Wednesday 6th October,200411696العددالاربعاء 22 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

وتاليتها.. وتاليتها..
أ.د. هند بنت ماجد بن خثيلة

من منتدى برشلونة بمدريد الذي تعقد فيه ندوات مختلفة ومتعددة من جميع أنحاء العالم, ومن ضمنها تعقد ندوة بعنوان: (الإسلام والسعودية ومكافحة الإرهاب) ويشارك فيها نخبة من مفكري وعلماء السعودية. إلى المشاركين والحاضرين أقول:
من أرض المملكة، أرض الجزيرة العربية انطلقت أول دعوة إلهية للإنسان إلى العلم والتعلم، وبالتالي إلى الحضارة، إن كنا نؤمن بأن العلم هو المفتاح الأول والحقيقي لتحضر البشرية. فمن هذه الأرض كانت الآية القرآنية الشريفة الأولى (اقرأ) ولم تكن حارب أو قاتل أو أي شيء آخر, وهو الدليل القاطع على أن هذا الدين هو دين العلم والتحضر.
كان ذلك قبل أكثر من 1400عام، أما في العصر الحديث فإن الكثيرين في هذا العالم وبخاصة في الغرب لا يعرفون أن حوالي المليون طالب وطالبة قد درسوا وتخرجوا في جامعات أوروبا وأمريكا خلال نصف القرن الأخير، واذا كنا نعلم ان عدد سكان المملكة في حدود 25 مليون نسمة، فهذا يعني ان 4% من السعوديين تخرجوا في جامعات غربية خلال تلك الفترة.
كما أنه لا يفوتنا أن نذكر أن أكثر من ثمانية ملايين من مختلف الجنسيات والأديان هم الآن على أرض المملكة العربية السعودية في أعمالهم واستثماراتهم، ويشكلون جزءاً حيوياً من نسبة العمالة والانتاج في المملكة.
ولن أضيف الكثير إذا قلت إن ما يتم تحويله من المملكة سنوياً من العملات الصعبة لهؤلاء وذويهم يزيد على عشرات المليارات من الدولارات.
وذلك يعني أن اكثر من 150 مليون إنسان من مختلف أرجاء العالم قد عملوا وعاشوا على أرض المملكة خلال نصف القرن الأخير، وأن مئات المليارات قد تم تحويلها من المملكة إلى كافة أنحاء العالم عن طريق هؤلاء فقط.
ان سياسة المملكة العربية السعودية تنطلق من مبادئ الإسلام السمح، وتحمل قيم الإنسان السعودي المتسامح المتطلع إلى حياة آمنة مطمئنة ممتزجة بالعلاقات الإنسانية الطيبة كلها، ويرفض في الوقت نفسه كل أشكال العنف والقتل والدمار، ولا يشاركون أعداءهم الكيد وردة الفعل السوداء، لأنهم يؤمنون بما جاء في دينهم {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.
أما في ردي على من يتهم المملكة بالإرهاب ويصفها في قائمة الدول التي تنتهك حرية الأديان فإنني أقول:
هاتوا لنا إنساناً واحداً انتهكت الدولة السعودية حريته الدينية أو حالت بينه وبين إقامة شعائره الدينية الخاصة به، ويكفي أن عشرات الملايين من مختلفي الأجناس والأديان لم يكن هناك عليهم شرط ديني لدخولهم المملكة ومع ذلك يعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية عن قلق حكومته إزاء هذا الموضوع، بل ويصرح بأن حكومته ترسل إشارة إلى الحكومة السعودية تعتبر ذلك مشكلة أمام حرية الاعتقادات الدينية.. وتاليتها؟!

فاكس: 2051900


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved