الكثير على أن صورة الإسلام مشوهة منذ الحروب الصليبية، حيث وصفوه بأنه دين وثني، وبأن المسلمين يحبون الجنس وأنهم أصحاب ثراء ونفط، هجميون وبربريون، كما ذكر بأن هناك مصطلحات عدة ركز عليها الإعلام الفرنسي من أهمها الوهابية - الإرهاب -المرأة- الإسلامية - بن لادن - وعلاقته بالمملكة وإيديولوجيتها، وبعد أحداث 11 سبتمبر أصبحت المملكة في وسائل الإعلام الفرنسية مركزا لتصدير الإرهاب، كما جاء في الخطاب الإعلامي الفرنسي، وكل ذلك نتيجة للاستيراد الفكري القائم على الاقتصاد، والإرث الأسن واضطراب المصادر وإشكالية المصطلحات.
وقدم الأستاذ إسلام خان ورقته وقال: إن الصورة العالمية التي ألصقت بالمملكة والتي تتركز على الإرهاب لا تعني أنها مؤكدة، فهي غير مقياس للإرهاب، لأن هناك دولا أسوأ حالاً من المملكة، وصورتها أكثر تشويها، ولكن هناك مؤامرة يهودية ضد الإسلام عموماً والمملكة خصوصاً على اعتبار أن المسلمين يعتمدون على المملكة في كثير من أمورهم، وعلى اعتبار أنها أكثر دولة تقدم لهم مساعدات ومعونات، وهذا ما يثير غضب اليهود وإسرائيل، ولهذا تسعى إسرائيل واللوبي الصهيوني للتأثير على الشعوب ونقل صورة مشوهة عن المملكة، فهم يشيرون في إعلامهم إلى الحرية على أنها معدومة، وإلى حرمان المواطنين من حقوقهم، ويصلبون من النساء حقوقهن وفرض الحجاب عليهن، وهذه اتهامات غير صحيحة ومزيفة.
وأكد أن المملكة تكن الاحترام الكامل للشعوب، وهذا ما يمثل قيم الإسلام السمحة، كما أن هناك الكثير من المؤسسات الخيرية في المملكة تقدم الخير للعامة، وهم يهاجمونها بشدة بغية التقليل من شأنها العالمي والدولي، ولكن ذلك لن يؤثر في شأنها، لأنها مهبط الرسالة، وكل أراضيها مقدرة. وهي بلد الديمقراطية حقاً، لأن هذه المبادئ هي قيم الإسلام الحقيقية، أما أمريكا فإنها بلد القمع والإرهاب، وما تفعله بالعالم خير دليل على ذلك.
كذلك أوضحت الأستاذة أمامة اللواتي أن المملكة وما تتعرض له من تشويه من قبل الإعلام والصحافة الأمريكية إنما يأتي تبعاً لتحيز المواقف، ولتحقيق أغراض ومآرب سياسية، ومن خلال استعراضها لعدد من الموضوعات والفقرات التي نشرت في مجلة (النيوزويك) الأمريكية أكدت أن العرب مهانون في الصحافة الأمريكية، وأن التغطية التي تتعلق بالعرب والمسلمين دائماً ما تكون سلبية، وتظهر فيها صورة العرب متأرجحة وإرهابية، مقابل صورة الأمريكي المتطور ورجل العصر، وأضافت أن الدراسة أوضحت صورة المملكة مشوهة، حيث يلحق بها التعسف، والثراء الفاحش، والصراع من أجل السلطة، والحجاب القمعي للمرأة، والتشدد، والتعاون مع الإرهاب، وأن 76% من الصفحات التي تتناول المملكة سلبية، وموضوعاتها تصور المملكة على أنه بؤرة لتفريخ الإرهابيين.
وفي نهاية الجلسة قدم الدكتور نور الدين ميلادي ورقة بعنوان (تشويه وسائل الإعلام الغربية للمملكة في العالم، والعواقب السياسية)، تحدث فيها عن تداعيات تشويه المملكة والعرب والمسلمين، والتحديات التي يواجهها الإعلام العربي، وقدم فيها تصوراً عن الكيفية التي يمكن من خلالها نقل الحقيقة للغرب، وعن الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها.
|