مع بزوغ شمس يوم الخميس طالعتنا صحيفة (الجزيرة) بعدد ممتاز منها، ويصعب عليّ في عجالة كهذه تعداد مزايا ذلك العدد، وذكر محاسنه، وإحصاء موضوعاته الجادة والجيدة.. في ذلك الخميس الواقع في الثاني من شهر شعبان لعام 1425هـ كان عدد (الجزيرة) متميزا غير أنني هنا سأشير إلى أبرز ما لفت نظري وأعجبت به من الموضوعات والأخبار وغيرها.
في الصفحة الثانية من الجريدة وجدت خبرين متجاورين يفيدان بتنظيم حملة تشجيع على الرضاعة الطبيعية والتي ينظمها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض بالتعاون مع الادارة العامة للتغذية في وزارة الصحة.. وتستمر تلك الحملة على مدى أسبوعين تبدأ يوم السبت 4 شعبان 1425هـ وكذلك تنظيم أسبوع توعوي بأهمية الرضاعة الطبيعية وآثارها على الأم والطفل معا، وينظم ذلك الاسبوع الشئون الصحية في الحرس الوطني ويبدأ يوم السبت 4 شعبان 1425هـ ويصاحب الحملة والأسبوع محاضرات وندوات ومسابقات وهدايا تشجيعية للنساء. إن مثل هذين الخبرين مما يسرّ النفس ويبعث الأمل في عودة صادقة الى الأصالة، والوعي الجاد بمصادر الأمان والسرور والبهجة لأطفالنا. ويحذر في الوقت نفسه من التقليد الأعمى في حرمان الأطفال من مصادر الغذاء الطبيعي لهم والذي له عليهم تأثير نفسي عميق وكبير.
وفي الصفحة الخامسة عشرة نجد مقالا للدكتور حسن الهويمل يحمل شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز على تجاوبه مع مقال الدكتور عن السياحة.. ويوضح فيه أن رحابة صدر الأمير وبُعد نظره وحماسه لعمله جعلته يرد بتفاؤل ويعقب على مقال الدكتور؛ ليوضح له جهود الهيئة العليا للسياحة ويدعوه لزيارة الهيئة؛ للاطلاع على برامجها وخططها وجهودها في تنمية السياحة الداخلية. لكن الدكتور الهويمل يستدرك وبشجاعة هو جدير بها فيقول: (أقول قولي هذا وأنا على يقين بأن الهيئة وعلى رأسها سموه الكريم قادرة على تحقيق الشيء الكثير وهي قد حققت أشياء ولكنها دون المؤمل.. تحية إكبار وتقدير لرجل قدَّر النقد قدره، وواجه التساؤلات بموضوعية ورحابة صدر، وكم نحن بحاجة إلى مسؤولين يقتدون به بحيث لا يثورون ولا يغالطون ولا يناصبون النقاد العداء، وهل هناك أعز عندي من الدعوة الشخصية التي وجهها لي سموه لزيارة الهيئة والوقوف على منجزها؟ إنها الأصالة والأخلاقيات، ومع هذا فلن تدرأ الطيبة لذعات النقد فيما نستقبل من أيام).
- وفي الصفحة الثانية والعشرين نجد تحقيقاً موسعا عن (المعرض الدولي العاشر للكتاب) الذي تنظمه جامعة الملك سعود في الرياض في الفترة من السابع إلى السابع عشر من شهر شعبان 1425هـ، وجاءت تغطية الجزيرة المسبقة لهذا الحدث الثقافي العلمي في صفحة كاملة من الجريدة، ليظهر جليا ريادة الجزيرة وسبقها ومبادرتها لأعمال صحفية ناجحة متميزة، وسلمت أنامل الأخ عبد الرحمن المصيبيح التي خطت حروف ذلك التحقيق وكلماته. ولقد جاء التحقيق جامعاً مانعاً؛ جامعاً، لأنه بين أهم جوانب المعرض والأنشطة الثقافية المصاحبة له. ومانعاً؛ لأنه أجاب عن أسئلة قد تخطر على بال الزائر للمعرض، وقد يسألها أحد من الناس قبل أو بعد المعرض. كما تضمن التحقيق أقوال بعض قادة العلم والفكر في بلادنا - حرسها الله - عن المعرض ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز له.
إن عناية جريدتنا (الجزيرة) بمثل هذا الحدث دليل وعي وحماس وحب للمبادرة والسبق لدى العاملين في التحرير. نتمنى لهم مزيداً من التوفيق والسداد للنهوض بالجريدة، ومواصلة السير بها الى مصاف الصحف العالمية الفائقة في حسن اعدادها وجودة طرحها ودقة متابعتها لكل جديد مفيد.
وفي الصفحة الثلاثين من الجريدة نجد قصيدة من شعر التفعيلة للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي، وقد جاءت بعنوان: (هنالك فجر جميل)، وهي قصيدة جميلة في أفكارها ومعانيها ولكن مما قلل من شأنها ان كانت على غير الشعر العمودي الأصيل!!
وحينما نصل الى الصفحة الثانية والثلاثين نجد سبعة موضوعات وتعقيبات جميلة، منها تعقيب بعنوان: (الحجاب شعيرة لا ظاهرة!!) لكاتبه ماجد بن محمد العسكر، وهو تعقيب على مقال الكاتب محمد الدبيسي بعنوان: (حجاب) في الجزيرة في عددها 11668 وقد أوضح المعقب أن الحجاب في الإسلام شعيرة وجزء من الدين وليس ظاهرة أو عادة طرأت على حياة الناس ويمكن أن تتغير حسب تغير الزمان والمكان وأحوال الناس، وفرق بين شعائر الدين الثابتة الأصيلة، وبين العادات والتقاليد التي لا صلة لها بالدين.
وإذا كان الدبيسي يربط بين حادثة الأسيرين الفرنسيين في العراق وبين موقف فرنسا من الحجاب ويقتنع بأن ما حدث هناك يمثل موقف الاسلام فإن ذلك خطأ، وخطأ الفرد من أفراد المسلمين أو الأفراد يتحملونه هم، والإسلام من أخطائهم بريء.. وهذا لا يحتاج إلى سنين فيها نثبت للعالم ما هو الإسلام الصحيح!!
وفي تعقيب آخر يكتب محمد المنصور الشقحاء تعقيباً على مقال الدكتور حسن بن فهد الهويمل الذي كان بعنوان (مساكين أهل الأندية الأدبية). وقد جعل الشقحاء تعقيبه بعنوان (الأندية الأدبية وخراب الكبرياء)، وأوضح في تعقيبه أن نظام الأندية الأدبية الذي أصدرته الرئاسة العامة لرعاية الشباب - يوم أن كانت الأندية الأدبية تابعة لها - كان واضحاً وصريحاً، وخاصةً في مسألة تعيين جمعية عمومية لكل ناد، وتنتخب الجمعية مجلس إدارة يدير النادي لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط، أما الواقع فإن مجالس إدارات الأندية الأدبية امتدت فترة أكثرها من عام 1400هـ ولم يتغير حتى الآن!! وهذه أهم جوانب الضعف والرتابة في عمل الأندية، وقد أنصف الشقحاء، وهو عضو في مجلس إدارة أحد الأندية، حينما قال: نحن لا ننكر ما قامت به الأندية من جهود وعطاءات للثقافة والأدب وروادهما على مرّ السنين الماضية.
ولكن الأستاذ الشقحاء لم يرَ مبرراً للأفكار التي طرحها الهويمل في مقاله، وشكوى الهويمل من كتابات من ينقدون الأندية الأدبية وينالون منها ومن مديريها.
عبد العزيز بن صالح العسكر
ص ب 190 الدلم 11992 |