Wednesday 6th October,200411696العددالاربعاء 22 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

فيما يُدشن سمو ولي العهد ندوة الطفل في السادس والعشرين من هذا الشهر فيما يُدشن سمو ولي العهد ندوة الطفل في السادس والعشرين من هذا الشهر
عدد من سيدات المجتمع يتحدثن لـ( الجزيرة ) عن الاهتمام بالطفولة ورعايتها..

* تحقيق: أمل عبدالرحمن:
أعربت عدد من سيدات المجتمع عن شكرهن وتقديرهن لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني على اهتمامه بالنشء وحرصه على قيام رجال التربية والتعليم بما هو مطلوب منهم تجاه هذه الناشئة.
وقالوا إن تخصيص وزارة التربية والتعليم (تنظيم ندوة عن الطفل) كان اختياراً موفقاً لان الطفل هو مستقبل الأمة وعمادها، وان الجميع مطالب بالاهتمام بالنشء والتعاون مع المدرسة بالذات نحو الطفل حتى يتم إعداده إعداداً صالحاً يسهم بإذن الله في منفعة وطنه ومواطنيه.
إنها مرحلة خاصة
تحدثت المعلمة ريم عبدالعزيز داغستاني مديرة مرحلة رياض الأطفال في مدارس المملكة، وقدمت في بداية حديثها شكرها لسمو ولي العهد لرعايته هذه المناسبة، واهتمامه بالنشء ثم تناولت أهمية تعزيز الوعي بخصائص واحتياجات الطفولة، فقالت:
تعتبر مرحلة الطفولة مرحلة خاصة جداً، وتعد أساس تكوين شخصية الفرد، ولهذا فإن الحكم على مستقبل مجتمع ما يتوقف على مدى ما يهيأ لأطفال جيله من تكوين أخلاقي، معرفي، نفسي واجتماعي، وحتى نكون شخصية سوية يجب أن يكون هناك وعي كامل بخصائص نمو هذه المرحلة العمرية، واحتياجات كل فئة منها، لأن معرفة هذه الخصائص أساسي في عملية التربية، وهي جزء لا يتجزأ من عملية التنمية الشاملة في المجتمع وما يتدرج تحتها من إعداد وتهيئة وتطوير الموارد البشرية.
كما التقت (الجزيرة) بعدد من المعلمات في مدارس رياض نجد واللاتي عبّرن عن سعادتهن بتفضل سمو ولي العهد ورعايته لهذه المناسبة الخاصة بالطفل.
حيث تحدثت في البداية المعلمة انفصال الغرسي فقالت: تتعاظم أهمية التعليم في حياة الشعوب باعتبار انه سبب كل تقدم اقتصادي واجتماعي وثقافي وقد اصبح عملية حتمية تمليها ظروف التنمية الشاملة. ولذلك يجب ان تتوجه معظم جهودنا إلى عملية بناء الإنسان لأنها غاية في حد ذاتها وبما ان أي بناء يعتمد على أساساته فيجب ان تتوجه إلى مراحل الطفولة الاولى في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية.
من جانبها رحبت المعلمة بمدارس رياض نجد قمر صمودي بإقامة هذه الندوة الخاصة بالطفل وحرص وزارة التربية والتعليم على تنظيمها وعلقت المعلمة حمودي آمالاً كبيرة على هذه الندوة وأنها ستظهر بتوصيات ستكون في صالح الطفل والطفولة ومضت المعلمة صمودي قائلة: ما يزال الاهتمام بالطفولة يشغل حيزاً واسعاً في حياتنا اليومية. فطفل اليوم هو رجل المستقبل وأملها الواعد فلا بد من الاهتمام به من جميع النواحي النفسية والاجتماعية والعقلية والصحية.
ولا بد للفرد الذي يتعامل مع الأطفال ان يكون على علم ودراية بجميع هذه النواحي لكي ينشأ الطفل بعقل وجسم سليم. وما لذلك من أهمية فوجب على الأمهات أولاً ان يكن على قدر كاف من الوعي والإلمام لما يهم طفلها ويلبي حاجاته ورغباته وتؤمن له متطلباته الأساسية والضرورية على أسس علمية. فاحتياجات الطفل في محورين هما:
- احتياجات بيولوجية (تشمل التغذية والنظافة والنوم الكافي).
