المسجد مركز إشعاع في التوجيه
د. علي بن محمد العجلان (*)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. أما بعد:
فإن العناية ببيوت الله عظيمة وشريفة حيث أخذت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد هذا الشرف العظيم انطلاقاً من واجباتها ومسؤولياتها وقد حرص المسؤولون فيها على تعميم المساجد بمختلف فئاتها وسد الحاجة في كل بلد ومكان وقد كان من أجل أهداف هذه الوزارة نحو العناية ببيوت الله ترسيخ رسالة المسجد باعتباره مركز إشعاع في التوجيه ونشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة ووصولاً بهذا المكان الطاهر بالمستوى اللائق وتقديسه ونحن في فرع الوزارة بمنطقة القصيم أولينا هذا الأمر غاية الأهمية وخصوصاً فيما يتعلق بالصيانة والنظافة وتعيين المنسوبين وفقاً لضوابط وتعليمات منظمة لذلك إضافة إلى المشاريع المستقبلية والتي وضعت لها الوزارة خططاً وبرامج زمنية ومنهجية وعبر برنامج العناية بالمساجد الذي تبنته الوزارة وبدأ تفعيله في القصيم بتاريخ 1/8/1423هـ حيث قطعنا شوطاً كبيراً من خلال هذا البرنامج في التكامل النسبي في تعميم المساجد في كافة أحياء المدن والمحافظات في المنطقة وكذلك صيانتها والقيام على شؤونها وتحسين أداء منسوبيها ورفع قدراتهم كما أننا نسعى دائماً في مجال بناء المساجد على تطوير وتعميم المحطات الإنشائية والمعمارية بما يتفق مع الطابع الإسلامي الحديث وبما يتوافق أيضاً مع الجهود التي يبذلها الفرع في مجال الدعوة والإرشاد وانطلاقاً من كون المسجد مكاناً للدعوة والتوجيه والإرشاد وموقعاً لطلبة العلم وتحفيظ القرآن الكريم وتجويده وعقد الدورات العلمية والأولية. وبفضل الله ثم بفضل توجيه ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير/ فيصل بن بندر بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز فقد حقق الفرع منذ إنشائه عام 1414هـ إنجازات طيبة في مجال المساجد وتعميرها وصيانتها حيث أخذ على عاتقه أيضاً القيام بشؤون الدعوة والإرشاد وعبر تعميق الصلة بين الهيئات والجهات الدعوية التي ترتبط به في حقل الدعوة وبرامجها الموجهة.
وقد اتسم هذا الجهد المبارك عبر السنوات الماضية بالشمولية ومعالجة القضايا الاجتماعية بما يتناسب مع أحوال المخاطبين وتباين ثقافاتهم مع الإفادة من وسائل الإعلام المتاحة ومنها محراب المسجد. فكل عام نرى إنجازاً فريداً يخدم الإنسان المسلم في هذه المنطقة سواء كان مبنى إدارياً أم مكاناً طاهراً تؤدى فيه العبادة ويتصل المسلم من خلاله بربه وخالقه جل وعلا.
ولعل افتتاح جامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب بحي الخليج بمدينة بريدة هو مثال حي وشاهد على ما يبذله الفرع من جهود لأهل الخير للمشاركة في هذا الفضل العظيم وفق تعليمات وضوابط تضمن جودة العمل والإشراف على المشروع من قبل الفرع ويسرني أن أذكر بالشكر والتقدير كل من ساهم في هذا المشروع العظيم وأخص بالشكر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز على رعايته واهتمامه بهذا المشروع المتكامل والذي بني على الطراز الحديث وألحقت به كافة الخدمات التطوعية التي يحتاجها المجتمع إضافة إلى ما يتمتع به هذا المشروع من موقع متميز وهو في نظري أنموذج رائع في البناء الحديث الذي جمع بين الطابع الإسلامي الحديث والمساحة الواسعة التي تتفق مع الحاجة القائمة للحي ومرتادي الجامع وأحب أن أشيد بجهود ودعم ومؤازرة صاحب المعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ لكافة الأعمال وواجبات الفرع بما يحقق النمو والتطور لهذا القطاع الحيوي سائلاً المولى سبحانه أن يديم على هذه البلاد المباركة إسلامها وأمنها وقادتها وأن نخلص القول والعمل إنه سميع مجيب.