* الرياض - فارس القحطاني - حمود الوادي - عبد العزيز الكناني :
تواصلت أمس الأحد جلسات منتدى صورة المملكة العربية السعودية في العالم ، حيث عقدت الجلسة الخامسة بعنوان (دور المؤسسات الخاصة في تحسين صورة المملكة) وقد ترأسها د. فهد الطياش الذي أشار في بداية الجلسة إلى الدور البارز الذي يلعبه القطاع الخاص في مجال إبراز صورة المملكة ، مشيراً إلى أن الشركات والمؤسسات الخاصة وفي الآونة الأخيرة تقوم بتخصيص جزء من ميزانيتها للمشاركة الاجتماعية ، وكذلك لها أهداف أخرى من خلال المشاركة الاجتماعية كفتح الأبواب للأسواق الجديدة لتحسين صورة العملاء ودعم الصورة الذهنية للشركات لدى العملاء.
عقب ذلك فتح المجال للمشاركين لطرح أوراق عملهم ، ففي البداية شكر مصطفى الجلالي نائب رئيس شركة أرامكو لشؤون أرامكو السعودية المنظمين والقائمين على المنتدى.
وبدأ في ورقته بنبذة تاريخية عن الشركة مؤكداً بأنها ومنذ بدئها قد تشكل لديها فكرة بأنها جزء لا يتجزأ من المجتمع الذي تعيش فيه.. وبأنها تعتبر سفيرة للمملكة لدى دول العالم ، وأكد الجلالي بأن أرامكو السعودية لا يمكنها ان تهمل انتماءها الوطني السعودي ، كما أن صورة المملكة في العالم سوف تؤثر سواء بالسلب أو الإيجاب على الشركة وأعمالها في الخارج ، وقد كان الهجوم على المملكة يقوم على التشكيك في إمكاناتها في الصناعة البترولية.
مضيفاً أنه ومن هذا المنطلق فقد بذلت أرامكو جهوداً ونشاطات لتحسين صورة المملكة في الخارج ، وذلك من خلال المطبوعات التي تمثلها نشرة أرامكو العالمية والتي توزع بواقع أكثر من مليون وربع المليون نشرة في انحاء العالم ، وهي تحمل في طياتها سمات المجتمع السعودي الودود والتسامح.
ومن النشاطات التي قدمتها الشركة قال الجلالي : ان الشركة قد شاركت في المعارض والمؤتمرات في الداخل أو الخارج وعملت على إيضاح صورة المملكة بشكل ما هي عليه في الواقع ، ومن الجهود التي تبذلها الشركة هو تواصلها مع موظفيها ومتقاعديها وبالذات الأمريكيين.
وأردف الجلالي قائلاً : ان من ثمار هذه الجهود والنشاطات أن أوجدت المطبوعات قنوات تواصل مع الأجانب ، كما أوجدت هذه النشرات جبهة دفاعية عن المملكة في العالم بعد الهجوم على المملكة عقب أحداث 11-9 ، كما شهد موقع شركة أرامكو السعودية على شبكة الإنترنت خلال شهر واحد زيارة 4 ملايين شخص له 70% منهم من الخارج.
وأشار الجلالي إلى أن معرض أرامكو الدائم في الظهران كان له دور كبير في ترسيخ صورة المملكة في أذهان كل الوفود والزوار ، وبأنها دولة تعيش واقعها بكل جدية وبأنها تؤكد فكرة الدولة المسالمة ، وأوضح الجلالي بأن ما حدث بعد أحداث سبتمبر هو تطور تكتيكي ولذلك فإن الشركة ليست في حاجة لتغيير المنهج الاستراتيجي لها ، فكان لا بد من تغيير تكتيكي تعمل عليه الشركة من خلال تكثيف الجهود وزيادة الدعم والاستفادة من قنوات التواصل ، لمواجهة هذه الهجمة على المملكة ، واستخلص الجلالي أن الهجوم على المملكة قديم وما حدث هو تطور فقط ، ولا بد من تحديد جوهر المشكلة وتحديد الأهداف الإعلامية لمواجهته ، كما لا بد من تقدير حجم المشكلة وتحديد الأهداف الاستراتيجية القريبة والبعيدة ، ولا بد من اختيار أشخاص يمثلون مجتمعنا السعودي خير تمثيل أمام العالم.
الآليات والبرامج
عقب ذلك ألقى حسن العمري رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للتأمين ميثاق ورئيس المؤسسة العربية للأبحاث ورقة عمل بعنوان (تحسين صورة المملكة في العالم) الآليات والبرامج ، وأشار العمري في بداية ورقته إلى القصور من بعض الجهات في الاعتناء بالضيوف ، وكذلك سوق العمل وما يترتب عليه من عدم وجود آلية واضحة لحفظ حقوق العمال من تعسف إداراتهم أو شركاتهم ، وكذلك بعض الممارسات السلبية التي يقوم بها أرباب العمل تجاه مكفوليهم.
