* الرياض - حمود الوادي - فهد الغريري - فارس القحطاني:
برئاسة الدكتور عبدالرحمن العناد - عضو مجلس الشورى - عقد منتدى الإعلام السنوي الثاني مساء أمس الأول جلسته الثانية تحت عنوان (تأثيرات مركز الدراسات الاستراتيجية في بناء الصورة) تحدث فيها الدكتور/ إبراهيم بن عبدالعزيز المهنا (مستشار معالي وزير البترول والثروة المعدنية) حول أهمية مراكز الدراسات التي تقوم بجمع وتمحيص الحقائق والمعلومات من أجل خلق أفكار جديدة موجهة إلى السياسيين والبيروقراطيين، وموجهة كذلك إلى وسائل الإعلام وأصحاب المصالح ورجال الأعمال والرأي العام، مبيناً أهمية الدور الذي تلعبه مراكز الدراسات والتي تصل ميزانية بعضها إلى عشرات ومئات الملايين من الدولارات سنوياً.
ومن ذلك: مراكز الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية والتي بدأت تلعب دوراً متزايداً في الحياة السياسية الأمريكية وعلى كافة المستويات والطرق حتى أضحى تأثيرها أكثر أهمية وعمقاً من تأثير وسائل الإعلام مثل الصحافة والإذاعة والتلفزيون.
بل إن الكثير منها تعمل على إصدار الصحف والمجلات التابعة لها كمحاولة منها لتعزيز أثرها.
هذا وكان الدكتور المهنا قد أشار إلى الحاجة التي تكتنف الحكومات العربية والمؤسسات المختلفة لإنشاء علاقة تذكر مع المراكز الفكرية والعلمية.
حيث قدم مجموعة من التوصيات من شأنها التعامل مع الظاهرة والاستفادة منها، والتي تدعو إلى تشجيع إنشاء مراكز دراسات فكرية مشابهة في المملكة العربية السعودية.
كما أوصى بضرورة القيام بدراسات، وتحليلات مختلف المراكز الفكرية والعلمية وانتماء هذه المراكز والعاملين فيها والمواضيع التي تهتم فيها وكيفية تعاونها مع المؤسسات المختلفة في المملكة (حكومية أو تجارية أو أهلية) وقيام الأجهزة الحكومية المختلفة وبالذات وزارة الخارجية وسفارات المملكة بالتواصل مع هذه المراكز ومتابعة أنشطتها وبحث إمكانية التعاون معها مع تحديد الجهة التي من الممكن أن تساعد في ذلك، إلى جانب إعادة النظر في موضوع الكراسي التي تقدمها المملكة للجامعات الأمريكية، إذ إن المملكة تقوم بتحمل تكلفة عشرات الكراسي في مختلف الجامعات الأمريكية والتي يركز أغلبها على الدراسات الإسلامية.
من جهته ذهب الدكتور/ محمد بن صالح الخثلان في ورقته المعنونة ب(قراءة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى) إلى التأكيد على أن الكثير من الأزمات الدولية حدثت نتيجة الصورة المشوهة لبعض البلدان، وأكد أن المملكة رغم المحاولات المقصودة وغير المقصودة لتشويه صورتها الذهنية ما تزال قادرة على التكيف مع التحديات بالشكل المناسب منوهاً إلى حساسية السعوديين للنقد الموجه لهم.
واستطرد الخثلان في قوله: إننا لم نجد أي تقرير عن المعهد يدعو إلى نظرة للعلاقات السعودية الأمريكية.
كما قدم الدكتور عبدالله الطاير ورقة علمية بعنوان (دور مراكز الدراسات المستقلة في تحسين صورة المملكة العربية السعودية في أمريكا) ركز فيها على الدور الذي يمكن أن تؤديه مراكز الدراسات المستقلة في إظهار الوجه المشرق للمملكة.
وأوصى بأن يهتم القطاع الخاص بتمويل المراكز البحثية المستقلة سواء مركز الدراسات السعودية أو غيره، وأن يعتمد على الباحث السعودي لأن الإعلام الأمريكي ومراكز الدراسات والمؤسسات العلمية والبحثية جميعها متعطشة للصوت السعودي.
ونوه إلى أن التركيز على مراكز الأبحاث ومن ثم تسويق منتجاتها وخدماتها من خلال وسائل الإعلام المحلي وفق استراتيجية واضحة سوف يمكن من تكوين جماعة الضغط لصالح القضايا السعودية ويزيد من الاهتمام مستقبلاً بالشأن السعودي.
واختتمت الجلسة بورقة علمية مقدمة من الدكتور محمد بن سليمان الأحمد تحدث فيها عن توظيف مخرجات الإحصاء العامة في دعم صورة المملكة في العالم، مبيناً أهمية التعداد السكاني في المملكة والكوادر المؤهلة من هذا التعداد والتي من شأنها تقديم نموذج مشرف يوضح صورة المملكة الحقيقية، ويصحح المفاهيم الخاطئة عند البعض.
الجدير بالذكر أن الجلسة تخللها العديد من المداخلات والنقاشات والتي أثرت الطروحات المختلفة وشكلت إضافة واضحة إليها.
|