في مثل هذا اليوم من عام 1922 تم توقيع بروتوكول جنيف الذي منح النمسا استقلالها.
وتأسست النمسا الحديثة عام 1918 في أعقاب الحرب العالمية الأولى التي هزم فيها محور ألمانيا والنمسا والمجر أمام بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة حيث تم اعلان انهيار إمبرطورية المجر والنمسا وتقسيمها على اسس قومية حيث أعلن قيام الجمهورية النمساوية في المناطق التي يسكنها الناطقون باللغة الألمانية.
كانت الأراضي النمساوية مطمعا لكل القوى الأوروبية المجاورة لها بعد تفكك الإمبراطورية المجرية النمساوية حيث سعت مملكة الصرب والكروات والسلوفان إلى ضم أحد أقاليمها في حين كانت إيطاليا تطمع في أجزاء منها وكذلك ألمانيا.
لذلك كان بروتوكول جنيف خطوة أساسية في قيام واستقرار دولة النمسا الحديثة.
وبعد إعلان قيام الجمهورية النمساوية سارع البرلمان الجديد بالدعوة إلى الاتحاد مع ألمانيا.
وعلى الرغم من الخوف من انصهار النمساويين في الأمة الألمانية إلا أنهم كانوا يرون أن ذلك أفضل من الوقوع تحت سيطرة يوغوسلافيا أو إيطاليا الجارتين القويتين.
ولكن فرنسا وإيطاليا تدخلتا لمنع هذا الاندماج وبالفعل تم توقيع بروتوكول جنيف الذي ضمن للنمسا استقلالها.
والحقيقة أن دول الحلفاء كانوا أكثر تساهلا مع النمساويين بعد الحرب العالمية الأولى على الرغم من أن إمبراطورية المجر والنمسا كانت من القوى المركزية في أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى حيث تمكن ممثلو النمسا في مفاوضات باريس التي أعقبت الحرب بإقناع دول الحلفاء بأنه ليس من العدل معاقبة النمساويين على أخطأ وقعت فيها الإمبراطورية المجرية النمساوية التي تفككت بنهاية الحرب خاصة وأن بعض أقاليم تلك الإمبراطورية كانت تعتبر في معسكر المنتصرين في الحرب. ولذلك لم يفرض الحلفاء على النمسا دفع أي تعويضات عن خسائر الحرب العالمية الأولى كما فعلوا مع ألمانيا بموجب معاهدة فرساي.
في عام 1922 تولى رئاسة وزراء النمسا الحديثة إجناز شيبيل زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي كأول رئيس وزراء لها حتى عام 1924
|