أشار الدكتور غازي القصيبي في كلمته في حفل اختتام الملتقى الأول للمثقفين السعوديين الاثنين ما قبل الماضي إلى اعتقاده الجازم بعد أربعين سنة من الثقافة بان (الحرية) هي المنفذ الأول إلى تأسيس ثقافة غير مؤطرة ووعي غير مؤدلج ، وهي في ذلك تختلف اختلافاً كلياً عن لفظة (الحرية) التي وردت في توصيات ملتقى المثقفين مضافة إلى كلمة (التعبير) فقط .. حيث جاء تركيب التوصية كالتالي : ضمان حرية التعبير المسؤولة للأدباء والمثقفين والفنانين.
هنا نكتشف الفرق الهائل بين التعبيرين ، الحرية عند الدكتور القصيبي جاءت لفظة مجردة (حرة) تعني حرية المثقف كسلوك ثقافي واع ، فيما جاءت (الحرية) في (التوصية) مربوطة بالتعبير وموصوفة بالمسؤولة لتضعها مرة أخرى أسيرة النظام الإداري الذي يقرر كيف تكون الأشياء من دون أن يحدد مقاييس (الأشياء) تلك ولا من يقوم بذلك.لو نادت التوصية بقانون يكفل (حرية المثقف) لصفق الجميع ، ولكنها ذكرت جملة مكررة (عامة) تصلح لكل المجالات ، فحرية التعبير من مكملات شخصية رجل الشارع أيضا لذلك لم يصفق أحد ، ولكنهم مع (حرية) القصيبي صفقوا كثيراً.
عموماً .. الحرية كنوع ثالث نراها توظف حسب المصلحة الخاصة للشخص وبما يتوافق مع رغباته ، هذا النوع من التعاطي معها يشوه الحرية بالقدر الذي يجعلها بلا أهمية ومحل نقد باستمرار ومحل (توجس) في نواحي أخرى.
|