- احتياجات نفسية اجتماعية.
فإذا وفرنا هذين الاحتياجين بقي الطفل معافىً وفي صحة جيدة وهذا لا يتم بسهولة بل بحاجة إلى عمل وانتباه مستمر.
الطفل والتنشئة
كما تحدثت المعلمة ميسون حجازي من مدارس رياض نجد فقالت: الطفولة هي ذلك الشعاع والسحر الإلهي الذي أودعه الخالق جلّ وعلا في هذا الكائن الصغير الذي جُبلت النفوس على الشعور تجاهه بالمودة والحنان.
حيث يُضفي هذا الشعور على الجسم راحة وعلى الحس نشوة تجعل الإنسان يهفو إليه ويأنس للقائه لأنه زينة الحياة الدنيا ونعيمها والأمل المرتجى، قال الله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} لذلك تجد كل نفس تخاف عليه حتى من نسمات الهواء.
لذلك كان لزاماً على الآباء وأولياء الأمور ان يكونوا على علم ودراية بكل متطلبات الطفل عبر مراحل حياته المختلفة، ولا يأتي ذلك إلا بالوعي لدى الكبار بأهمية تنشئة الطفل تنشئة صحيحة يصبح معها هذا الطفل إنساناً نافعاً لوطنه، بعيداً عن الإسراف الزائد في تدليله مما يجعله يشب على هذا الخط في معاملته ويتعسر معه السيطرة عليه فيما بعد.
ويعتبر المعجم اللغوي لدى الطفل أحد مقاييس النجاح في أساليب التربية ومن ذلك أنك لا تستطيع ان تكون فناناً دون أن تكون متمتعاً بحصيلة لغوية علمية، عملاً بمبدأ (في البدء كانت الكلمة)، وعلى نفس هذا المنوال يستطيع الآباء تنشئة أبنائهم بالطريقة التي يرون أنها الطريقة المثلى لإيصال أبنائهم لبر الأمان وجعلهم لبان المجتمع الصالح.
كما تحدثت المعلمة بمدارس رياض نجد نهى أبو زيد فقالت: ان كلمة التربية لها مدلولات كثيرة ومفهومات شاملة وهي تربية الفرد والأسرة والمجتمع والإنسانية وكلها تسعى إلى إقامة المجتمع الفاضل، وما تربية الأطفال إلا فرع من تربية الفرد الذي يسعى الإسلام إلى تكوينه بل ان تربية الطفل منذ صغره ان أُحسنت ووجهت ما هي في الحقيقة إلا أساس متين لإعداد الفرد الصالح. ومن العوامل الكبرى التي تؤدي إلى انحراف الطفل هي تخلي الأبوين عن إصلاح نفسهما وانشغالهما عن توجيهه وتربيته، خاصة الأم التي يجب ان تقضي جلّ وقتها في رعاية الأبناء وهذه مسؤولية تحاسب بها أمام الله عز وجل، ورسولنا الكريم يؤكد ذلك حيث قال (كلم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).
كما التقت (الجزيرة) بعدد من منسوبات تعليم البنات في مدارس الرياض للبنين - والبنات واللاتي تحدثن عن هذه الندوة وأهميتها
حبث تحدثت في البداية مشرفة اللغة العربية في الأولية المعلمة حنان طارق قداح وقالت: قال الله تعالى {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ}. الطفل إنسان، وهو - حقيقة - عضو له قيمة، انه الثورة الحقيقية للوالدين وللمجتمع لأنه من سيبني المستقبل.
وللحفاظ على هذه الثروة وتنميتها، تنشأ أهمية الإلمام بخصائص واحتياجات الطفولة. وبالتالي أهمية تعزيز الوعي بهذه الخصائص والاحتياجات للأطفال الطبيعيين وكذلك الاستثنائيين.
فمن حق الطفل ان ينمو ويعيش داخل بيئة تربوية سليمة ترتقي وتسمو به إلى افضل مستوى مستطاع تناسباً مع قدراته.
