نائب أمين عام مجلس الوزراء السدحان لـ( الجزيرة ):
الدعاية الصهيونية ضد المملكة قديمة منذ قيام إسرائيل
لسنا معصومين من الخطأ.. والعالم بدأ يتفهم وضع المملكة وخصوصياتها الإسلامية والعربية

* حوار - عبدالعزيز الكناني:
أوضح معالي الأستاذ عبد الرحمن السدحان نائب الأمين العام لمجلس الوزراء أن المهمة التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية بغرض تشويه صورتها في أذهان الخارج أعطت وستعطي دفعة قوية للوعي العام السعودي بكثيرٍ من القضايا، وقال: إن فكرة المنتدى لإقامة مثل هذا المؤتمر خطوة تحمد عليها الجمعية السعودية للإعلام والاتصال، وإنه من المتوقع خروج هذا المؤتمر بنتائج إيجابية من شأنها تسليط المزيد من الأضواء علينا، وإظهار الصورة الحقيقية لنا، فضلاً عن تبصيرنا بما يجب اتخاذه من إجراءات لكبح الحملات الشرسة التي تستهدف المملكة.
جاء ذلك في إطار لقاء كانت (الجزيرة) قد أجرته معه يوم أمس أثناء حضوره جلسات وفعاليات المؤتمر المقام حالياً في فندق الانتركونتيننتال..إليكم مجراه:
تبصير:
*ما الذي سيخرج به هذا المنتدى؟ وما جدوى عقد مثل هذه المؤتمرات؟
- المنتدى جاء في وقته المناسب، وهو خطوة تحمد عليها الجمعية السعودية للإعلام والاتصال لعقدها هذا المنتدى في هذا الوقت بالذات، ولا شك أن هناك نتائج كثيرة نأمل أن نخرج بها من هذه الندوات العلمية وأهمها إلقاء المزيد من الأضواء المحلية والعالمية فيما يتعلق بالإعلام وصلتنا بما يدور في العالم وتأثير الآلية الإعلامية علينا وتبصيرنا بما يجب اتخاذه من إجراءات وخطوات لكبح الحملات الشرسة على المملكة التي تأتي من أطراف عديدة في العالم.
إذ إن هذه الأشياء ستعطي دفعة قوية للوعي العام بكثيرٍ من القضايا التي هي ملء السماء ومد البصر.
علاقة:
* ما الذي يمكن أن يقدمه رجالات السياسة بجوار رجالات الثقافة والإعلام في تحسين وتصحيح الصورة الذهبية عن المملكة؟
- يستطيعون أن يفعلوا الكثير، كل في مجال تخصصه واختصاصه، فالإعلاميون بطبيعة الحال المطلوب منهم إقامة جسور المعلومة والرأي الحصيف للناس ومدهم بالمعلومات وإيضاح الأمور وشرحها ونقل الصورة الحقيقية لما يراه العالم عنا وما نراه نحن تجاه الأطراف الأخرى. أما السياسيون فيعملون في أفلاكهم ولكنهم ليسوا بعدين عن الإعلاميين ولذا فالسياسيون والإعلاميون بينهم علاقة تضامنية.
* هل يمكن أن يساهم المنتدى في إعطاء صورة أكثر وضوحاً عن المملكة في الخارج؟
- هذا ما نطمع فيه ونطمح إليه.
براءة:
* لا شك أن اللوبي الصهيوني يعمل دون هوادة في تشويه صورة المملكة العربية السعودية خصوصاً عند صنّاع القرار في البيت الأبيض.. فماذا عملتم كرجال دولة وسياسة للحيلولة دون تحقيق الصهاينة أهدافهم؟
- الجهود تُبذل على قدمٍ وساق لتصحيح الصورة، وهذه الجهود لم تبدأ منذ البارحة أو قبل البارحة ولكنها بدأت منذ بداية الحملة الظالمة على المملكة في محاولة شرسة لتشويه صورة المملكة وربطها بالحدث المفجع الذي حدث في 11 سبتمبر، كلنا يعلم أن المملكة حكومةً وشعباً براء مما حدث، حيث قدمت براءتها الولايات المتحدة الأمريكية بملء صوتها من خلال التقرير المشهور في الكونجرس.
