* مكة المكرمة - عبيد الله الحازمي- عمار الجبيري:
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - حفظه الله- رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة مساء يوم أمس الأول الحفل الختامي لمسابقة الملك عبد العزيز الدولية السادسة والعشرين لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره التي نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بقاعة التضامن الإسلامي بمكة المكرمة بمشاركة 139 متسابقاً في فروع المسابقة الخمسة من مختلف الدول والجمعيات والمراكز الإسلامية والاقليات المسلمة في انحاء العالم.
ثم القى المتسابق من الفرع الاول للمسابقة اسماعيل علي يونس من جمهورية نيجيريا الفدرالية كلمة المشاركين في المسابقة عبر فيها عن شكره وتقديره لحكومة المملكة العربية السعودية على رعايتها السنوية لهذه المسابقة الدولية واحتضان ابناء الأمة الإسلامية في رحاب أم القرى من مختلف دول العالم واتاحة الفرصة لهم للتنافس الشريف على حفظ وتلاوة وتفسير القرآن الكريم، مؤكداً أن هذه الرعاية ليست بمستغربة على هذه البلاد الخيرة وقادتها الذين جعلوا القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة دستوراً لهم في جميع أحوالهم.
وقال ان لهذه البلاد المباركة مكانة عظيمة في نفس كل مسلم فهي دولة القرآن الكريم وحاملة لوائه وخادمة بيته العتيق وراعية الحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية ولذا فإن العبث بأمنها والخروج عن طاعة ولي أمرها ضرب من العبث والاجرام بحقوق البلد الأمين وجماعة المسلمين مؤكدا انه يجب على ابناء هذه البلاد الخيرة قبل غيرهم الحفاظ على هذه المكانة والريادة في العالم الإسلامي ومحاربة أصحاب الفكر الضال الذين وقفوا في وجه الدعوة وشوهوا صورة الإسلام السمحة.
عقب ذلك ألقى الأمين العام للمسابقة عبد العزيز بن عبد الرحمن السبيهين كلمة نوه فيها بما حققته هذه المسابقة من معان جليلة من أهمها شدة التنافس والإقبال على تدارس القرآن الكريم كما ساعدت على التآخي بين ناشئة وشباب الأمة الإسلامية وجمعتهم على صيعد واحد وظهر لهم في واقع حي ومشاهد عظمة هذا الدين القويم الذي جمع بين الناس وألف بينهم على الرغم من اختلاف اللون والجنس واللغة والارض.
وقال معالي الشيخ صالح آل الشيخ إننا في زمن فيه التحدي الكبير ولذلك يجب على حملة القرآن الكريم أن يكون القرآن ديدنهم وان يحملوا هدي القرآن في مواجهة أزمة العصر ألا وهي أزمة الإرهاب فالقرآن هو الذي نهانا عن الغلو بجميع انواعه: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ} وهو الذي وصفنا بالأمة الوسط {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} فأهل القرآن ودولة القرآن وأحباب القرآن هم الوسط المعتدلون وهم العدل الخيار وهم الذين يبتعدون عن اطراف الغلو جميعاً وعن اطراف الانحلال جميعاً.
وتساءل معاليه هل نحن اذا اخذنا بالقرآن فإنه يجب علينا ان نواجه الارهاب لا لارضاء فلان او فلان او جهة وإنما لحمل امانة الله لان الغلو في الدين الذي أدى إلى الارهاب هو الذي خشي منه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لامته إياكم والغلو إياكم والغلو إياكم والغلو وهذا يعني اننا نأخذ بالاعتدال في أمورنا كلها هذا الارهاب الذي أدى بأهله ان يخالفوا نصوص القرآن خالفوا قول الله جل وعلا انتهكوا حرمة الأموال والنساء والاطفال وان عملهم مخالف لهذا الدين ومخالف للقرآن لا يشك في هذا من له أدنى مسيس بهذ القرآن وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم فيجب علينا جميعاً أن نحمل هذه الراية راية مواجهة من أراد الغلو في دين الله.
اثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة كلمة عبر عن شرفه بحضور هذه الأمسية المباركة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه- والتقائه بأهل الله وخاصته حفظة كتاب الله الكريم الذين جاؤوا من شتى البقاع للمشاركة في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره.
وأوضح ان هذه المسابقة ما هي إلا أحد الأنشطة الإسلامية التي تقوم بها المملكة العربية السعودية منذ سنين خدمة للكتاب من جهة وخدمة للأمة الإسلامية وبالذات شبابها من جهة أخرى.
وأكد سموه ان خدمة المملكة للقرآن الكريم سواء عن طريق اقامة المسابقات العديدة لحفظه وتجويده أو عن طريق طبع وتوزيع المصحف الشريف في ارجاء العلم او عن طريق العمل الإعلامي من خلال اذاعة القرآن الكريم مشيراً إلى أن هذه الخدمة ليست اهتماماً جانبياً وليست استجابة لظرف طارىء انها خدمة نابعة من منهج المملكة الذي ترتكز عليه في بناء شخصيتها داخلياً واداء رسالتها خارجياً.
وقال ان هذا المنهج يتمثل في انهاء دولة إسلامية تسعى لتطبيق الإسلام في صورته الصحيحة وأصح صور للإسلام هي التي يرسمها هذا القرآن الكريم فيما يقرره من عقائد وقيم ومناهج تشريع متسائلاً سموه وهل يشك في ذلك مسلم؟
وأضاف يقول ولهذا كان القرآن ومعه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم التي أمر القرآن باتباعها كانا الموجهين لحركة المجتمع السعودي فعليهما تقوم المناهج الدراسية والقضاء الشرعي وفي ميزان القرآن والسنة يتعامل المجتمع السعودي مع الثقافة المعاصرة ومنجزات الحضارة فما لم يخالف هذين المصدرين اخذنا به واستفدنا منه وما خالفهما رفضناه لاننا نعلم انه فساد وضرر.
وأردف سمو الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز يقول ان قناعتنا- ولا شك انها قناعتكم بل هي في الحقيقة قناعة كل مسلم يعرف قرآنه واسلامه- ان القرآن الكريم هو مصدر العز والنهوض الحضاري وحل المشكلات الاجتماعية وتجاوز التخلف والتاريخ يشهد بهذا، فالمسلمون ما إن حملوا كتاب الله مع بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى اصبحوا امة حضارة وتأثير عالمي.
وأكد سموه ان حضارتنا الإسلامية التي قامت على هدي القرآن الكريم ابرزت الصورة الإنسانية التي تتصف بالعدل والرحمة ورعاية الكرامة الآدمية وحب الخير للبشرية حتى شهد غير المسلمين بهذه الحقيقة، مشيراً إلى أن اليهود يشهد كثير من مؤرخيهم المنصفين ان افضل الحضارات التي تمتعوا فيها بالأمان على انفسهم ومصالحهم ودينهم هي الحضارة الإسلامية.
وقال ولهذا فإن مما يثير العجب وسوء الظن ان نسمع اليوم بعض المثقفين: الساسة يتهمون القرآن بأنه يربي على الارهاب ويتهمون من يعتزون بالقرآن ويطبقونه بأنهم ارهابيون متسائلاً أليس مصادماً للعقل ومثيراً للذهول ان يقول قائل ما دامت السعودية تجعل القرآن دستورها فستظل دولة ارهابية وأول ما يرد على هؤلاء آيات القرآن نفسه التي تنبض عدلاً وإنسانية ودعوة لحب خير البشرية ونهياً عن الظلم والافساد والتعدي على حقوق الناس مسلمين أو غير مسلمين كما يرد عليهم تاريخ الحضارة الإسلامية التي شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء.
ومضى سموه يقول وآخر ما يرد عليهم الواقع الحي الذي تعيشه المملكة العربية السعودية فهي تتبنى القرآن الكريم وتحكم به منذ مائة سنة حتى الآن ليس في سجلها والحمد لله احتلال لأراضي الآخرين ولا دعم لعصابات الافساد ولا تدخل في شؤون الدول الاخرى انها بالعكس من منطلقها الإسلامي تسعى دائماً لجمع القلوب والاصلاح والتعاون مع الدول الاخرى اسلامية او غير اسلامية على رعاية المصالح ودرء المفاسد وحفظ الحقوق.
وقال ان من خطل الرأي ايها الإخوة ان يستدل على ان القرآن يدعو للارهاب بأن بعض العابثين المفسدين يستشهدون لتبرير جرائم التفجير والتدمير بالقرآن أليس المنطق السليم ان يستشهد من خلال مواقف العلماء الشرعيين وبيانات المثقفين المسلمين الذي يدينون هذه الجرائم مستندين استناداً حقيقياً لا مزيفاً بنصوص القرآن والسنة لكن التاريخ كفيل بأن يكشف الحقيقة وينفي الزيف ولو بعد حين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وعبر سمو أمير منطقة مكة المكرمة عن شكره لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وسائر القائمين على أمور هذه المسابقة وكافة من اسهم فيها على ما بذلوه من جهد في الإعداد والتنفيذ.
بعد ذلك تفضل سمو أمير منطقة مكة المكرمة بتسليم الجوائز للفائزين في فروع المسابقة الخمسة.
|