وكي يكون الطفل سوياً يعيش في أمن وأمان ضمن أسرة ومجتمع يحميانه ويؤهلانه بل ويوصلانه إلى الإبداع وإلى بناء مجتمع سليم متطور، فإن هذا يحتاج إلى أهداف وبرامج تتبناها جميع المؤسسات التي تختص بمراحل نمو الطفل، وحاجاته المختلفة بحيث تراعي خصائصه النمائية نفسية كانت أم جسمية أم عقلية؟.
وهذا كله يتطلب مؤهلين ومؤهلات يمتلكون مهارات ومعارف تستطيع ان تلبي كل ما يحتاجه الطفل من خلال مؤسسات تربوية. وأكدت المشرفة حنان قداح العناية بالأم فقالت: كما ان العناية بالأم والترابط الأسري له دور كبير ومهم في تنشئة الطفل تنشئة سليمة صحيحة والمقصود هنا الصحة النفسية والجسدية معاً، إذ ان الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تبني الطفل (إن صح التعبير).
فكيف نحمي الطفل من الإساءة والإيذاء؟
كما تحدثت مساعدة المرحلة الأولية منيرة الفهيد فقالت: تعتبر التربية هي وسيلة المجتمعات لتحقيق أهدافها والمحافظة على قيمها. اطفال اليوم هم قادة المستقبل ومن هنا وجب الاهتمام بهم وتنشئتهم التنشئة السليمة حتى يستطيعوا تحقيق ذواتهم وطموحات الوطن في نفس الوقت. التربية السليمة تستلزم الوعي بخصائص الطفل وحاجاته حتى يمكن إشباع هذه الحاجات بطريقة مناسبة كما ان الوعي بخصائص النمو لدى الطفل يساعد المربي في تحديد الطرق الملائمة للتربية والتعليم بدلاً من العشوائية والتخبط الأمر الذي يؤدي إلى آثار سلبية على المدى البعيد. ويعتمد الدور الأكبر في تربية الطفل على الوالدين او من يقوم مقامهما حيث يمثلان النموذج والقدوة وحسب النظريات التربوية فإن الطفل يتعلم بالتقليد أو بما يرى أكثر مما يسمع لهذا يعبتر نموذج الأهل مهماً جداً في تكوين سلوكيات الأطفال واتجاهاتهم كما ان حرصهم على صحة الطفل وسلامته سينعكس بشكل ايجابي على صحة المجتمع ويحمي الطفل من الإساءة والإهمال حيث يساهم وعي الأهل والمربين أيضاً في المدرسة في تكوين الشخصية المتوازنة دون اللجوء للإهمال او العنف او التدليك أو الحماية الزائدة والتي تؤدي في النهاية إلى الإساءة إلى شخصية الطفل وبشعوره تجاه ذاته كما تقلل من ثقة الطفل بالآخرين ومن شعوره بالامان وهو عامل أساسي في بناء الشخصية. كما تحدثت مشرفة العلوم والرياضيات في المرحلة الأولية مها محمود عطا فقالت: ضمن الإسلام حقوقاً شاملة للطفل من قبل ولادته وخلال مراحل عمره، وجعل عالم الطفولة عالماً جميلاً مليئاً بالبهجة والسعادة والمودة وحديث القرآن الكريم عن الطفولة يفيض بالاهتمام والمودة، فهم زينة الحياة الدنيا قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}. رغب الإسلام في تكوين الأسرة والتخطيط لها وتنظيمها بما يضمن الرعاية الكاملة للطفل والانسجام والاحترام والمساواة لجميع أفرادها، حيث وضع نظماً شاملة لتربية الطفل تضمن له بناء شخصيته بناء سوياً متكاملاً، مع إلزام الوالدين بالرعاية الكاملة لأطفالهم وتعليمهم وزرع حب الحياة الكريمة عندهم، على اعتبار أن الطفل أمانة في أعناق الأبوين وذلك لعدم إمكانية تكليف الطفل بحماية ورعاية نفسه لعدم قدرته على ذلك.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved