*تحقيق : بدر العوفي:
الأهلي والاتحاد.. أو الاتحاد والأهلي.. عنوان للإثارة والمتعة.. وقمة في التشويق.. ولكن..!! الخشونة والاشتباكات.. والملاسنات ثم البطاقات الحمراء ناهيك عن الصفراء أصبحت (علامة) للأسف لابد أن نشاهدها كمتفرجين للقاءاتهما. قبل أي لقاء يجمع الاتحاد بالأهلي.. تبدأ التصاريح الملتهبة والعبارات النارية والجُمل المشتعلة.. ترفع من درجة حرارة اللقاء.. وتزيد من حدة التوتر ليكون الخاسر الوحيد بكل تأكيد هو المتفرج الذي ينتظر مباراة نظيفة يستمتع بمشاهدتها.. وتشاركه الخسارة (الروح الرياضية) التي تسقط حينما يلتقيان!!
حاولنا في الجزيرة استطلاع آراء مسؤولي الناديين وعدد من الاعلاميين والمهتمين لمعرفة أسباب ارتفاع التوتر الذي يصاحب (ديربي) جدة.. لماذا.. وكيف.. ومن المسؤول.. وما هو الحل؟! فجاءت آراؤهم كما تقرؤونها:
******
رئيس الأهلي السابق وعضو شرفه الحالي الدكتور عبدالرزاق أبوداوود كان له وجهة نظر في هذا الموضوع.. حيث يقول: أولاً يجب أن نقتنع أن المنافسة بين الأندية الرياضية وبالذات المتجاورة هي أمر مرغوب وأصول اللعبة تقتضي ذلك كما هو حادث في كل دول العالم من حيث شدة المنافسة، ولكن الشيء المرفوض هو الخروج عن الروح الرياضية وعن روح الأخلاق.. وما يحدث الآن هو أمر ليس بجديد، فهو موجود منذ عقود طويلة، وهناك أطراف في كلا الناديين تغذي الجو المكهرب وتزيد اشعاله.. وأيضا هناك عقلاء يتدخلون لتلطيف الأجواء، أما السبب الرئيسي لما يحدث فهو ما يطرح عبر الإعلام وخصوصا الإعلام المقروء، وأقصد الصحافة، فنحن لدينا مساحة كبيرة متوافرة في الصحافة الرياضية.. وهي مساحة ربما تعتبر الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، وهي تبحث عما يملأ هذه المساحة.. والشيء الثاني هو أن الصحافة أصبحت مفتوحة لمن هب ودب من الناس، فتجد أحد المشجعين في المدرج اليوم ثم غداً يعمل في صحيفة ويكتب خبراً هنا وهناك ثم يكتب مقالا ثم يصبح كاتبا ثم ناقداً وخبيراً ثم يبدأ في شتم الآخرين وقذفهم وادخال مفردات غريبة جداً وكأننا في حرب مع الأسف.. أنا أريد أن أسأل سؤالاً لهؤلاء: أين الوازع الديني وأين الوازع الوطني وأين الأخلاق وحب الخير؟.. والأدهى من ذلك أن هذه الكتابات تجدها مغلفة بالغيرة والوطنية، وكاتبها يدعي الطهارة بينما هي مدسوسة بالسم والأشياء التي أبعد ما تكون عن النظافة.
ليس هناك توتر
المشرف على كرة القدم بنادي الأهلي الأستاذ طارق كيال رفض أن يسمي ما يحدث في لقاءات الفريقين بالتوتر أو التعصب بقدر ما هو تنافس مثير دائما ما يجمع أي فريقين ينتميان لنفس المدينة أو المنطقة.. وأضاف: هذه المباريات يطغى عليها الحماس الزائد وسبب ذلك هو الصحافة التي تبحث عن الإثارة والجماهير هي التي تشتري هذه الإثارة بحكم أن أغلب ومعظم الجماهير هي من فئة الشباب وصغار السن الذين لديهم طاقة كبيرة، فتجدهم يتكلمون عن المباراة قبلها بأسبوع أو أكثر وبعدها بنفس المدة.
ويضيف الأستاذ طارق: في البرازيل والأرجنتين وإسبانيا وكل دول العالم تجد هناك إثارة زائدة، والصحافة تحب أن (تزودها) لأجل التوزيع.. أما ما يحدث من بطاقات حمراء فهي أمور طبيعية تحدث في كل لقاء (ديربي).. والجدل الذي يصاحب لقاء الأهلي والاتحاد هو متعة الكرة والجمهور يبحث عن المتعة!!
وعن القضايا التي تبدأ في الملعب وتنتهي في المحاكم.. قال الكيال: هذه أمور شخصية وقضايا فردية لا يمكن أن نحكم من خلالها بالتعميم، فلو ذهبت للمحكمة لوجدت قضية أو قضيتين في الرياضة من أصل 500 ألف قضية تنظر فيها المحكمة.. ويجب ألا نعمم ذلك.. وأعيد وأكرر أن ما يحدث شيء طبيعي وانظر اللقاءات غير الجماهيرية فهي لا تشد أحداً لسبب بسيط لأنها بدون إثارة.
الإعلام هو السبب
الأستاذ حسن الطيب -رئيس نادي الاتحاد بالنيابة- رمى التهمة مباشرة على الاعلام الرياضي وبالتحديد الصحافة.. ويقول: أعتقد بكل صراحة أن الصحافة الرياضية هي المسؤول الأول عما يحدث في لقاءات الاتحاد والأهلي.. فنحن يجب أن نؤمن أن التعصب موجود بين كل ناديين متنافسين سواء في المملكة بين الهلال والنصر (بدرجة أقل) أو في الدوري العربي والأوروبي.. ولكن الصحافة الرياضية تدخل كلمات ومفردات غريبة تساهم في زيادة الشحن النفسي والشد العصبي الذي يعتري لقاءات الفريقين.
ويضيف الطيب: للأسف هناك صحافة محسوبة تجعل من نفسها وسيلة فعالة لتكريس التعصب.. ويجب ألا أنسى المنتديات الرياضية على شبكة الإنترنت وأعني المنتديات غير الرسمية.. فهذان العاملان هما سبب رئيسي لاشتعال معسكري الفريقين.. فالصحافة الرياضية والمنتديات الرياضية تمنحان الفرصة لأي شخص ليمرر ما يريد من أجل أن يزداد التعصب وترتفع حدة التوتر.
ويؤكد حسن الطيب على أن الأهلاوي والاتحادي أبناء أسرة واحدة كما هو الهلالي والنصراوي، ففي كل بيت تجد كل فرد يميل لنادٍ معين.. فلماذا نسبب التفرق والمشاكل بين أفراد الأسرة الواحدة بسبب شخص غير مسؤول يشعل الفتيل ثم يذهب؟.
لا وجود للتعصب
الأستاذ حمد الصنيع -إداري الفريق الأول بنادي الاتحاد- نفى أن يكون التوتر سمة من سمات لقاءات الاتحاد والأهلي حيث يقول: التعصب ليس موجوداً فنحن أخوة قبل كل شيء ولكنها مجرد تصرفات فردية لا تصل لما تقول.. وما حدث في اللقاء الأخير بين ماريو والعبدلي يحصل في كل مباراة سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي.. احتكاك ثم طرد.. ولكن ما أريد أن أقوله أنها تصرفات فردية ولن أخص لاعبا أهلاويا حتى لا أُتهم أنا بالتعصب ولكن نحن نريد الصدق.. فحسين عبدالغني احترمه وأقدره كلاعب مميز ولاعب منتخب ولكن حسين يحاول استفزاز جميع الاتحاديين في كل مناسبة، وفي الآونة الأخيرة تطور مستوى حسين عبدالغني الفني كثيراً وكنا نتمنى أن يصاحب ذلك التطور الفني ضبط الأعصاب ووجود الأخلاق الرياضية.. ولعل الجميع شاهد ما حدث من حسين عبدالغني ضد زميله خالد قهوجي اللاعب المؤدب حينما أراد القهوجي السلام على زملائه لاعبي الأهلي ومصافحتهم.. ماذا حدث من عبدالغني!! فخالد قهوجي تاريخه يشهد له بأنه من أفضل اللاعبين خلقاً ولم تحدث منه أي مشاغبة طوال تاريخه كلاعب.. فهل أصبح مشاغباً حينما انتقل ولعب للاتحاد؟!
ويضيف الصنيع: ولكن انظر لتاريخ عبدالغني ومشاغباته مع أحمد الدوخي لاعب الهلال الذي يشهد له الجميع بحسن الأخلاق.. وانظر ما حدث من حسين مع زميله فيصل سيف في لقاء النصر والأهلي والجميع يشهد لفيصل سيف بأنه من أفضل اللاعبين خلقاً.. وأنا أعترف أن حسين لاعب مميز ولكن الرياضة أولاً وأخيراً أخلاق.. فحسين دائما يستفزنا كاتحاديين.. وهو دائما يتصرف تصرفات غير مسؤولة وآخرها حينما حاول الاشتباك مع القهوجي وكذلك حينما رمى شعار ناديه وشارة الكابتنية على الأرض!!.
أسباب مختلفة
الأستاذ خالد دراج -مساعد رئيس تحرير عكاظ بالرياض- ألقى باللائمة على ثلاثة أطراف فيما وصفه ب(تواصل) التعصب وازدياد التوتر في لقاءات الاتحاد والأهلي، أولها الدور الإداري حيث قال: الدور الإداري ممثلا بادارة النادي وأعضاء الشرف لهم دور كبير في هذه المسألة.. فادارات الأندية، ليس جميعها بل أغلبها، تساهم بطريقة وأخرى في بث التعصب من خلال تصاريح لا تحمس الفريق بقدر ما تثير التحدي وتقلل من الخصم وتستنفر المدرج الآخر.
ويضيف الإعلامي خالد دراج: المسألة بدأت (تزداد) منذ البطولة العربية التي أقيمت في جدة وحقق بطولتها الأهلي وشهدت اصدار البيانات المتتالية وأزمة العصير والحليب، وأصبح هناك مباراة أخرى في اصدار البيانات مما شكل ضغطاً كبيراً على مدرجات الفريق.. وأيضا ما حدث في مباراة الفريقين في البطولة العربية العام الماضي في جدة فقد كان المنظر سخيفاً للأسف ويشوه سمعة الرياضة السعودية حينما اشتبك حسين عبدالغني ومرزوق العتيبي.. ولعلك تلاحظ أن عبدالغني هو حجر الزاوية في أغلب الأحداث التي تصاحب لقاءات الفريقين.. ومع ما يحدث من اللاعبين مع الأسف تجد هناك من يبرر لهم تصرفاتهم ويشجعهم ويحرضهم على المزيد سواء من ادارات الأندية أو الجمهور أو الاعلام.. ولكن ادارات الأندية بالذات هي ما تقع عليها المسؤولية الأكبر؛ فقراراتها غائبة في مثل هذه الأحداث باستثناء إجراءين وهما ايقاف ادارة الاتحاد لمرزوق والودعاني العام الماضي وايقاف ادارة الأهلي لحسين عبدالغني والعبدلي الموسم الحالي، وقرارات الأندية مع الأسف تجد أن نسبة (الصح) بها هي 10% والنسبة المتبقية هي (خطأ)، ونحن لا نريد أن تكون قرارات الأندية صحيحة 100% ولكن نريد 50% فقط لنحقق على الأقل عملية توازن.. وربما تسألني عن حادثة خريش فأقول لك إنها حالة استثنائية وما لبثت أن انتهت وانقشعت السحابة وعاد التعصب من جديد!!.
