Monday 4th October,200411694العددالأثنين 20 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

« الجزيرة » استطلعت آراءهم في كندا « الجزيرة » استطلعت آراءهم في كندا
من مختلف قارات العالم.. يدافعون عن المملكة وينفون عنها تهمة دعم الإرهاب .. بلادكم متحضرة وراقية

* تورنتو - فهد الغريري:
تشهد الرياض هذه الأيام فعاليات المنتدى الإعلامي السعودي الثاني بعنوان: (صورة المملكة العربية السعودية في العالم) الذي يكتسب أهميته من الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الصورة الذهنية لدى الشعوب عن بعضها وفي ظل الهجمة المغرضة التي تتعرض لها المملكة مؤخراً كان من اللازم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لإبراز الجانب المشرق في تركيبتنا الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالحضارة الإسلامية العربية.
ومع التوتر السياسي والفكري الحاصل في المنطقة، ولما للمملكة من ثقلين اقتصادي على مستويات عالمية مختلفة، وسياسي على مستوى هذه البقعة المشتعلة من خريطة العالم، فكان لزاماً أن يزج باسمها في أغلب الأحداث السياسية المؤثرة في المنطقة بداعٍ أو غير داعٍ، وكان ذلك مدعاة لأن تعرف الكثير من الشعوب في أدنى الأرض وأقصاها - حتى تلك الشرائح من البشر البعيدة كل البعد عن الاهتمام بالسياسة أو مجرد الثقافة العامة - اسم المملكة معرفة ( لا معرفية) حيث شابها الكثير من الخلط والتشويش.
عندما تم قتل الرهينة الكوري في العراق قبل شهرين على يد من يتسمون بالإسلام كنت ترى الكوريين صبيحة اليوم التالي هنا في كندا يحملون الصحف، ويتناقلون الخبر وملامح الذهول على وجوههم، وتناقلت وسائل الإعلام رسالة
كوريا قال فيها أحد مواطنيها (لقد كرهت الإسلام بعد أن كنت أكره بوش أما هنا قد امتد الخلط ليشمل السعوديين أنفسهم ولم يكن من الغريب أن يخاطبك أحد الكوريين:( عندما يعلم أنك سعودي) مشيراً إلى الخبر في صحيفتهم متسائلاً لماذا تفعلون ذلك؟! وخصوصاً مع ارتباط أحداث 11 سبتمبر بالسعوديين في
أذهان الرأي العام العالمي بمباركة من الإعلام الأمريكي الصهيوني من البرازيل إلى اليابان هم الأشخاص الذين التقت بهم (الجزيرة) في مدينة تورنتو ملتقى الثقافات والأعراق الأكبر في كندا لنستكشف صورة المملكة في أذهانهم، حرصنا أن ننتقيهم من الطلاب وليس من المتخصصين وذلك بحثاً عن صورة أكثر عفوية، فماذا قالوا؟
*****
بلادكم متحضرة وراقية
أنتم تدفعون الكثير من المال يا رجل! هكذا بدأ انطونيو البرازيلي (23 سنة) حديثه مشيراً إلى تعاقدات الأندية السعودية مع المدربين واللاعبين البرازيليين، وعندما أوضحت له أني أتحدث عما تناقلته وسائل الإعلام حول الإرهاب وعلاقة السعودية به قال (سأكون صريحاً معك، في بلادي لا أصادف سعوديين ولكن لدينا عرب كُثر وأنا أحب الأكل العربي وأرتاد المطاعم العربية بكثرة ولمست أن العرب يتعاملون باحترامٍ وبودٍ مع الآخرين، صحيح أن هناك نماذج سيئة ولكنها تظل قليلة، وهكذا أنظر لبلادكم بعد حادثة سبتمبر، لي أصدقاء لعبوا في المملكة، وأتوا من هناك بذكريات جميلة حول تعامل السعوديين وذكروا لي أن بلادكم متحضرة وراقية).
انطونيو لم يترك لأي سؤالٍ آخر مجالاً فقد قال ضاحكاً (لا تقلق.. أنا أثق بكلام أصدقائي أكثر من ثقتي بالإعلام الأمريكي).
لن أكره السعودية
اندي (شاب ألماني) (20 سنة) تبدو على وجهه علامات المرح وقد بدأ كلامه بقوله:( أعرف أننا هزمناكم بالثمانية) قالها ضاحكاً قبل أن ترتسم على وجهه علامات الجدية وهو يكمل (اسمع.. أنا مولود لأبٍ مسيحي وأم يهوديةٍ ولكني مختلف معها ومع أهلها لأني أرفض جرائم الحكومة الإسرائيلية فيما يؤيدونها ولكن ذلك لا يعني أني اكره اليهود، أنا ضد قتل الأبرياء أيا كانوا، ومثلما أنا ضد جرائم أمريكا في العراق فأنا أيضاً ضد جرائم القاعدة في العالم ولكني لن أكره السعودية وأهلها: عندنا مثل في الألمانية وأعتقد أنه موجود في (الإنجليزية أيضاً ويقول المثل:( يدك واحدة ولكن أصابعها ليست متساوية).
أعز أصدقائي سعودي
براندون و (اركيليا) زوجان مكسيكيان شابان (24 سنة) وعندما علم الزوج بأني سعودي بادرني لن أصرح لك بأي شيء إلا إذا عاهدتني بأن تستقبلني في السعودية وسألبس زيكم حتى تزوجني من ثلاث أخريات) ثم ضحك وهو يلتفت إلى زوجته فيما دفعته بيدها غاضبة، قال لي براندون (هل تعلم أن أعز أصدقائي هنا هو سعودي من الرياض؟ أحبه كثيراً لأخلاقه ورجولته فنحن مثلكم نهتم بالمواقف الرجولية بين الأصدقاء، كما أننا نتشابه كثيراً في المظهر الخارجي، وقد قلت لصديقي: لا أصدق أنه ممكن أن يخرج من بلادك إرهابيون إلا أن يكونوا شاذين.
وهذا موجود في كل بلد براندون لديه معلومات لا بأس بها حول المملكة وقوانينها، وقد أشار إلى تطبيق القصاص على القتلة قائلاً (أضحك كثيراً على من يعيب المملكة في هذه النقطة، نحن في المكسيك نعاني من الإجرام والقتل وأتمنى لو يطبق هذا النظام لدينا، فالقاتل المكسيكي لا يفكر بأكثر من قيمة الرصاصة قبل أن يقدم على جريمته!
أما زوجته فقد قالت (سمعت أن المرأة لديكم تتغطى بحيث لا يخرج من جسمها أي شيء، لم أحبذ هذه الفكرة، ولكني أحببت مبدأ الاحتشام، وإعزاز المرأة لنفسها وأيضاً الغيرة عليها.. إنه إحساس جميل).
راقون، مرحون، مثقفون
قابلني باحتفالية وفرح وهو يقول (أنت سعودي)؟ أنا أحبكم وأحب بلدكم، حقيقة اتمنى زيارتها، لم تطل فترة عجبي لأن (دي فن) الكوري (21 سنة) أوضح لي أن والده أقام في المملكة قبل خمس وعشرين عاماً حيث كان من بين الكوريين، الذين عملوا في إنشاء الطرق السريعة مع ازدهار حركة التنمية في البلاد وأضاف والدي عاد من بلادكم بذكريات جميلة وهو يقول إنكم شعب طيب جداً، وقد شاهدت ذلك في الطلاب السعوديين الموجودين هنا، انهم راقون في التعامل، مرحون وهم أيضاً مثقفون وقد اندهشت أن بعضهم حدثني عن التاريخ الكوري القديم وكانوا متعاطفين جداً بخصوص فظائع الجيش الياباني في كوريا قديماً وحول ربط اسم المملكة بالإرهاب قال ضاحكاً هذه الصفات التي قلت لك إنها موجودة لديكم اختصرها لأقول إن لديكم من الإنسانية ما لا يوجد في حكومة أمريكا وإعلامها الذي غزا العالم.
الخير والشر في كل مكان
وقال مواطنه (ين هي 22 سنة) وعلامات الحزن تبدو على وجهه ( ما زلت حزيناً على مواطني الذي قتل في العراق، وأعرف أن هناك سعوديين يقاتلون هناك، وأقرأ حول منظمة القاعدة وأن زعيمها كان يحمل الجنسية السعودية قبل أن تسحبها منه الحكومة، وهذه المعلومة عرفتها من أحد الطلاب السعوديين هنا ولم يأتِ ذكرها في الصحف، وأنا أعتقد أن الإعلام الذي يخفي الجوانب الجميلة هو من يبذر الشر والعنف في النفوس ثم أضاف مؤكداً ولكن هذا لا يعني أني أحمل شعوراً سيئاً تجاه بلدكم، فأنا لا أعرف عنكم الكثير ولكني متأكد أن الخير والشر موجودان في كل مكان ولن أغير هذه القناعة وخصوصاً بعد أن أتيت هنا وتعرفت على سعوديين أكدوا لي قناعتي هذه.
ليس من حقهم أن يكرهوكم
آيا يابانية الجنسية (28 سنة) واسمها يحمل معى (الرسالة القديمة) او المقدسة كما أوضحت، وقد فرحت كثيراً عندما قلت لها إن (الآية) لدينا هي كلام الله المقدس الذي أرسل إلى البشر، وقالت لهذا أميل إليكم، أعرفكم من خلال الأخبار الاقتصادية والرياضية قبل السياسية، تردد اسمكم كثيراً في كأس آسيا والعالم، والرياضة أحد مظاهر الحضارة ولذلك لا أصدق وصفكم بأنكم همجيون أو متخلفون، كما أننا نشترك في حضارتنا القديمة العظيمة وهذا التقارب يجعلني لا أصدق كل ما يقال عنكم .
أما مواطنتها (يوري نوي) (24 سنة) فقد قالت دمرتنا أمريكا بالقنابل النووية قبل نصف قرن ومع ذلك فنحن الآن لا نكره الأمريكيين، وليس من حقهم أن يكرهوكم لجريمة أفراد أنا متأكدة أنهم شاذون عن طبيعتكم.
لا أصدق سماسرة الحرب
ماثيو معلم كندي (35 سنة) يقول إنه مر عليه الكثير من الطلاب السعوديين، مشيراً إلى أنهم كانوا من أفضل الطلاب في الأخلاق والتحصيل العلمي كما وصف السعوديين بأنهم اجتماعيون مقارنة بباقي الطلاب وخاصة أولئك القادمين من شرق آسيا، ماثيو يتمنى أن يزور المملكة، ويضيف (سافرت إلى مصر ورأيت الصحراء هناك وقد أحببتها، ولكني سمعت أن الصحراء لديكم ذات طابع مختلف ومميز سألته ان كانت فكرته قد تغيرت بعد الأحداث الأخيرة وما يتردد في الإعلام حول الإرهاب السعودي؟ فضحك قائلاً: أي إعلام تقصد؟ أنا لا اعترف بما يردده الأمريكيون، أنهم سماسرة حرب وهؤلاء ليسوا أهلاً للثقة حتى ان شرورهم طالت العالم أجمع، وأنا لدي قناعة ان أي هدفٍ يشن إعلامهم حملة عليه هو بالتأكيد! عكس ما يقولون أو على أقل تقدير ليس كما يصورونه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved