* الرياض - حسين فقيه :
هاجم المخرج العربي السوري الأصل الأمريكي الجنسية مصطفى العقاد الأثرياء العرب بأنهم أحد أهم الأسباب التي أدت إلى انحدار السينما العربية ، وأعاقت تقدمها في ظل التنافس العالمي المحموم على احترام ذائقة الجماهير في كل أرجاء المعمورة ، ونفى أن يكون هنا صح أو خطأ في الفيلم وان الفشل والنجاح يقترنان برأي الجمهور ومدى إعجابهم به دون النظر إلى تقييم العمل من ناحية الجودة.
(فن) التقت بالعقاد في زيارته الخاطفة للرياض وكانت آراؤه هي التي صرّح بها أكثر من مرة في أكثر من منبر .. فكان هذا الحوار السريع ..
* هناك رأي سابق حول رؤوس أموال خليجية لدعم الأفلام التي تتحدث عن حضارتنا وتاريخنا ما الجديد في هذا الشأن ؟
- بصراحة لا يوجد دعم وأنا أحاول الحصول على الدعم .. وفي الخليج هناك تمويل ودعم نوعاً ما ولكن مع الكثير من الوعود من مسؤولين وحتى هذه اللحظة لم يحدث أي شيء يذكر.
* هل توجد عروض شخصية لتمويل أحد الأفلام ؟
- طبعا هناك عروض ولكنني لم أقبل بها.
* لماذا ؟
- بصراحة هناك من يشترط عليّ فنانة معينة تقوم ببطولة الفيلم ، وهناك من يريد إقامة علاقة مع بطلة الفيلم وهذا الشيء لا يمكن أن أوافق عليه نهائياً. فهؤلاء الأشخاص لا يهتمون بالقضية أو الرسالة التي نريد توصيلها للعالم ، وهمهم الوحيد إقامة علاقات مع بطلة الفلم وللأسف هناك أسماء كبيرة تقدمت بهذا الطلب.
* ما هي آخر مستجدات أفلامك القادمة ؟
- ما زلت أنتظر وكما ذكرت سابقاً لدي الكثير من الوعود لتمويل الأفلام التي تتحدث عن تاريخنا وهي فلمي (الأندلس - صلاح الدين) وهذان الفلمان انتهينا من وضع السيناريو الخاص بهما ولا ينقصنا سوى التمويل ، أما أفلامي الأخرى فأنا أقوم بعملي في أفلام أمريكية وما زال نشاطي مستمراً ، وعندما ذهبت إلى هوليود ذهبت لكي أكون مخرجاً وحققت ذلك.
* هل هناك أفلام امتنعت عن إخراجها ؟
- نعم هناك العديد من الأفلام التي امتنعت عن القيام بها وهي انه عندما أقابل رؤساء وزعماء في المهرجانات أو حفل تكريم يطلبون مني أن أقوم بعمل أفلام عن أنفسهم ، وأنا أرفض عملها لأنني لست محتاجا لها. وأنا شخصياً لا أقوم بعمل أي فيلم إلا عندما أكون مقتنعاً به ، كما أنني لا أتحدث في أفلامي عن سياسات محلية وإنما أهتم بالحضارة والتاريخ.
* ما هو رأيك في مستوى الدراما العربية والخليجية ؟
- هناك العديد من الأعمال الممتازة والجيدة ففي السعودية هناك (طاش ما طاش) وأنا أتابعه ، وأنا أعرف فنانين سعوديين لهم مستقبل ممتاز ولكن بعض الظروف تمنعهم من التطور والتقدم ، ومشكلة السينما العربية أنهم لا يهتمون بالجمهور وإنما يهتمون بالجوائز والتكريم.
* ما هو المقياس الحقيقي لنجاح الفيلم ؟
- بدون شك هو الجمهور.
* أقاطعه.. الجمهور يعني (الإيرادات) ؟
- هناك الذكاء وهو الوصول إلى الجمهور والتسلل إليه بصورة غير مباشرة فيما تريد تقديمه ، وأهم شيء هو جذب الجمهور والوصول إليها وشد انتباهه ، وبعد ذلك نقدم ما تطرحه عليهم. ففي السينما لا يوجد صح أو غلط بل يوجد الفلم (أعجبني أو لم يعجبني) بمعنى أنك تحت رحمة الجمهور ، فلا قيمة للفلم على الإطلاق إذا لم يصل للجمهور ، وهذه هي مشكلة السينما العربية وأذكر هنا فلم (اللمبي) الذي تعرض لانتقاد كبير وهو فيلم جيد استطاع أن يصل ويشد الجمهور.
* كيف تصل بالدراما إلى العالمية ؟
- أولاً : المشكلة هي دائماً الجمهور فلا بد أن تعرف الجمهور الذي نود الوصول إليه.. ثانيا اللهجة التي نتحدث بها في الفلم فانتشار الأفلام المصرية والسورية بسبب اللهجة التي أصبحت دارجة في العالم ، وبالتالي حققت الانتشار.
* كلمة توجهها للقراء ؟
- أنا عربي مسلم متعصب بعد سنوات من الغربة حين تركت العالم العربي منذ 50 عاماً ، وأنا وإن كنت أحمل الجنسية الأمريكية فأنا أشدد على أنني قومي عربي ومسلم متعصب ولكن ليس تعصب الجاهل.
وأضيف وأؤكد بأنه لا يوجد سلاح لدينا نحن العرب سوى الإعلام ، فالطائرات والدبابات لا تغير ولا نستفيد منها ، فلا بد من التركيز على الإعلام بشكل كبير جداً فهو القوة الحقيقية التي تستطيع من خلالها الوصول إلى العالم كله ، بحيث تستطيع من خلاله إظهار الصورة الحقيقية لنا كعرب ومسلمين ، فأي سلاح آخر غير الإعلام لن نستفيد منه.
|