ويلقي الأستاذ خالد دراج أيضا بالمسؤولية على الاعلام من خلال نشر التصاريح الاستفزازية بقوله: للاعلام دور كبير جداً في هذه المسألة وأنا أتحدث كصحفي وأنت أيضا صحفي ونحن دائما نبحث عن التصاريح الساخنة دون أن ننتبه للمتلقي الذي يشتعل ويتحمس بسبب هذه التصاريح.. وأيضا الكُتّاب الرياضيون الذين تجدهم يوميا على الأعمدة يطرحون أشياء لا تليق أبداً من مس الأمانة واتهام الناس في ذممهم وأخلاقهم دون أي اعتبار!!.
الثقافة الوافدة
الإعلامي المعروف ومدير تحرير البلاد الأستاذ جبر العتيبي حمّل الصحافة الرياضية الجزء الأكبر فيما يحدث من شحن نفسي كبير يصاحب اللقاءات الاتحادية الأهلاوية، وخص بالذكر ما أسماه بالصحافة الاتحادية.. وفصل الأستاذ جبر العتيبي حديثه بقوله: ما يحدث الآن لا يقبله عقل ولا منطق فتحولت الساحة الى ساحة حرب بدلا من مكان لكرة القدم يحضر إليه المشجعون للاستمتاع.. فالصحافة الرياضية أصبحت هي التي تكرس التعصب وتدعو له، أضف إلى ذلك الثقافة الوافدة التي انتشرت في الوسط الصحفي وأصبحنا نقرأ (كولو) و(حمار) وهلم جرا من المصطلحات التي لا تليق بمجتمع رياضي يمثل شريحة كبيرة من الوطن.. بالاضافة الى التصريحات غير المسؤولة من منسوبي الفريقين حتى وصل بنا الحال الى ان نسمع تصريحا صريحا يتمنى فيه رئيس نادي الاتحاد أن يتدهور الأهلي!!
وأردف العتيبي بقوله: 11 عاماً لم يذق فيها الاتحاد طعم الفوز على الأهلي ولم تكن تحدث مشاكل وكنا نشاهد مباريات كرة قدم حقيقية.. أما الآن فمع كل فوز للأهلي نجد المشاكل وأحداث الشغب وهناك قائمة معروفة ومحددة يعرفها القاصي والداني هي التي تسكب الزيت على النار ولا يهمها فوز فريق على آخر بقدر ما يهمها اشعال الساحة وتحويلها من كرة قدم إلى ساحة حرب.
التظاهر بالظلم.. والشحن النفسي
أما الأستاذ محمد البكيري -مدير تحرير جريدة عالم الرياضة- فيقول في هذا الشأن: إن ما يحدث حالياً يعود الى التنافس (الحامي) بين الفريقين فنجد أن هناك تنافسا قويا بينهما في النجوم واستقطابهم وفي الجماهير وفي تحقيق البطولات.. فلو تلاحظ أن الفريقين التقيا على خمسة نهائيات في أقل من 8 مواسم.. وهذا التوتر الحاصل الآن لم يكن موجودا قبل تسع سنوات حينما كانت الأنظار نحو الهلال والنصر وفي لقاءاتهما نوع من التوتر، ولكن في الاتحاد والأهلي في الفترة من 1417هـ وحتى 1420هـ لم تكن الحدة موجودة الى هذه الدرجة التي تجعل المنافسة تنتقل من الملعب إلى المدرج ومن ثم إلى المحاكم.. والسبب يعود في رأيي إلى أن هناك أناسا لعبوا دوراً في تأجيج التعصب وإخراج المنافسة عن إطارها إلى ساحات المحاكم، كما أن هناك أطرافاً دائماً ما تتظاهر بالظلم وأنها ظلمت.. كما أن الشحن النفسي له دور كبير في اشعال التعصب.. ويجب ألا ننسى أن هناك طرفا ثابتا في كل مشكلة تحدث بين الأهلي والاتحاد.
ولم ينسَ البكيري الدور الذي تلعبه الصحافة وإدارات الأندية.. حيث يقول: الصحافة لها دور كبير ثم ادارات الأندية ثم الجماهير وأخيراً اللاعبون.. وفي النهاية اللاعبون هم الضحية لهذا التعصب وهم أكثر المتضررين رغم أنهم أخوة ولهم اجتماعات وعلاقات كبيرة وكثيرة خارج الملعب.
تراكمات الأعمال المشينة
الكاتب الرياضي في جريدة الرياضية والأهلاوي الأستاذ أحمد الشمراني سألناه عن ارتفاع وتيرة التعصب وحدتها.. فقال: تسألني هكذا عن أسباب حدة التوتر في مباريات الأهلي والاتحاد وتريد الحلول.. أنت يا سيدي كمن يود أن يزيح الوردة عن البركان أو كمن يريد أن يقودنا (طرحاً) إلى أفلاطون ومدينته الفاضلة!! يا سيدي ما يحدث حالياً باسم الأهلي والاتحاد من شغب ومن ضارب ومضروب هو نتيجة تراكمات أعمال مشينة أهملتها جهة القرار في رعاية الشباب حتى وصلت إلى ما وصلت إليه.. نحن كإعلام ملامون في هذا الاحتقان الحاصل بين الأهلي والاتحاد، ولكن اللائمة بكل ما فيها من منحى تقع على أصحاب التصريحات الخارجة عن النص وأصحاب المزايدات في سوق كل ما فيه تحول إلى مال..!
الحلول
اختلفت أغلب الآراء على كيفية الخروج من الأزمة التي تمر بها لقاءات الأهلي والاتحاد وأبرز الحلول التي من الممكن أن تساهم في اخماد (نار) التعصب وتهدئة التوتر الذي يصاحب لقاءات الفريقين ويخرج بها عن المألوف.
فالدكتور عبدالرزاق أبوداوود قال: إن الحل لا يأتي بين يوم وليلة.. لأنه أصلا لم ينشأ بين يوم وليلة.. ولكن المسؤولية مشتركة بين وزارة الإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب وادارات الأندية ورؤساء التحرير.. يجب أن يجدوا طريقة لايقاف المد الإعلامي غير السوي والمتعصب.. وأعتقد أن الحال إذا استمر على ما هو عليه فإنه سيؤدي إلى صراعات طبقية عنيفة بين الجماهير.. تعودهم على كره الآخر.. يجب أن نعرف أن هناك حروبا قامت بسبب الرياضة مثل الحرب التي نشبت بين أندوراس ودولة مجاورة (لا يحضرني اسمها) كما أن الفتنة في الجزائر بدأت من مدرجات كرة القدم.. وهذه المعلومات هي حقائق وقعت. ويضيف أبوداوود: ما يحدث حالياً لا يجوز.. لا يجوز.. لا يجوز.. ما يحدث تشويه للسمعة وتشويه للحقائق وتشويه للأخلاق.. يجب أن تُصفى الصحافة من العناصر الدخيلة والشاذة تصفية نهائية.. أما ايقافات الشهر والشهرين.. فهي لا تكفي!!.
الأستاذ حسن الطيب من جهته قال: إن الحل يكمن في عقد ندوات ومحاضرات ولقاءات تجمع المهتمين في هذا الشأن وتتولى إعدادها وزارة الاعلام بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
أما حمد الصنيع فيرى أن الصدق والوضوح هما الحل.. ويضيف: نحن في الاتحاد أصدرنا قرار ايقاف مرزوق العتيبي والودعاني مع خصم راتب شهر لكل لاعب؛ لأننا لا نكابر ونسمع وجهات النظر ونحترمها ونتقبلها.. أما إدارة الأهلي فهي أدرى بمصلحة ناديها ولن نتدخل في شأنها ولكن لماذا نجدهم يدافعون عن حسين عبدالغني وهو الطرف الثابت في كل مشكلة؟!.