وأشار العمري الى أن السياح السعوديين خلال الـ15 سنة الأخيرة قد أعطوا فكرة خاطئة عن وطنهم وعن المملكة كدولة إسلامية ، وما حدث من تورط عدد من السعوديين في احداث 11 سبتمبر أعطى حجة للغرب في تهجمهم على السعودية والنظر إليها على أنها دولة داعمة للإرهاب ، وما يقال عن المناهج الدراسية السعودية وبأنها مغذية للإرهاب ، وسائل الإعلام الغربية تقوم بالانتقائية لبعض الصور السلبية وتعميمها على الدول الإسلامية.
الصورة الذهنية
ثم تناول الدكتور عبد العزيز تركستاني مستشار في مكتب معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في ورقته الصورة الذهنية التي لها خمسة أبعاد : وهي البعد البشري ، البعد التقني ، البعد الأيديولوجي ، البعد التسويقي ، البعد الاتصالي ويشمل توزيع القدرات الاتصالية وهي الصورة الذهنية التي تنلقها وسائل الإعلام ، مؤكداً بأن الصورة الذهنية لها مصدران : الأول : الخبرة المباشرة وهي احتكاك الفرد المباشر مع المؤسسات والأفراد والأنظمة والقوانين ، والخبرة غير المباشرة وهي رسائل شخصية أو عبر وسائل الإعلام عن المؤسسات وأحداث وأشخاص.
وأشار تركستاني إلى أن البرنامج العلمي لبناء الصورة الذهنية هو في تأسيس لجنة وطنية لإدارة الصورة الذهنية للمملكة ، وأن هذه اللجنة تتكون من مسؤولي العلاقات العامة في المؤسسات والجهات الحكومية والأهلية ، وأن تكون أهدافها هي دراسة وتخطيط برامج الزوار وضيوف المملكة ، وأن يكون المجلس بمثابة حلقة وصل بين الجهات الداخلية والخارجية من خلال السفارات في الخارج.
وقال : إن من وظائف اللجنة توظيف وسائل الإعلام والإعلان وكذلك توطيد العلاقات مع السفارات والمراكز الإعلامية وتفعيل النشر والمطبوعات ، وكذلك رصد وتحليل كل ما ينشر حول صورة المملكة وتفعيل برامج البرتوكول كإضافة الوفود وأخيراً تفعيل البرامج الأكاديمية .. وقال التركستاني : ان الأحداث الأخيرة فتحت أبواب الصراع الثقافي والحضاري على مصراعيه ، كما بدأت دول العالم تهتم بتحسين صورتها في الخارج أكثر من قبل.
الاستثمار الإعلامي
تلا ذلك ورقة عمل للدكتور توفيق السويلم مدير دار الخليج للبحوث والاستشارات الاقتصادية ونيابة عن الدكتور عبد العزيز المقوشي دكتوراه الفلسفة في الصحافة بعنوان الاستثمار الإعلامي لعلاقات المملكة التجارية والاستثمارية في دول العالم.
وبدأ السويلم ورقته بقوله : ان المملكة صرح شامخ وليست بحاجة إلى من يدافع عنها لأنها شامخة ومكانتها محفوظة في العالم العربي والإسلامي ، وأن الغربيين لا بد من محاورتهم باللغة التي يفهمونها ، وأشار السويلم في دراسته التي قام بها من عام 1975م : 2002م بأن الملكة قدمت مليارات الريالات ، كصادرات وواردات لـ142 دولة حول العالم ، متسائلا أليس هذا كافياً لكي تحب المملكة من قبل هذه الدول التي تربطها بالمملكة صلات اقتصادية.
وقال : إن المملكة يعمل فيها أكثر من 126 جنسية مختلفة وهذه الأعداد الهائلة من العمالة يصدرون مليارات الريالات إلى دولهم.
وأشار السويلم الى أنه هناك فقر دم في بعض وسائل الإعلام السعودية وإننا بحاجة إلى مواكبة الأحداث المتسارعة على المستويين الإعلامي والتقني.
وأوضح السويلم بأن الدول التي تتعامل مع المملكة اقتصادياً قسمت إلى 10 مستويات وبأن جميع هذه المستويات استفادت من المملكة اقتصادياً.
تنمية الصورة
عقب ذلك ألقى وليد أبو خالد عضو معهد الهندسة الصناعية والأنظمة الإدارية ورقة عمل بعنوان (دور الشركات الكبرى في تحسين صورة المملكة).
أكد أبو خالد أن صورة المملكة في الخارج تنعكس على الأفراد والشركات الأجنبية واستثماراتها في المملكة ، وأن وسائل الإعلام الغربي تستقي معلوماتها من القنوات التلفزيونية والمقروءة.
وأشار أبو خالد الى أن الرسالة الفعلية لا بد ان تكون للخارج وليس للداخل ، كما لا بد للإعلام السعودي من وصوله إلى العالمية لتوضيح صورة المملكة في عيون الغرب.
عقب ذلك فتح باب النقاش والمداخلات للحضور.
الجدير بالذكر أن جريدة (الجزيرة) هي الراعي الإعلامي للندوة.
|