يبعث لي بعض القراء بمشكلات تنوء الجبال بحملها.. وأبدو وأنا أقرأها في حالة تتأرجح بين الحقيقة والخيال وغالبها تدور حول مآسي نساء فهل يكون القارئ ماهراً في حبك الأحداث المأساوية مجتمعة وينسج حكاية هي قطعة من عذاب تبدو كلها مظلمة كالحة لا تدري كيف تضيء هذه العتمة المدلهمة!
** ومن المؤكد أن الحل الأيسر لدي كي أتخلص من حزن باهظ تورثه مثل هذه الرسائل في دخيلة قلبي أن أرجح الخيار الذي يشي بأنها مجرد قص ماهر وحاذق بمجموعة من مصائب البشر فيجعلها واحد من الناس مجتمعة في حياته..
** وفي المقابل يمطرك البريد أحياناً رسائل عجيبة من التفاهة والخلو.. خاصة أولئك الشبان الصغار الذين يعتقدون أن أي امرأة تدون اسمها في صحيفة هي (فاضية) لهم ولمراسلتهم أو الحديث معهم عبر الشات..
وحين لا يجدون رداً يمطرونك برسائل الهجوم.. من نوعية..
(فاكرة نفسك مين؟)
(وعلى إيه التكبر؟).
** الرسالة الأكثر عجباً وصلتني قبل أيام من المغرب وهي من قارئة تهاجمني لأنني تحدثت قبل نحو عام (صح النوم) عن ستار أكاديمي والقصص الحميمة والوهمية والممثلة بين صوفيا وبشار والتي أُلفت ومثلت من أجل جذب المزيد من المشاهدين..
فهي غاضبة من فكرتي هذه..
وتقدم الأدلة وتشرح بأن ما كان يعرض حقيقي وصادق 100% وتقول: (هاجمي كل شيء في الدنيا إلا بشار وصوفيا.. وخاصة بشار).
وترى أنها لم تحب الخليج وأهله إلا عن طريق بشار..
والحقيقة إنني قلت في نفسي (كثر خير بشار) فقد كسبنا نحن الخليجيين من ورائه الكثير وحب تلك القارئة لنا أحدها..
** بعض القراء يسألون.. هل سقف الحرية ارتفع.. أم إنكم أيها الكتّاب تغيرتم، وطبعاً يوجهون السؤال بلغة العموم بينما يقصدونني على وجه الخصوص.
وقالت لي إحدى المتابعات في ندوة أخيرة..
تخصصت في قضايا المرأة فهل هذا اختيار منك أو فرض عليك من قبل أصحاب القرار.
وتستغرب كيف لاحقت الناس نظرية الشك حتى في أبسط اختياراتك ككاتب نادم القلم أصابعه لأكثر من خمسة عشر عاماً كتب وألجم وألجم وعالج وعولج وراقب وروقب.. وتأثر بالعوامل المحيطة أو قفز عليها.
فهل الحديث عن المرأة وقضاياها إثم احتاج التوبة عنه..
لقد تفتحت لي قضايا حين اهتممت بالدفاع عن واقع المرأة السعودية وهو شعور وطني اندفعت له من جراء نفسي ولم يفرض علي.
وحين اشتغلت بهمومه وجدت آلاف النساء يعانين الكثير على الصعيد المؤسساتي وليس المجتمعي.. فما زلت أقول إن كثيراً من الإيجابية تشوب النظرة العامة للمرأة من قبل المجتمع وهو على استعداد لتغيير وتحسين النظر متى ما تغيرت العوامل التي أثرت عليه في صياغة هذه النظرة.
لكن المسألة مرتبطة بالأنظمة وبالقائمين على بعض مؤسسات وقطاعات العمل إن كثيراً منهم بحاجة إلى دورة في تحسين النظرة للمرأة وتقديرها كمواطن.
** قد لمست ذلك من جراء وقائع نسائية وقفت عليها بنفسي ولا تتقاطع مع فكرتي الأولى التي أقول فيها إن المرأة وحدها هي القادرة على إنصاف نفسها!!
وسأوافيكم ببعض هذه الوقائع المؤلمة وبعدها احكموا.
|