* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
في وقت عبَّرت فيه منظمة (أطباء لحقوق الإنسان) - فرع إسرائيل - عن قلقها العميق من تدهور الأوضاع الصحية في شمال قطاع غزة المحتل، خاصة بسبب العدد الكبير من الأطفال المرضى المصابين والشهداء، في ذات الوقت أكّد الدكتور عبد الجبّار الطيبي، مدير عام الرعاية الأولية في وزارة الصحة الفلسطينية ل(مراسل الجزيرة): أنَّ قوات الاحتلال الهمجي، تمارس حرب إبادة جماعية ضد أهلنا شمال قطاع غزة، حيث تمنع إيصال مستلزمات الولادة، ووحدات دم للأطفال مرضى الثلاسيميا، إلى عيادة بلدة بيت حانون المحاصرة والمعزولة عن العالم الخارجي!!
وقال مدير عام الرعاية الأولية: إنَّ مستلزمات الولادة بما فيها حقن للولادة ووحدات دم موجودة منذ أيام في المستشفى كمال عدوان، ويتطلب إيصالها بصورة عاجلة إلى عيادة بيت حانون، حيث تصل هناك بعض حالات الولادة غير القادرة على الوصول إلى مستشفى كمال عدوان، محذَّراً من خطورة استمرار منع إيصالها وتأخيرها عن العيادة، الأمر الذي يهدِّد حياة هؤلاء النسوة.
وأضاف عبد الجبّار الطيبي في حديثه مع (الجزيرة): إنَّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع أيضاً إيصال وحدات دم لمرضى الثلاسيميا من الأطفال المسجلين في عيادة بيت حانون، الذين هم في أمس الحاجة لنقلها، مشيراً إلى أنّ عشرة أطفال مرضى ب (الثلاسيميا) دون سن العاشرة مسجلون في هذه العيادة، ويجب بصورة عاجلة نقل وحدات الدم المطلوبة لهم لإنقاذ حياتهم.
وأكد مدير عام الرعاية الأولية في وزارة الصحة الفلسطينية ل (الجزيرة): أن خدمات الرعاية الصحية الأوليَّة المقدَّمة أكثر من مائة ألف نسمة في مناطق شمال غزة، من الناحية الشرقية، (التي تضم بلدة بيت حانون، وعزبة بيت حانون، وعزبة عبد ربه، وأجزاء مخيّم جباليا الغربي، ومنطقة شرق طريق صلاح الدين)، قد تعطلت (!)، وهذا يؤثِّر سلباً ويشكل تهديداً مباشراً لأوضاعهم الصحيّة، خاصّة الأطفال والحوامل والمرضى المزمنين.
هذا وحذَّر الدكتور الطيبي من تعرّض حياة المرضى المزمنين (السكر والضغط والقلب والكلى وغيرهم)، للخطر البالغ، حيث لا يتمكن أحد من الفرق الطبية من الوصول إليهم، كما لا يتمكنون من الوصول للمراكز والمستشفيات وأخذ جرعات العلاج المطلوبة. وأشار مدير عام الرعاية الأولية في وزارة الصحة الفلسطينية إلى أنّ الأطقم الطبية الفلسطينية ولا حتى المنظمات الإنسانية، لم تتمكن من الوصول إلى عيادة عزبة بيت حانون، وحالياً مغلقة تماماً لليوم السادس على التوالي، ولا تقدم أي خدمات صحيّة للمواطنين، وبذلك تعطلت بشكل كامل. وناشد مدير عام الرعاية الأوليّة، عبر (الجزيرة)، جميع
المنظمات الدولية، خاصّة منظمة الصحّة العالمية و(اليونيسف)، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ووكالة الغوث الدولية، للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الأعزل والتدخل من أجل إنقاذ حياة الأطفال والمرضى.
صرخة استغاثة عبر ( )
هذا وكانت عائلة فلسطينية من مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، أطلقت عبر (الجزيرة) صرخة استغاثة من أجل التدخّل العاجل لإنقاذ حياة أفرادها من الموت، الذي يتربّص بهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وجدد المواطن معين أبو ورد في اتصال هاتفي جديد مع (الجزيرة)، قوله: إن قوات الاحتلال تحاصر منذ ستة أيام منزله ومنزل شقيقه حسين شرق مخيّم جباليا للاجئين، موضّحاً أنّ المياه والكهرباء مقطوعة عن المنزل، فيما بطارية الهاتف الخلوي على وشك النفاد.
وأشار إلى أنّ والديه وشقيقته يعانون من مرض السكري، والأطفال يعانون من الجوع ونقص الحليب والمياه، منوِّهاً إلى أنّ عدداً من الدبابات الإسرائيلية المدرّعة، تحاصر المنزل، وتطلق النار على كل من يحاول التحرك.
واستصرخ المواطن الفلسطيني، العالم أجمع، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، سرعة التدخل العاجل لإنقاذ المرضى وإغاثة الأطفال، قبل حدوث كارثة بشرية تطول أرواح جميع أفراد الأسرة.
هذا وكانت منظمة (أطباء لحقوق الإنسان) - فرع إسرائيل - قد عبَّرت عن قلقها العميق من تدهور الأوضاع الصحية في شمال قطاع غزة المحتل، خاصة بسبب العدد الكبير من الأطفال المرضى المصابين والشهداء.
وجاء في بيان المنظمة، الذي تلقت (الجزيرة) نسخة منه أن العديد من المواطنين الفلسطينيين، من ضمنهم عدد هائل من الأطفال، استشهدوا أو جرحوا بواسطة الجيش الإسرائيلي، حيث استشهد على الأقل 15 طفلاً في عملية الاقتحام الأخيرة. وأكدت المنظمة أن طواقم طبية تتعب في الوصول إلى أهدافها والكثير من الأضرار أصابت البيوت وغيرها من المباني كالمدارس، مؤكدة في بيانها: أن جزءاً من هذه الأضرار وعمليات القتل والجرح ناتجة عن استعمال القوات الإسرائيلية لأسلحة ثقيلة وقوة مفرط بها.
وكان مدير عام الطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية، أكد في لقاء خاص مع (الجزيرة): أن قوات الاحتلال الصهيوني أصابت بقذائف مسمارية وصواريخ الطائرات وبالرصاص الثقيل والعشوائي، أكثر من 270 فلسطينياً، منهم ما يزيد عن مائة طفل. وأشار الدكتور حسنين إلى أن ما يزيد عن 40 مواطناً فلسطينياً أصيبوا بجراح خطيرة، وأجريت عمليات جراحية كبرى لما يزيد على
70 مواطناً. من جانبه، قال د. جمعة السقا، مدير العلاقات العامة بمجمع دار الشفاء الطبي بمدينة غزة ل(الجزيرة): إن هناك عشرات المصابين الفلسطينيين، الذين سيصبحون معاقين جراء إصابات الاحتلال الهمجي، التي استخدمت القذائف المسمارية المحرمة دولياً، حيث فقد العديد من المصابين الفلسطينيين أطرافهم، وتعرضوا لبشاعات، وفقدوا أعضاء داخلية من أجسادهم جراء شظايا قذائف الاحتلال الصهيوني، مشيراً إلى أن مصاباً فلسطينياً فقد أطرافه الأربعة.
هذا وأكد وزير الصحة الفلسطيني، د. جواد الطيبي ل(الجزيرة): أن قوات الاحتلال الصهيوني منعت وصول الأوكسجين إلى مستشفيات قطاع غزة، وذلك بتقسيمها قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام، مشيراً إلى أن جميع الإصابات التي تعرض لها الفلسطينيون كانت ناتجة على الأغلب من جراء شظايا قذائف مسمارية محرمة دولياً، في حين أن شهداء القذائف وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة أشلاء ممزقة ومحروقة، أما الشهداء الذين كانوا يصابون بالرصاص الحي، فكانوا يقنصون في الرؤوس والصدور!!
هذا وأضافت منظمة (أطباء لحقوق الإنسان) - فرع إسرائيل - في بيانها، الذي تعرضه (الجزيرة): أن الوضع الصحي غير المقبول في الأراضي المحتلة، ناتج عن سياسة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات لقطاع غزة.
وقالت المنظمة: إنه وفقًا للتقارير التي وصلتها من شمال قطاع غزة، خاصة بيت لاهيا وجباليا ومخيم جباليا للاجئين، فإن الخدمات الطبية شلَّت تماماً، ما يهدد بصورة خاصة صحة وحياة السكان، وخصوصاً المرضى المزمنين والأطفال والنساء الحوامل.
وضربت المنظمة مثالاً جاء فيه أنه منذ بداية العملية في شمال قطاع غزة، في الـ 28 من سبتمبر - أيلول، فإن السلطة الفلسطينية توقفت عن نقل الأمصال الواقية للسكان الفلسطينيين، حيث يتم تعريض حياة الطواقم الطبية المحلية في شمالي القطاع للخطر.
وأشار البيان إلى وجود عيادة طبية واحدة تعمل في شمال القطاع، في بيت حانون، ولكن مخزون الدم والدواء فيها في حالة نقص مستمر.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن المئات من العائلات التي تسكن في بنايات العودة والنداء المحاذية لمستوطنة (نيتسانيت اليهودية)، ينقصها الحليب للأطفال، وبدون كهرباء ويوجد لديها القليل من المياه، وبعض الأطفال الذين يعانون من الربو لا يتلقون الدواء اللازم ضد مرض الربو، وهناك خمس حالات من مرضى السكري بدون حقن انسولين ما يعرض حياتهم للخطر.
وأشار بيان منظمة (أطباء لحقوق الإنسان) إلى الحالة النفسية السيئة التي يعاني منها الأطفال الفلسطينيون في شمال القطاع، بسبب الوجود المكثف لقوات الاحتلال الإسرائيلي هناك، ووجود الدبابات إلى جانب بيوتهم.
|