كل يوم كلمة
عودة الظافر
عبد العزيز الهدلق

لم يقدم الحكم الدولي ظافر أبو زندة جديداً، وهو يقود بكل كفاءة واقتدار مباراة قمة جدة بين الأهلي والاتحاد، فهكذا كان منذ أن أمسك الصافرة وظهر على الساحة، والجميل في هذا الحكم المبدع أنه لم يتأثر، ولم يهتز بعد تلك الزوبعة المفتعلة التي حدثت قبل موسمين وكان هو ضحيتها بقرار جبر الخواطر.
لقد عاد أبو زندة وكأنه لم يغب، حيث حضرت معه قدرته وكفاءته وإبداعه التحكيمي الرائع، وأنقذ بهذا الحضور الزاهي اللجنة من تخبطات مستجديها وقدمائها الذين سفحوا ماء وجهها بسقطاتهم وإخفاقاتهم والذين كلما دافعت عنهم لجنتهم، ولفلفت سقطاتهم عادوا للوقوع في أسوأ منها.
وإذا كان السلك التحكيمي السعودي سيتأثر باعتزال الحكم العالمي عبد الرحمن الزيد الذي وضع صافرته على الرف هذا الموسم بعد عشرين عاماً ركضها قاضياً في الملاعب بكل عدل وأمانة ونزاهة ونجاح فإننا بوجود المتألق والمبدع ظافر أبو زندة لن نشعر بالفراغ أو الفقد، فعالمية أبو زندة قادمة لا محالة وهي التي ما كان يجب عليها ان تتأخر لولا بكائيات ودموع التماسيح وقرارات (الطبطبة) وجبر الخواطر. وحالتا النجاح والإبهار للحكمين عبد الرحمن الزيد وظافر أبو زندة تقودانا إلى حقيقة دامغة يجب أن تعترف بها لجنة الحكام وتعيد صياغة عملها بموجبها وهي أن نجاح الحكم ينبع من ذاته أولاً، وأن اللجنة لا يمكن لها أن تصنع حكماً ناجحاً مهما فعلت وبذلت في ظل فقد ذلك الحكم لكل مقومات وأساسيات النجاح، والتجارب الماثلة أمامنا خير شاهد من خلال حكام (أوصلوا) للدولية في حين ما زالوا يرتكبون أخطاء المبتدئين والمستجدين، وعلى الطرف الآخر هناك حاكم حُوربوا ومُورست ضدهم صنوف الإساءات والتشويه كعبد الرحمن الزيد، ولكنهم بقدراتهم وكفاءاتهم وعزائمهم وصلوا للعالمية، وهذا ما نتوسم للحكم المبدع ظافر أبو زندة أن يناله وندعو له بذلك.