ونحن نعمل بصمتٍ جميعاً سواء في داخل الكواليس الدبلوماسية أو من خلال الحقائب الدبلوماسية أو الاتصالات وذلك على أكثر من مسار من خلال شرح الموضوعات لمن يعنيه الأمر في الحكومة الأمريكية وهم - أي الأمريكيون- جد مقتنعون منذ البداية وفي نفس الوقت محاولة الوصول إعلامياً سواء إلى مراكز صناعة القرار في أمريكا أو مراكز التأثير على هذا القرار في محاولة لتصحيح الخطأ وردم الصدع الذي أحدثته الدعاية الصهيونية المدوية.
ونحن نعلم أن الدعاية الصهيونية ضد المملكة ليست وليدة الأمس، فهي قديمة منذ قيام إسرائيل نفسها، وقد علمت بهذا الشيء منذ أن كنت طالباً في الولايات المتحدة منذ ثلاثة عقود، حيث كنا نسمع نفس الحديث ونفس الاتهامات ومحاولة لإسقاط الفشل الصهيوني على المملكة باعتبارها رأس الحربة إسلامياً وعربياً.
ونحن قد ألفنا هذه النغمة النشاز... ونحن قد لا نستطيع القضاء عليها لأن تركيبة المجتمع الأمريكي تعتمد على من يسبق إلى التأثير، واليهود في أمريكا لا شك مسيطرون لكن لابد أن نعترف بحقيقة أخرى وهي أننا نحن مقصرون في الوصول إلى المجتمع الأمريكي وخصوصاً إلى المناطق التي لم يصلها بعد التأثير الصهيوني.
أما في المدن الكبرى كنيويورك وشيكاغو وواشنطن فقد لا نستطيع أن نؤثر فيها أو أن نقمع النفوذ الصهيوني هناك حيث إنها مناطق مأهولة بالنفوذ والسيطرة الصهيونية ولكننا سنفعل ما نستطيع بإذن الله.
آليات:
* ما الأساليب والآليات التي يمكن أن تعمل على إيصال الصورة الذهنية الإيجابية للعالم من خلال المنتدى؟
- المنتدى صوتٌ من الأصوات المسموعة وليس صوتاً في وادٍ، وإن شاء الله سيتردد هذا الصوت ويكون له صدى جميل في الأوساط الإعلامية والسياسية وستصل كلمته بإذن الله بشأن أو بآخر لمن يهمه الأمر، ومن يهمه أمر هذه البلاد سواء داخل المملكة أو في خارجها، فالكل يعمل ونحن قد أتينا هذا المساء لاتمام جزء من الحملة الوطنية لتصحيح موقف هذه البلاد ونشر الصورة الأمنية والصادقة عنها.
جهود:
* معالي الأستاذ عبدالرحمن .. هل ترى أن الجهود الإعلامية من داخل المملكة كافية لإيصال رسالتنا؟؟ وما هي الجهود السياسية التي يمكن أن تكون كفيلة ومجدية لتحسين الصورة؟
- لم نبذل حتى الآن ما يكفي في هذا المجال ونحن مطالبون ببذل المزيد والمزيد سنين عديدة قادمة من أجل تصحيح صورتنا في العالم، فلا نستطيع أن نلقي باللوم على الآخر مما نعانيه من فشلٍ في إيصال صورتنا الإيجابية إلى العالم، فيجب أن نلوم أنفسنا ونعترف بخطئنا وقصورنا، وهذا الاعتراف هو بداية المسلك والمسار الصحيح إن شاء الله لصورة أفضل لنا في دول العالم.
فنحن أمام عدو قوي الترسانة، قوي الآلية، ولا نستطيع وحدنا أن نقوم بهذا الشيء في زمن قصير، لكن كل الجهود تبذل على كل المستويات، فربما نعبر بالصمت أحياناً دون الكلام المباح، فأعتقد أن العالم بدأ يتفهم وضع المملكة وخصوصياتها الإسلامية والعربية، كما أن الأمريكيين اعترفوا أنفسهم أنه لا علاقة لنا بما حدث لهم من بأساء حصلت من قِبل نفر شذوا عن الصراط السوي، وهناك بطبيعة الحال في كل مجتمع شاذون وفاسقون، ونحن لسنا معصومين من هذا ولا ذاك.