يوم لا يُنسى

احتفلت (جزيرتنا) وخصصَّت ملحقاً خاصاً عن يومنا الوطني الذي وافق يوم الخميس الأول من الميزان من عام 1351هـ؛ حيث أعلن جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- قيام المملكة العربية السعودية على أساس الشريعة الإسلامية، فتحولت الفرقة إلى اجتماع، والخوف إلى أمن، والجهل إلى علم ومعرفة، والصحراء القاحلة إلى واحة خضراء غناء، ومن حياة البادية البسيطة إلى المدينة (بكل ما يحمله اسم المدينة من تقدم في شتى المجالات)، كل ذلك بفضل الله، ثم بفضل موحِّد الجزيرة ورجاله المخلصين الذين صدقوا في مبايعته ومناصرته وعدم الخروج عليه، وسار على نهجه من جاء بعده من أبنائه البررة: الملك سعود والملك فيصل والملك خالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود الذي واصل البناء والعطاء.
ولا يزال الملك فهد يشار إليه بالبنان؛ حيث إنه أخرس ألسن العابثين بتراب هذا الوطن ووحدته ووقف له رؤساء الدول إجلالاً واحتراماً.
فقد اهتم -حفظه الله- بشؤون الحرمين، فأمر بتوسعة للحرمين الشريفين لم يشهد التاريخ لها مثيلاً على مر العصور قاصداً بذلك وجه الله تعالى.
كما أنه -حفظه الله- هو رجل التعليم الأول في هذه البلاد الطاهرة، وهو الذي وضع ركائز التعليم ولبناته عندما صدر أمر سامٍ كريم بتكليفه وزيراً للمعارف (التربية والتعليم حالياً) بالقرار رقم 5-3-26-4950 بتاريخ 18-4- 1373ه.
وإليك أخي القارئ الكريم شيئاً مما قاله خادم الحرمين الشريفين في التعليم: (كان من أفضل أيامي التي سوف أعتز بها، واعتززت بها في الماضي، وسوف أعتز بها في الحاضر والمستقبل، أن شرفني الله فقمتُ بأعمال وزارة المعارف التي شكلت في المملكة العربية السعودية، ومعها تقلدت مناصب أخرى، لكني أجد في الواقع أن العلم ورجال العلم هم الذين أشعر بأنهم حولي وأنا كذلك حولهم؛ لإيماني الكامل بأن العلم هو الشيء الأساسي الذي تعتمد عليه الأمم) أ.ه.فيجب علينا جميعاً أبناء هذا الوطن، كلٌّ في موقعه ومنصبه، أن نذكِّر الأجيال الحاضرة بتاريخ الآباء والأجداد وأمجادهم، وما يجب على الجميع نحو وطنهم من حب وإخلاص ومحافظة على المكتسبات، وأن نكون يداً واحدة في وجه العابثين والطامعين في هذه البلاد حماها الله.