فيما يرى الأستاذ خالد دراج أن انشاء محكمة رياضية مستقلة هو الحل الأنسب.. مضيفا: لابد أن تكون هناك حلول جذرية حتى لا ننتظر كارثة أكبر.. وأي كاتب يكتب في ذمم الناس يجب أن يوقف.. وأي كاتب يكتب في أخلاق الناس يجب أن يوقف.. أي رئيس نادٍ يخطئ في حق أي شخص أو حَكَم يجب أن يحاكم.. ويجب أن تعلن القرارات وتنشر في الصحف إذا كنا فعلاً نريد أن يبقى الوسط نظيفا ونقيا وصحيا. أما إذا أردنا أن يستمر كما هو عليه على حساب الرياضة والأخلاق فستستمر المأساة وسينسحب الشرفاء ويبقى الوسط لفئة معينة من الناس.
إعادة الوعي للوسط الرياضي هو الحل.. هكذا يرى الأستاذ طارق كيال.. ويضيف: أيضا عدم المبالغة من قِبَل الصحافة لكي لا تتحول الأمور الى عداء شخصي وأمور لا نرغبها في الوسط الرياضي.. أما الفوز والخسارة فهما أمران واردان ويجب أن يتقبلهما الجميع.. فالفائز نقول له مبروك والخاسر نقول له حظاً أوفر.. بعيداً عن التصاريح الاستفزازية وغير المسؤولة.. وأعتقد أن الصحافة هي التي يجب أن تبحث عن الحلول وترتقي بالوسط الى المرحلة الهادئة والعاقلة. ولعلك تذكر حادثة خريش التي لم يرتب لها وجاءت لتكشف المعدن الحقيقي لأبناء الوطن ومشاعرهم تجاه بعضهم وألا تتحول الصحافة الى أهواء شخصية يقودها الانتماء والميول.
أحمد الشمراني يقول: تسألني عن الحلول ولا أجد ما أقوله لك سوى ضرورة تدخل مرجعيتنا الرياضية لوقف هذا المد غير الأخلاقي بين الناديين بازاحة الستار عن (مدرسة المشاغبين) على أن يرتاح هؤلاء كل واحد في منزله.. لأن الخوف أن تتطور الأحداث وتصل الى مرحلة متطورة جداً من الضارب والمضروب، ولكي أكون من المتمسكين بشعرة معاوية فلا بأس أن أطلب من الاعلام التهدئة قدر المستطاع، فالاعلام مؤثر.. مؤثر.. وأخيراً أدعو الله ان يخرج الأهلي والاتحاد من هذه الدائرة وأدعو ألا نحتكم في النهاية إلى القاعدة المرورية (كل يصلح سيارته)، فنحن أصحاب مبادئ وحرام أن تضيع المبادئ من أجل من لا يعرفون المبادئ!!.
في حين يرى جبر العتيبي أن الصحافة لابد أن (تهدئ) اللعب ولابد لأعضاء الشرف أيضا أن يلتزموا الهدوء بعيداً عن التصريحات غير المسؤولة.. ولابد أن يتدخل العقلاء لايقاف مثل هذه التصريحات التي تؤجج التعصب وتخرج المنافسة خارج النطاق الرياضي.. ويختتم العتيبي كلامه: أعتقد أننا بحاجة ل(لسان خريش) بين كل فترة وأخرى.
محمد البكيري.. يرى أن الحل من وجهة نظره هو اقتراح على شكل سؤال وهو: ماذا لو التزم اداريو وأعضاء شرف الفريقين الهدوء وابتعدوا عن التصاريح قبل وبعد المباراة.. ماذا سيحدث؟! بل ماذا ستفعل الصحافة والمدرجات بدون تصاريح استفزازية تثير الكراهية والحساسية بين الطرفين؟.
وأضاف البكيري: أنا متأكد أن الصحافة لن تخلق قضية من لا شيء فالصحافة نار.. والإداريون هم الحطب.. بتصاريحهم.. والحريق يأكل الجمهور واللاعبين.. وبدون الحطب ستنطفئ النار وتعود المياه إلى مجاريها بين الاتحاد والأهلي.
|