* جدة - عدنان حسون - ماجد الجندبي:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة حفل تخريج الدفعة الأولى من طلاب المعهد العالي السعودي الياباني للسيارات بجدة عددهم 190 فنياً سعودياً في تخصص صيانة السيارات سيعملون في 21 مدينة من مدن المملكة في مراكز وورش موزعي السيارات اليابانية المساهمين في المعهد.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر المعهد صاحب السمو وكيل الحرس الوطني بالقطاع الغربي بالنيابة الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي ومعالي محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص ورئيس اللجنة الوطنية لتقنية وصيانة السيارات اليابانية محمد عبداللطيف جميل ومدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية الدكتور محمد السهلاوي والسفير الياباني لدى المملكة ووفد اتحاد صناعات السيارات اليابانية ومدير المعهد سالم بن حسن الأسمري. وقد شرف سمو أمير منطقة مكة المكرمة الحفل الخطابي الذي بدأ بآيات من الذكر الحكيم.
ثم ألقى مدير المعهد سالم الأسمري كلمة رحب فيها بسموه والحضور وأشار إلى أن الطلاب أمضوا سنتين في المعهد حيث التحقوا بالدراسة والتدريب بتاريخ 1-9- 2002م وأنهوا الدراسة والتدريب بتاريخ 31-8-2004م وتستمر السنة الدراسية في المعهد لمدة 11 شهراً بواقع 40 ساعة دراسية وتدريب في الأسبوع بما فيها أيام الخميس ويحتل التدريب الفني على تقنيات السيارات 71 في المائة منها واللغة الإنجليزية 25 في المائة والمواد المساعدة 4 في المائة ويبلغ عدد ساعات الدراسة والتدريب 3260 ساعة خلال السنتين.
وأكد مدير المعهد على أن حكومة خادم الحرمين الشريفين اهتمت بهذا المشروع أيما اهتمام ودعمته وأتاحت له كل الفرص للنجاح والنمو موضحاً أن المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني هي الظل الوارف الذي يشمل المعهد بالرعاية والمساندة والمؤازرة إضافة إلى صندوق تنمية الموارد البشرية فلمساهمته بدعم التدريب مادياً أكبر الأثر وأعمق التأثير وبخاصة بعد أن تم إقرار مشروع صرف مكافآت لطلاب المعهد.
ونوه الأسمري بجهود الحكومة اليابانية ومصنعي السيارات في اليابان الذين كان لهم دور رائد وشراكة فعالة من خلال الإمداد بالتجهيزات والمعدات في مرحلة التأسيس والمساندة بالخبراء اليابانيين الدائمين والزائرين واستقبال المدربين السعوديين المبتدئين للتدريب في اليابان.
ولفت إلى أن ملاك الشركات الموزعة للسيارات اليابانية في المملكة هم من أنشأ المعهد مع مصنعي السيارات اليابانية وهم المعنيون بتوظيف الخريجين في شركاتهم وهم أصحاب الحظ الأوفر في تمويل ومتابعة التدريب ومواكبته فهم بالشراكة مع مصنعي السيارات اليابانية عماد المعهد وطرفاه.
ثم ألقى نائب رئيس مجلس الإدارة السيد يوشياسو ناو كلمة قال فيها: بدأ المشروع بتوقيع بيان مشترك مع الحكومة اليابانية خلال زيارة ولي العهد الأمير عبدالله لليابان في أكتوبر عام 1998م وقد تعاملت (جاما) مع المشروع بحماس شديد وقدمت له أقصى ما يمكن من الدعم التقني من خلال تدريب المشاركين من المملكة العربية السعودية والمشاركة في بناء معهد SJAHI وإرسال الخبراء اليابانيين وعقد الدورات. ويشعر جميع المشاركين في المشروع انه أعطى نتائج مبهرة. إن الاحتفال بتخرج مائة وتسعين شخصاً من المعهد يعتبر خطوة كبيرة في مجال تطوير صناعة السيارات في المملكة العربية السعودية ويؤكد مستوى التعاون الكبير مع صناعة السيارات في اليابان على عمق علاقات الثقة المتبادلة والصداقة بين البلدين.
إن دعم الصندوق للمنشآت المساهمة في المعهد السعودي الياباني قد بدأ بتوقيع عدة اتفاقيات في الدفعة الأولى شملت (7) منشآت تضمنت الاتفاق على توظيف (200) متدرب، وشملت الدفعة الثانية من الاتفاقيات (206) متدربين والصندوق يتطلع إلى تسريع وتيرة التوظيف ومضاعفة الأعداد، خصوصاً بعد العمل بآلية الدعم المطورة والتي نتوقع من خلالها ان تفتح آفاقاً جديدة أمام منشآت القطاع الخاص لتحفيز التدريب والتأهيل للسعوديين، حيث انها تدعم التدريب بشكل مباشر سواء التدريب على رأس العمل أو التدريب خارج المنشأة.
بعدها ألقى محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني الدكتور علي ناصر الغفيص كلمة قال فيها: إن مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني بدعم إنشاء هذا المعهد توفر نموذجاً يحتذى في إمكانية استثمار علاقات الصداقة والتعاون البناء لصالح التنمية والتطور والرخاء، ويقيننا ان المجال متاح للمزيد من هذه المبادرات الإيجابية من جانب مؤسسات القطاع الخاص ورجال الأعمال السعوديين بالتعاون مع نظرائهم في الدول التي تربطنا بها شراكات تجارية واقتصادية.
ولا شك في ان هذا المشروع العملاق قد أنفق على إنشائه مبالغ ضخمة، واشترك في تمويل بنائه بصورة رئيسة موزعو السيارات اليابانية في المملكة، ومصنعو السيارات في اليابان، من أجل ذلك كان في السابق يتخوف كثير من رجال الأعمال خوض هذه التجربة. ولكن نتيجة للتخطيط السليم والرغبة الصادقة في صناعة كوادر تقنية عالية التأهيل، جاءت النتائج - بفضل الله وتوفيقه - تفوق المتوقع. وان المردود التنموي يكاد يكون مضموناً وستغرس هذه التجربة الناجحة الثقة والرضا لدى كثير من رجال الأعمال وستكون فاتحة خير تشجعهم على التفكير في إنشاء معاهد مماثلة في القريب إن شاء الله.
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز كلمة قال فيها: نحتفل بتخريج الدفعة الأولى من أبناء هذا الوطن، اختاروا ان يكونوا لهذا الوطن خادمين في كافة المجالات وخاصة فيما يتعلق بصيانة السيارات.
وأكد سموه ان هذا اليوم يعد من الأيام التاريخية التي نعتز ونفخر بها لأن هؤلاء الشباب هم عماد المستقبل والقوة الحقيقية لهذه البلاد. وأشار سموه إلى ان هؤلاء الشباب هم من يعتمد عليهم بعد الله سبحانه وتعالى لبناء هذه الأمة ورقيها والانطلاق بها إلى الآفاق الرحبة.
وقال سموه: إنني أعجز ان أصف تلك المشاعر التي في داخلي وهي مشاعر الفخر بهؤلاء النخبة من الخريجين.
وبين سموه ان الكلمة أحياناً تعجز ان تعبر عن مشاعر الفرحة والسعادة. وأضاف سموه: أريد ان أعبر عن تقديري لكل شاب من هؤلاء الشباب الخريجين وما لمسته من عمل وكفاءة وجهد واقتدار.
وأكد سموه انه حين يتحدث يتحدث باسم الوطن وأبناء الوطن. وأفاد سموه( أننا ننتظر من هؤلاء الشباب الكثير في مثل هذه المجالات وغيرها).
وشدد سموه على ان حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظها الله لن تبخل بشيء على الوطن وأبنائه ولكن على المواطنين القادرين ان يسعوا كذلك للعمل بهذا المجال منوهاً سموه بما يبذله رجل الأعمال محمد عبداللطيف جميل من جهد هو محل التقدير والثناء وكافة زملائه.
وأوضح سموه ان جميع الشركات اليابانية العاملة في المملكة مشاركة في هذا المعهد الذي يعد مصنعاً للرجال. وقال سموه ان الجميع في هذا الوطن هم شركاء في خدمته متوكلين على رب العزة والجلال. وقدم سموه لكافة أبنائه الخريجين كل الحب والتقدير متمنياً لهم التوفيق والنجاح وحياة سعيدة في العمل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى (لأن من اعتمد على الله لن يخيب بحول الله، وان يعمل الجميع بكل ما لديه من طاقة لتطبيق العلم الذي تعلمتموه من هذا المعهد).
بعد ذلك سلم سموه الشهادات للخريجين وكرم الشركات الداعمة للمعهد التقطت بعدها الصور التذكارية لسموه مع أبنائه الخريجين.
|