* الرياض - فارس القحطاني - حمود الوادي - عبدالله العماري - عبدالعزيز الكناني:
أقيمت صباح أمس الأول الاثنين الجلسة التاسعة والتي تناولت موضوع البعد الإسلامي في صورة المملكة وذلك ضمن جلسات منتدى الإعلام السنوي الثاني الذي تنظمه الجمعية السعودية للإعلام والاتصال تحت شعار: (صورة المملكة العربية السعودي في العالم).
وقد ترأس الجلسة الدكتور عبدالله بن ناصر الحمود عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال، وشارك فيها كل من الشيخ صالح الحصين رئيس اللقاءات الوطنية للحوار الفكري، والدكتور عبدالله اللحيدان وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد للشؤون الإسلامية، والدكتور محمد الهواري أستاذ الدراسات العبرية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، والأستاذ الدكتور سيد بن ساداتي الشنقيطي أستاذ الإعلام الإسلامي بكلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والدكتور سفران المقاطي عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
وبداية استهل الأستاذ منصور العامر الجلسة حيث ألقى بحث الشيخ الحصين بالنيابة، وقد جاءت ورقة الحصين بعنوان: (دور هدية الحاج والمعتمر في تحسين صورة المملكة العربية السعودية)، عرف فيها بالخدمات التي تقدمها هيئة الحرمين للحاج والمعتمر كالمواد الغذائية والصحية والتوعوية والدينية وما تقدمه من رعاية للأطفال والشيوخ والعوائل التي تأتي للحج أو العمرة، وذكر أن هناك برنامجاً يسمى (هدية خاصة) فهذا البرنامج يقدم هدية مثلاً لأكبر حاج أو معتمر أو العكس وهكذا، كما أن هناك برامج لاستقبال الزوار وتوديعهم.
وكل هذا يساعد في تحسين صورة المملكة حيث إن مثل هذه الهدايا للحجاج والمعتمرين تبني منبرا إعلاميا يعمل على تحسين الصورة، فالزوار بتلك الخدمات يستشعرون ما تقدمه المملكة لهم عند وصولهم لبلدانهم وينقلون هذه الصورة هناك وبالتالي هذا يساعد علي تحسين صورة المملكة في تلك البلدان.
ثم قدم الدكتور اللحيدان ورقة بعنوان: (دور المراكز الإسلامية في رسم صورة إعلامية إيجابية عن المملكة).
وقال إن هذا الدور يتمثل في دعم المساجد ويصل دعم صندوق المساجد إلى 10 ملايين سنوياً وذلك لخدمة الإسلام والمسلمين.
ثم قدم اللحيدان خلفية تاريخية عن صورة الإسلام السلبية عند الغرب منذ القدم حتى تطورت حركة الاستشراق لتصبح أداة لمواجهة الإسلام.. وأضاف أن الإسلام يعاني من تشويه صورته من الثمانينات وليس من بعد أحداث 11 سبتمبر.
وركز في ورقة على الأنشطة الثقافية والإعلامية والدينية وذكر من البرنامج استقبال غير المسلمين استقبالاً حسناً في المراكز وعرضهم للإسلام للزوار وتوزيع المطويات والقيام بالزيارات السياحية للزوار.. وقال اللحيدان إن المركز يقوم بالعديد من الأنشطة الإعلامية كالتعامل مع الإنترنت ووسائل الإعلام المختلفة والإشراف على بعض الإذاعات الإسلامية إصدار بعض المطبوعات
كما أن هناك العديد من الملتقيات التي تخدم الإسلام ورسالته مبينا دور المملكة في ذلك، وأثر ذلك على تحسين الصورة الذهنية للمملكة والمسلمين عموماً.
وأكد اللحيدان أن الروابط بين العنف والإرهاب بالإسلام هو سمة الإعلام الغربي خاصة من بعد أحداث 11 سبتمبر، مشيراً إلى وجوب تحقيق استراتيجية تخدم الإسلام والمملكة في تحسين الصورة وذلك من خلال الجاليات الإسلامية في الدول الغربية.
بعد ذلك ألقى الدكتور محمد الهواري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بعنوان: (صورة المرأة المسلمة في الإعلام الغربي)، وذكر أن عملية تشويه صورة الإسلام قديمة ولكن 11 سبتمبر زادت من حدتها، وقال إن هناك العديد من البرامج تصور المسلمين بأنهم يحبون الجنس مع الحيوانات وأنهم قاذورات لا يستحمون وكل ذلك من أجل تشويه الصورة عن المسلمين.
وقد صوروا المرأة أنها ضعيفة مقموعة مسيطر عليها ومتخلفة ومستبعدة وهي ضحية الرجل ومظلومة.
وبين الهواري أن هذا التصوير السلبي عن المرأة المسلمة من خلال الأخبار والظلام والسينما وغيرها.. مستعرضاً عدداً من المقالات التي تعرض كيفية نظر الغرب للمرأة المسلمة وكل هذا التصور نتيجة للفهم الخطأ للنصوص.
ومن التوصيات التي يمكن أن تحسن صورة المرأة المسلمة عند الغرب قال الهواري: أولا ضرورة الحاجة إلى تفهم حقوق المرأة المسلمة في الإعلام الغربي والرد عليها وتشجيع المرأة للتواصل في المؤتمرات العالمية وترجمة الكتب والبرامج التي تتحدث عن المرأة المسلمة من أجل تحسين الصورة عن المملكة والمسلمين عموماً.
ثم تناول الأستاذ الدكتور سيد ساداتي الشنقيطي بحثه تحت عنوان: (صدى الهجوم وإحسان الإعلام عن الذات) ذكر فيه أنه من أجل تحسين صورة المملكة في الخارج وصدى العداء من الخارج لابد من تحسين صورة المملكة في الداخل أولا.
وأكد أن المملكة قامت على الإسلام منذ توحيد هذه البلاد واي خروج عن الإسلام سيبعد تحسين صورة المملكة عن الواقع، وأضاف أن صورة المسلمين لن تتحسن عند الغرب وذلك مصداقا لقوله تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}.
وأشار الشنقيطي أن التميز الإعلامي التقني ليس له علاقة بالصورة الحسنة ولكن نقل القيم الحميدة هي التي تصل بإعلامنا إلى الجمال من أجل تحسين صورة المملكة.
وكانت الورقة الأخيرة للدكتور سفران المقاطي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى والتي تحمل عنوان: (تأثير الإعلام الغربي على صورة المملكة: دراسة مسحية على عينة من حجاج مسلمي الغرب) تحدث منها عن تأثير الإعلام في إحداث التغيير في أفكار البشر ومن ثم في الصورة الذهنية لدى الأفراد.
وقال إن الإعلام الغربي صور المملكة أنها منبع الإرهاب ومعقله وهذه الفكرة التي يبثها الإعلام قد تؤثر سلبا على العلاقات الدولية مع المملكة.
وقد حصل الباحث على معلوماته من الجاليات المسلمة في الغرب واكتشف أن الإسلام الغربي شوه صورة العرب ويشوه أيضا علاقاتهم فيما بينهم ووجد المقاطي أن 77% من أفراد العينة قد قالوا بتأثير الإعلام في تزييف صورة المملكة كما أن الغرب وإعلامه ينظر للعرب أنهم أهل نفط وشراء وليس حضارة مؤكدا دور إسرائيل في هذه المهمة من أجل تشويه صورة المملكة.
وأكد المقاطي على أن هناك خلفية عدائية للإعلام الغربي عن العرب والمملكة وأن إسرائيل تعمل على ذلك وتزيد منه.
ثم جاءت المداخلات تتركز حول أن المملكة تستطيع تحسين صورتها إيجابيا من خلال كرمها وحسن تصرفاتها كما وصفها أحد المداخلين الغربيين.
أكدت المداخلات على أنه لم يكن هناك اتهام رسمي للمراكز الإسلامية بحيث إنها تشوه صورة المملكة بل على العكس.
|