Monday 4th October,200411694العددالأثنين 20 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "متابعة "

فيما شلت حركة الطرق الجبلية فيما شلت حركة الطرق الجبلية
سيول وادي الجوة ببني مالك تجرف ثمانية أشخاص وتدفن سيارتين وعدداً من الماشية

  * الداير - بني مالك- جبران المالكي - إبراهيم بكري:
لم يكن يوم أمس يوماً عادياً لسكان بني مالك، فمنظر الجثث تطفو فوق السيول والسيارات تدفنها السيول مازال عالقاً في مخيلتهم، فقد واصلت الأمطار الغزيرة هطولها على بني مالك لليوم الثاني على التوالي وفاض وادي (الجوة) آل سعيد يوم أمس بالسيول الجارفة القادمة من أعالي الجبال وأتى على الأخضر واليابس وأدى إلى انجراف سيارتين أحدهما (هايلوكس) بغمارتين تابعة لشركة الجهاز لأعمال الكهرباء وكان بها خمسة أشخاص جرفتهم السيول وتمكن المواطنون الذين كانوا موجودين في الموقع بالتعاون مع أفراد من حرس الحدود من إنقاذ أربعة أشخاص بعد جهود جبارة ومعاناة وسط السيول، أما الخامس وهو من الجنسية المصرية فقد جرفته السيول بعيداً وعجز الحاضرون من المواطنين عن إنقاذه بعد أن تعذر وصول الدفاع المدني بسبب المزلقانات التي كانت حائلاً دون الوصول إليه وقد اضطر الدفاع المدني إلى الاستعانة بسيارة شحن كبيرة (تريلا) لعبور المزلقان في وسط الوادي تبرع بها أحد المواطنين وتم الوصول إلى المصابين الأربعة، حيث تم وضعهم في داخل (التريلا) لنقلهم إلى أحد المستوصفات القريبة لتقديم الإسعافات الأولية.
أما أحد المواطنين الذي كان في داخل الوادي مصطحباً إحدى المعلمات التي تعمل في إحدى القرى البعيدة كمعلمة لمحو الأمية يرافقها والدها فقد داهمتهم السيول داخل الوادي بعيداً عن أنظار الناس وكانت معاناتهم كبيرة، حيث أخذوا في الصراخ إلا أنه لا مجيب وقد دفن السيل سيارتهم من نوع صالون وجرف المعلمة ووالدها وكانت العناية الإلهية حاضرة، حيث قذفتهم السيول في جنبات الوادي ولكن كل منهم كان في جهة وعاش فترة عصيبة وكان الوقت ليلاً وظلت المعلمة جانباً بعد أن قذفها السيل وتقطعت بها السبل في ظلام دامس ومنطقة جغرافية صعبة المسالك وكان السيل قد نال منها ما نال وكل من الأب والبنت ظن أن السيل قد جرف الآخر حتى هدأت السيول والعثور عليهما بعد أن ظن كل واحد منهما أنه لن يرى الآخر.
وقد تم نقلهما حيث كانت المعلمة في وضع نفسي سيء وتتمنى زوال الظروف التي أجبرتها على العمل في تلك المنطقة النائية.
سائق الصالون (محمد) تحدث ل(الجزيرة) قائلاً: نزلت من الجبل عائداً إلى منزلي وكنت اصطحب معي أحد الجيران ومعه ابنته التي تعمل معلمة في محو الأمية في إحدى القرى البعيدة وداهمتني السيول وانطفأ محرك السيارة وكنّا نصرخ وننادي ولا مجيب بسبب طبيعة المكان وجرفتنا السيول وبفضل الله ألقت بكل منّا في مكان ونحمد الله على السلامة على الرغم من هول الصدمة فقد كنّا نظن أنها النهاية ولكن لطف الله وعنايته حفظتنا فلله الحمد.
وعن أسباب تأخر الدفاع المدني في محاولة الإنقاذ أوضح مصدر بالدفاع المدني بالمحافظة أن المزلقانات التي تمتلئ بالسيول قد شلت حركتهم في الإنقاذ وأصبحوا عاجزين عن تقديم أي مساعدة والتنقل بين الأحياء بسبب عدم وجود الجسور التي يستطيعون التنقل من خلالها.
وكانت (الجزيرة) في عددها يوم أمس قد نقلت مطالبة المواطنين بإقامة جسور لحمايتهم من السيول الجارفة في تلك الأودية.
المعاناة لم تتوقف عند هذا الحد فقد جرفت السيول من وادي الجوة قطيعاً من ماشية المواطن (سعيد التليدي) الذي يقيم بالقرب من الوادي قدرها بأكثر من عشرين رأساً من الضأن، حيث تحدث ل(الجزيرة) قائلاً كانت الماشية ترعى بالقرب من الوادي، حيث داهمتها السيول الجارفة وحملتها.
أما سكان قرى عثوان آل سعيد وأكثر من خمسين قرية لا يجدون طريقاً إلا من خلال هذا الوادي، فمعاناتهم مختلفة وهي قديمة جداً فقد اضطرتم السيول إلى البقاء إلى ساعات متأخرة من الليل حتى استطاعوا الصعود إلى الجبل حيث كان الوادي قد تحول إلى جحيم وقاموا بفتح الوادي مستخدمين أدواتهم التي تعودوا على حملها في سياراتهم من معاول وعتل وزنابيل لإبعاد الصخور حتى يتمكنوا من العبور وهكذا حالتهم المستمرة مع هذا الوادي حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
أما المعلمون والمعلمات الذين يعبرون الوادي فقد وصل بعضهم إلى مدارسهم سيراً على الأقدام بعد معاناة في وادي الجوة وتمنوا من الجهات المختصة الاهتمام بمعاناتهم..
سليمان المالكي (معلم) قال: أسكن في الدابر واذهب إلى قرى آل سعيد، حيث أعمل واليوم وجدت الوادي عبارة عن صخور تملأ المكان وكان من الصعوبة الوصول بسيارتي فواصلت سيراً على الأقدام. وللعلم هناك أكثر من عشرين مدرسة لا يجد العابرون إليها طريقاً إلا من خلال هذا الوادي. والمواطنون الذين تهددهم السيول قد حوّل هذا الوادي حياتهم إلى جحيم، حيث لا يجدون حولاً لمعاناتهم والقوة شرح معاناتهم (للجزيرة) الشيخ أحمد سالم عثواني الذي قال: المعاناة تزيد يوماً بعد يوم والمشكلة كبيرة والوادي حول حياة الناس إلى جحيم وهدد حياتهم وقد تقدم الأهالي بطلب لمعالي وزير المواصلات سابقاً عند إحدى زياراته للمحافظة منذ أكثر من سبع سنوات وتم دراسة موضوع الوادي في مجلس منطقة جازان وما زالت المعاملة تراوح في وزارة النقل منذ ذلك الحين ونتمنى من وزير النقل الاهتمام بموضوع الوادي قبل أن يحصد الكثير من الأرواح، فالمواطنون أرهقتهم المعاناة مع السيول وخطرها يزداد والمواطن لا حول له ولا قوة مع هذه السيول. وما بين المعاناة والأماني تبقى السماء ملبدة بالغيوم منذرة بحدوث كوارث أكبر.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved