* جولة - عبد الله محمد الملحم:
أسهم تأخر هيئة سوق المال في القضاء على الشائعات التي تفشت وسط المتداولين؛ من خلال ما تم نشره في المنتديات الاقتصادية وبعض الصحف المحلية، من تأخير الاكتتاب في (اتحاد الاتصالات) إلى ما بعد عيد الفطر، في إحداث هزة عنيفة لسوق الأسهم يوم أمس عقب إعلان الهيئة تحديد الموعد 16 أكتوبر الجاري؛ مما دفع الكثير من صغار المتداولين إلى البيع لتجهيز السيولة مبكراً للاكتتاب في الشركة الجديدة إلى جانب حالة الخوف التي أصابت البعض من حدوث تصحيح قادم للسوق بعد الارتفاعات القياسية الأخيرة.
وفي جولة (الجزيرة) في عدد من صالات التداول في الشرقية كانت هذه الحصيلة: ناصر المنصوري له خبرة في تداول الأسهم منذ أكثر من عشر سنوات تحدث قائلاً: الارتفاع الحالي لمؤشر السوق السعودية كان متوقعا ولا سيما أن الشركات القيادية والمؤثرة على حركة المؤشر تنتظرها أخبار أكثر من ممتازة خذ مثالا قطاع البنوك لو تفحصنا عرض النقود في هذا القطاع سنجد أنه في حركة تصاعدية ولعل الارتفاعات المستمرة في الآونة الأخيرة لأسهم البنوك لها ما يبررها هذا إلى جانب الأرباح الضخمة المتوقعة لشركة سابك والاتصالات وتعتبر هذه القطاعات من أكثر الشركات المؤثرة على حركة المؤشر وهي بالفعل تستحق الارتفاع ولا سيما أنه تم تحجيمها في الفترة السابقة.
لإغراء ملاكها من صغار المتداولين بالاندفاع خلف شركات المضاربة وبالتالي اقتناصها من قبل كبار المتداولين؛ من هنا فالارتفاع الحالي منصف لهذه القطاعات.
أين دور هيئة سوق المال؟
ويتحدث السيد أحمد الرامي قائلا: لا أخفيكم سرا أنني كنت من المتفائلين بإشهار الهيئة قبل ثلاثة أشهر على أمل تحسين وضع السوق وإيجاد آلية تمنع من التجاوزات الحالية التي أضرت بالكثير، لعل أبرزها انعدام الشفافية، ولعل ما حدث لرفع رأس مال صافولا وتجزئة سهم القصيم خير مثال هذا إلى جانب استمرار الشائعات المتعلقة بزيادة رأس المال لكثير من شركات السوق والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا قدمت الهيئة حتى الآن؟ أجزم بأنها لم تقدم أي شيء يذكر بل لا أبالغ إذا قلت إن وجودها كعدمه.
تأجيل مستمر للاكتتابات
وعلق الأستاذ عبد الله العود قائلا: هناك مشكلة مستمرة تتعلق بطرح أسهم الشركات الجديدة وهي مشكلة أزلية ولعل استمراريتها يؤجج نار الشائعات، وأردف قائلا: هل هناك شركة تم طرحها في التوقيت الذي تم تحديده مسبقا.
التأجيلات مستمرة ولعل آخرها شركة اتحاد الاتصالات حتى أن الشركة المعنية ومن خلال مؤتمرها الصحفي الذي عقد مؤخرا لم تحدد موعدا بل إنها أشارت إلى أن الاكتتاب سيكون في شهر أكتوبر، هل هو في بدايته أو منتصفه أو في آخره؟ لا أحد يعلم وأجزم بأن طرح بنك البلاد الذي تم تحديد موعده في منتصف شهر نوفمبر القادم سيطوله التأجيل.
وطالب العود الجهة المشرفة على السوق بتحديد مواعيد حسب برنامج زمني بدلا مما هو متبع حاليا لطرح الاكتتابات القادمة.
إلى متى الصغار هم الضحية؟
وتحدث الأستاذ صالح العيسى قائلا: كنت أتمنى لو تم تحديد آلية للاكتتابات القادمة كأن يتم تحديد سقف أعلى وأدنى بدلا مما هو متبع في الاكتتابات السابقة والتي يستفيد منها كبار الهوامير إلى جانب أهمية إيجاد آلية أيضا للتسهيلات البنكية أو بمعنى آخر التمويلات البنكية التي تقدمها البنوك لكبار عملائها دون أن يدفع هؤلاء من سيولتهم أي شيء يذكر ولعل ما حدث في اكتتاب الصحراء شاهد عيان على ذلك وهم بذلك يفوتون الفرصة على صغار المتداولين، وهي حقيقة لا أحد يستطيع أن ينكرها.
أسعار هذه الشركات
متضخمة جداً
وكشف الأستاذ جواد الأمير النقاب حول تضخم أسعار شركات المتواضعة الأداء بل إنها تجاوزت في قيمتها السوقية الكثير من شركات العوائد مشيرا إلى أن هذه الارتفاعات ناتجة عن المضاربات ليس إلا، في حين أن هذه الشركات لا تزال تئن من الخسائر المتراكمة.
مضيفا أن هذه المضاربات عادة ما يدفع ثمنها صغار المتداولين لخبرتهم المتواضعة وانسياقهم خلف الشائعات التي تصور لهم أن هذه الشركات تختزن كنوزا هي في الواقع كنوز من سراب!
أشباح المنتديات
وراء تلك الخسائر
وأكد الأستاذ خالد بن عبد الله الحمد مستثمر ومضارب منذ أكثر من 15 عاما أن الشائعات التي يطلقها أشباح المنتديات بين الفينة والأخرى أسهمت في توريط الكثير من صغار المتداولين.
ولا أدري أإلى هذا الحد تصل السذاجة بالبعض للثقة بتلك الأشباح ولا سيما أنهم يمارسون دورا خطيرا في تضليل هؤلاء الصغار من خلال تشكيل مجموعات بمعرفات متعددة لتأجيج مثل تلك الشائعات التي معظمها غير صحيح. بل إن هؤلاء يحددون أوقاتا معينة لإطلاق أكاذيبهم التي تلقى إقبالا لدى هؤلاء السذج، وفي نهاية المطاف يدرك هؤلاء الطلاب أنهم وقعوا في فخ توصيات تلك الأشباح ولكن بعد فوات الأوان.
دور البنوك مفقود
وعاد الأستاذ فهد العويصي إلى التأكيد على نقطة مهمة وجوهرية إلا وهي الدور المفقود للبنوك.
وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان؛ فالهم الأول والأخير هو حصولها على عمولات جراء بيع وشراء الأسهم وهي عمولات مغرية بل إنها تدعم ربحية تلك البنوك، ولا سيما في ظل الإقبال المتنامي على الدخول في سوق الأسهم.
|