تشهد النقلات الكبرى التي عرفتها المملكة في مختلف المجالات على الحرص الشديد على إنجاز الكثير في فترة وجيزة.
فقد شكّلت فترة العقدين والثلاث سنوات منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الحكم مرحلة حيوية في تاريخ هذه البلاد انطوت على الكثير من التطورات التي وضعت المملكة في مرتبة الدولة الحديثة المؤثرة في محيطها العربي والإسلامي فضلا عن الوضع الدولي المرموق باعتبارها دولة ذات حضور دولي مقدر، سواء كان ذلك في الحقل السياسي أو على الصعيد الاقتصادي أو في مجال المشاركة الإنسانية والإسهام في تخفيف المصائب والكوارث الطبيعية والإنسانية في مختلف أنحاء العالم.
فقد ارتبطت شخصية الملك فهد بهذه النقلات المهمة حيث أضفت هذه الشخصية من خلال حضورها المتميز وطموحها لمستها الخاصة على المشروع التطويرى لإمكانيات المملكة، وهكذا فقد ظهرت مشروعات البنية الأساسية في مجال الصناعة من خلال إيجاد قاعدة صناعية قوية تتمثل بشكل خاص في المدينتين الصناعيتين الجبيل وينبع، فضلا عن ارتباط الملك فهد حتى قبل البيعة له ملكا على هذه البلاد، بقطاع التعليم منذ أن كان وزيراً للمعارف، حيث شهدت البلاد بتوجيهاته ومتابعته الانتشار الواسع للتعليم على المساحة القارية للمملكة.
وكثيرة هي الشواهد على الإنجاز الذي جرى التخطيط له ليواكب أفضل الموجود في عالم اليوم، مع حرص خاص على أهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي في الأمور التي ترتبط مباشرة بحياة المواطن، وهكذا فقد رأينا كيف أن الزراعة تحرز نقاطاً لصالح هذا الاكتفاء وبمعدلات فاقت في بعض السنوات مجرد تحقيق الاكتفاء، حيث عرفت الكثير من المنتجات ومنها القمح طريقها إلى التصدير.
وقد برهنت تلك التجربة الزراعية أن غياب بعض العناصر لا ينبغي أن يقعد بالمساعي لتحقيق نتائج ذات أثر فاعل، فهذه البلاد التي عرفت بقلة مصادر المياه، تجاوزت هذه المسألة لتكون من بين الدول النامية التي تحقق اكتفاءً في الكثير من احتياجاتها الغذائية.
وبالنسبة للمياه بصفة خاصة، فقد تبوأت المملكة المرتبة الأولى في مجال تحلية المياه المالحة في العالم، واستطاعت أن تتقدم في هذا المجال، من حيث الأبحاث وبعض الصناعات المرتبطة بالتحلية.
وفي هذا العهد الميمون أمكن أيضا إرساء النظم الثلاثة للحكم والشوري والمناطق فضلا عن الخطوة المرتقبة بعد فترة وجيزة والمتمثلة في إجراء الانتخابات البلدية باتجاه تحقيق أكبر قدر من المشاركة في القرار وذلك في إطار تعاليمنا الإسلامية السمحة التي هي محور حياتنا والموجه لها وفي ظل الثوابت التي تهدي مسيرتنا.
|