هل انعدمت باقي الخيارات أمام الحكومة العراقية المؤقتة وقوات الاحتلال الأمريكية في العراق لمعالجة إشكالية المدن العراقية التي (أوصدت أبوابها) في وجه قوات الاحتلال، لتلجأ هذه القوات العراقية والأمريكية إلى الأسلوب الإسرائيلي في اقتحام المدن على حساب أرواح سكان هؤلاء المدن.
سعي الحكومة العراقية لإعادة (المدن المتمردة) لسيطرتها حق مشروع، إلا أن اقتحام المدن بالدبابات على الأرض والطائرات في السماء، وهدم المنازل وقتل العديد من المواطنين الأبرياء وتشريد الآلاف منهم.
الذين تابعوا عمليات إخضاع ما تسميه الحكومة العراقية ب(المدن المتمردة) والمقصود بها سامراء والفلوجة وتلعفر، وشاهدوا عمليات توغل الدبابات وأرتال الآليات العسكرية الأمريكية والقصف الجوي بطائرات الأباتشي والمقاتلات لا يجد أي فارق ما بين ما تقوم به في نفس الوقت قوات الاحتلال الإسرائيلي في شمال غزة.
الصورة لا تخطئها العين - احتلال واحد، إسرائيلي لفلسطين، وأمريكي للعراق.
الأسلوب واحد في تدمير المدن العربية وقتل المسلمين في غزة وفي سامراء والفلوجة وتلعفر ورام الله والخليل.
إلى ماذا يقود هذا؟!!
الإجابة يعرفها الأمريكيون أكثر من الإسرائيليين ومن يعملون في الحكومة العراقية المؤقتة، مزيد من الأرهاب من خلال تغذية التطرف وإعطاء دفعة ودماء إضافية لروافد الإرهاب الذي ينتعش وينمو جراء أعمال إرهابية منظمة من قبل جيوش الاحتلال أياً كانت جنسيتها.
بسط الأمن وإعادة (المدن المتمردة) كما تقول الحكومة العراقية حق مشروع بفعل الأمر الواقع الذي فرض الحكومة العراقية المؤقتة، ولكن ألا يوجد أسلوب آخر غير قتل العراقيين بالمئات وتشريد الآلاف وتهديم منازلهم وتدمير مدنهم؟!!
ألا يوجد عقلاء بين طرفي القتل، هل انعدم العقل ولغة الحوار والتفاوض لتمكين الشرطة العراقية من دخول هذه المدن وإخراج المسلحين الأجانب الذين وحسب تصريحات وزير الداخلية لم يزد عددهم في سامراء على 36 شخصاً قبض عليهم وأقل بكثير من هذا العدد عثر على جثثهم.
هل من أجل خمسين مسلحاً من الأجانب تدمر سامراء والفلوجة وتلعفر؟!!
|