* الرياض - فارس القحطاني - عبد الله العماري - حمود الوادي - عبد العزيز الكناني :
تحت عنوان (الممارسات الإعلامية والاتصالية المبذولة لتحسين صورة المملكة في العالم) ترأس الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر ، أمين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الجلسة الثامنة مساء أمس الأول الأحد ، استهلها بعدد من التساؤلات دارت معظمها حول الكيفية التي يمكن من خلالها تحسين الصورة الذهنية للمملكة ، وتساءل عن ماهية الوسائل التي يمكن من خلالها القيام بذلك حيث قال : كيف يمكن تصحيح الصورة المشهوة عن الإسلام والمسلمين وخاصة المملكة بلد الحرمين الشريفين وقبلة الإسلام والمسلمين ؟
وعقب تقديمه للشخصيات المشاركة في الجلسة قدم الدكتور حمود البدر الأمين العام لمجلس الشورى ورقة حول الجهود المبذولة لتحسين صورة المملكة في العالم ، أوضح من خلالها أن صورة المملكة في الخارج نمطية وخاطئة ، وأن السعوديين لم يأخذوا بالأساليب والوسائل المناسبة لتحسين تلك الصورة ، وأورد نماذج من الشائعات التي تحاول تشويه الصورة السعودية من تلك التي ترددها وسائل الإعلام الغربية ، كتلك التي تقدم المرأة السعودية بأنها متخلفة ومتحجبة ولن تحصل على حقها ، وكذلك تلك التي تقول بأن السعودي متخلف ، وإرهابي وغيرها من الصور الأخرى.
وذهب د. البدر إلى التساؤل عن الكيفية التي يمكن من خلالها تصحيح تلك المفاهيم والشائعات ، موضحا بأنه لا يمكن القيام بذلك دون القدرة على مخاطبة الشعوب بلغاتها ، واختيار الوسائل المناسبة التي يمكن من خلالها الوصول إلى تلك الشعوب وتصحيح الصورة لها.
وأضاف : لابد وأن تكون هناك قنوات ووسائل إعلامية قادرة على الوصول إلى الآخر ، وهذه الوسائل لابد وأن تتضافر في إيجادها الجهود المحلية والخارجية على حد سواء ، كما أنه لابد من توظيف الإمكانات التي تمتلكها المملكة للوصول إلى العالم بوجهها الحقيقي غير المشوه الذي ينقله الآخرون.
ودعا د. البدر في ختام ورقته إلى استغلال المناسبات وتوظيفها توظيفا يخدم ويعكس الصورة السعودية الحقيقية ، سواء كان ذلك في المؤتمرات والندوات أو من خلال المواسم الدينية ، وإلى توظيف الجهود الخارجية بما فيها الجهود الدبلوماسية ، ونقل بيانات وزارة الخارجية إلى السفارات بشكل دوري ، وإنشاء موقع متكامل عن المملكة على شبكة الإنترنت ومتابعة تحديثه بواقعية ، فضلا عن دعوة رجال السياحة وأعضاء المجالس البرلمانية ولجان الصداقة وغيرهم لزيارة المملكة.
وأوصى بتوظيف الجهود الاقتصادية المتمثلة في المشاركة بالمنتديات الخارجية والاقتصادية ، وزيادة تسهيل التبادل التجاري والثنائي الإقليمي ، وإبراز المعلومات التي تضمن الحرية الاستثمارية من خلال الملحقيات التجارية في الخارج ، وزيادة التعاون من خلال أعمال الغرف التجارية الصناعية وتنظيم المعارض التجارية إلى جانب الإسراع بتذليل العقبات التي تعترض المملكة.
من جهة أخرى قدمت الدكتورة إليزابيث هول محللة سياسية للعلاقات السعودية - الأمريكية ورقة علمية تناولت في مضمونها أربع قضايا أساسية ، ذهبت من خلالها إلى تبيان الكيفية التي تحاول من خلالها الولايات المتحدة الأمريكية فرض سيطرتها على العالم ولو كان ذلك على حساب الآخرين.
وأردفت بالقول : إنهم يحاولون تصوير السعودية على أنها متكبرة ، ولا تستجيب لأي استفسارات ولا تقبل أي نصائح تقدم لها ، كما أنهم يصورونها بأنها مستغلة ويتهمونها باستغلال الآخرين لخدمة مصالحها ، وهذه الأشياء وحدها هي التي تعرض على الشعب الأمريكي من أجل تكوين صورة نمطية سيئة عن المملكة.
وتساءلت اليزابيث عن الكيفية التي يمكن من خلالها الرد على وسائل الإعلام الأمريكية خصوصا وأن أمريكا تعد حليفا استراتيجيا للسعودية وعن الكيفية التي يمكن من خلالها تصحيح تلك الصورة قائلة : إن الحل الأمثل لمثل هذه المشكلة يكمن في الاتصال والتواصل بين الشعبين السعودي والأمريكي ، وتوظيف وسائل الإعلام توظيفا سليما للرد على تلك الشائعات وتصحيح ما أوردته وسائل الإعلام الأمريكية عن السعوديين خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر ، التي كان لها سلبية عالية ليس فقط على السعوديين وإنما على المسلمين في كافة أنحاء العالم.
وأكدت د. اليزابيث أهمية إنشاء مركز للبريد الإلكتروني من أجل الرد على كل الاتهامات التي يبثها اللوبي الصهيوني.
وفي إطار حديثها قالت : إن ما يقوم به المسؤولون السعوديون أصبح شيئا مألوفا ولا يضيف جديدا ، وأن الصورة التي تظهر في وسائل الإعلام الغربية تحتاج إلى تكاتف السعوديين وغيرهم من العرب والمسلمين لتصحيحها لأنها تشوه الإسلام وتاريخ الإسلام ، وتصور المسلمين على أنهم أناس أشرار.
كما أنه لابد من التوضيح بأن الإسلام ليس دين إرهاب وليس له علاقة بالإرهاب ، وأن الأشخاص الذين يرتكبون الأخطاء أو الأحداث إنما يعبرون عن سلوكيات فردية لا يمكن تعميمها.
أما الأستاذ مصطفى العقاد فتحدث في ورقته عن دور السينما في السيطرة على العقول ، وكذا عن سلاح الإعلام الذي غدا بقدراته وتقنياته أقوى من سلاح الدبابات والمدافع ، موضحا أن سيطرة اليهود على السينما الأمريكية خلقت من العربي شخصا متخلفا وإرهابيا ، ساعد في ذلك الضغوطات التي يمارسها اللوبي الصهيوني على كل من يحاول إبراز الصورة أو الجوانب الإيجابية للعرب أو انتقاد اليهود.
وأوضح العقاد أن ما يحدث في فلسطين لو نقل إلى الشعب الأمريكي بشكل سليم لا نقلب الشعب الأمريكي على إسرائيل ، لكن ما يحدث هو العكس إذ أن التركيز لا يتم إلا فيما يخدم مصلحة إسرائيل وحدها.
من جهتها قدمت الدكتورة سوزان القلني رئيس قسم الإعلام بجامعة عين شمس ورقة بعنوان (نحو استراتيجيات إعلامية ودولية لتحسين صورة المملكة في وسائل الإعلام الدولية) بينت فيها أن المملكة تعرضت إلى الكثير من الإساءات وتشويه الصورة ، وأن الفضائيات والإنترنت ساهما إلى حد كبير في غرس الصورة الذهنية لدى الجهود الملتقى ، نتيجة لكثرة التعرض لهذه الوسائل.
وأردفت أن 75% من وسائل الإعلام المؤثرة في مجتمع العالم تتحكم بها إسرائيل أو الصهاينة الذين وجدوا تقنيات عالية عمدوا إلى توظيفها في تركيب الصور المشوهة والأفلام المشوهة ومنتجتها وربطها بالإسلام المسلمين.
فضلا عن تجاهل الفضائيات الغربية ووسائل الإعلام الغربية لوجهات النظر العربية والإسلامية والتي تستنكر مثل هذه الأشياء.
ودعت الدكتورة سوزان في ختام حديثها إلى ضرورة التنبه لما تبثه وسائل الإعلام الغربية وإلى ضرورة العمل على مواجهتها بكافة الإمكانيات والأساليب والوسائل ، موضحة أنه لابد وأن يكون الإعلام العربي إعلام فعل وليس متفاعل فقط ، وأنه من الضرورة أن يستخدم أسلوب الحملات الدعائية بأنواعها حتى يقوى على مخاطبة القائمين على الاتصال في الدول الأخرى وعلى مواجهة الحملات الشرسة التي تشنها تلك الوسائل.
|