من المعروف أن الرجل يزداد نضجاً وهدوء وحكمة واتزاناً كلما زادت خبرته وتجربته في الحياة، بينما البعض وفي المجال الصحفي الرياضي- مع الأسف الشديد- على النقيض من هذا تماماً، فبالرغم من سنوات التمرس في الصحافة والتي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود إلا أن اللغة عندهم تتجه مع مرور الوقت ويوماً بعد الآخر نحو الأسوأ والأشد قسوة وإيذاء للمشاعر الشخصية والذوق العام.
وفي الوقت الذي نلوم فيه الإداريين واللاعبين والجماهير على التصرفات والملاسنات الخارجة عن الروح الرياضية، نجد في بعض الأقلام ذات الخبرة الطويلة والمسؤوليات القيادية والمصنفة بحسب ذلك ضمن النخبة، نجدها تستخدم مفردات مهينة وجارحة وأحياناً تعليقات مليئة بالمسخ والسخف وقلة الأدب كما في صورة (الحمار) أكرمكم الله التي نشرتها إحدى الصحف وصفاً لفريق الأهلي بعد خسارته الأخيرة من الاتحاد.
كنا نتخيل أن هذه الأقلام سترتقي بفكر وعقلية الإنسان الرياضي والقارئ عموماً، وتجذبه الى حيث الوعي والرقي والعقلانية.. وإذا بها تنحدر وتسقط في مستنقعات العبث والتعصب والكراهية.. أقلام تهدم الجمال لتبني لذاتها شهرة الابتذال..!!
أبطال في مهب (الفقر)!!
كانت صورة معبرة أو لعلها كما الرسالة القوية تلك التي نشرتها الزميلة (اليوم) ضمن تقرير مفصل يحكي معاناة أسر أبطال المملكة في رفع الأثقال والحائزين على عدد من الميداليات الذهبية في الدورة العربية العاشرة المقامة حالياً في الجزائر.
الصورة اللافتة والمؤلمة كانت لمنزل بائس ومتهالك وآيل للسقوط مشابه لتلك التي زارها سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- في جولته الشهيرة على الأحياء الفقيرة في مدينة الرياض قبل سنتين، في هذا المنزل يسكن البطل العربي حسن السادة والحائز مؤخراً على ثلاث ميداليات ذهبية، وقتها شعرت بالحيرة والحسرة معاً وتساءلت: كيف يمكن لهذا البطل الشاب أن يرتقي ويتطور ويقدم لوطنه المنجزات العالمية مستقبلاً، بل كيف نحافظ عليه وعلى أمثاله من المتميزين في ظل هكذا معاناة اجتماعية وأجواء نفسية مزعجة، ثم إذا لم ينل مثل هؤلاء الأبطال حقوقهم وتوفير متطلباتهم وتأمين مستقبلهم فمن يستحقها إذا، وماذا عن الأقل منهم موهبة وإنجازات وما زالوا في بداية الطريق، خصوصاً في الألعاب غير الشعبية والبعيدة عن الأضواء والتي لا يملك القائمون على اتحاداتها القدرة الكافية والنفوذ القوي للدفاع عن ظروف وأحوال المنتسبين إليها؟!!
الموضوع بأهميته وأبعاده لا يحتاج لمكرمة من أحد أو دعم من رجل أعمال أو صدقة من فاعل خير، بقدر ما يحتاج الى إيجاد لائحة مالية واضحة ومعتمدة تعطي للأبطال حقوقهم المشروعة وتثمن إبداعهم ومنجزاتهم وتحفزهم لإحراز افضل وأغلى الانتصارات لأنفسهم ولبلادهم التي من المفترض أن تنصفهم ولن تتخلى عنهم..!!
امرأة من نور
شماء العمير رحمها الله، ليست أغنى النساء ولا أكثرهن علماً وجاهاً وصيتاً ومنصباً، هي إنسانة بسيطة ومتوسطة الحال لكنها بمكارم أخلاقها وحجم إسهاماتها وحيوية تفاعلها الإنساني تمثل للمجتمع بأكمله وبمختلف شرائحه وللمرأة الأم والأخت والزوجة والابنة في هذا الوقت الصعب الهائج العاصف، تمثل لنا جميعاً القدوة الحسنة والنموذج المشرف والمضيء.
هي تجسيد لدور ومعنى وقيمة المرأة الصالحة المصلحة، والإنسانة الحائلية الكريمة المبادرة، عرفناها- رحمها الله- مدرسة للبذل والوفاء والعطاء، وجمعية متكاملة للخير والبر والإحسان.. تطوف أحياء البؤساء، تغمر بيوتهم بالأمل والفرح والإشراق، تمنحهم المحبة والأمان والاطمئنان.. أجزم أن كثيراً من الأرامل والأيتام والفقراء والمساكين سيفقدون إطلالة وابتسامة وبلسم وجه النور ويد الخير شماء العمير.
أم سعود قصة جميلة ورائعة للنبل والتضحية والتفاني والكفاح، نريدها أن تبقى وتتردد على مسامع الكبار والصغار، النساء والرجال لتكون نبراساً يضيء القلوب والدروب لنبض المزيد من الجود وفعل الخير.. غفر الله لها واسكنها فسيح جناته وألهم أهلها وذويها ومحبيها البدو والحضر في حائل والقرى والهجر الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
غرغرة
* بعد نهاية الدورة العربية، وبمثل ما تفرض الميداليات الذهبية تكريم الاتحادات المتفوقة، مطلوب مساءلة ومحاسبة الاتحادات المتدهورة!
* أمانة الاتحاد أوقفت لاعبي الأهلي والاتحاد بالهاتف، واللجنة الفنية تؤخر وتقدم المباريات على كيفها، ولجنة العقوبات لا تدري كيف ومتى ومن تعاقب، ولجنة الاحتراف تحتاج شيئاً من الاحتراف.. والزعلان إما أن يشرب من ماء البحر أو يضرب رأسه بالجدار..؟!
* لن تكون استفادة الهلال من الانتقالات بمقدار ما انفق عليها من ملايين أو السبب أنها تتم دون معرفة وإلمام بقدرات اللاعب ومدى حاجة الفريق لخدماته..!
* الفرق واضح بين براعة ديمتروف النصر وتخبط باكيتا الهلال..!
* لسان الحال ولغة التفاهم بين الجماهير النصراوية والهلالية (الحي يحييك والميت يزيدك غبن)..!!
* حمد البكر، مكسب كبير للجبلين وعقل إداري نابه له وزنه وقيمته في فنون التعامل والعلاقات العامة..
|