الحديث عن صناعة الإرهاب، وأساليب الإرهاب وطرقه المختلفة لا يصبح مكتملاً دون الحديث عن الباعث للإرهاب، والمحرضين على الإرهاب، أو على الأقل الذين يوفرون مبرراً للجوء إلى الإرهاب لتحقيق أهداف عجزوا عن تحقيقها بالأساليب المعتادة كالعمل السياسي أو من خلال التفاوض والمحادثات التي يجب أن تكون بين أطراف وأشخاص متكافئين يؤمنون بحق الإنسان والجماعة في الحصول على حقوقها الشرعية التي تكفل لها الحياة والعيش الكريم في وطن معترف به، وهوية وطنية وقومية تمارس فيها معتقداتها الدينية دون ضغط أو تعنت.
فهناك من يحرم الشعوب من حرية العيش الكريم ويشردونهم من ديارهم، وحينما يطالبون بحقوقهم المشروعة يسومونهم سوء العذاب، وتشرع السجون لاستقبالهم ويصبح القتل اليومي عقاباً جماعياً، كما يصبح تدمير المنازل وتخريب المزارع وهدم المصانع شيئاً معتاداًً.
ويجثم الاحتلال ويمارس عسكره بأبشع اساليب وأصناف التعنت والاضطهاد للشعوب، وعندما تواجه بشتى أنواع القمع والقتل والتخريب والتدمير ماذا عساها أن تفعل؟!. هل تستكين وترضخ للمحتل وتمد رقبتها لسكين المحتل؟!.
في العراق.. وكما في افغانستان وفلسطين يسقط مئات بل آلاف المسلمين قتلى ضحايا الاحتلال (الغطرسة) التي يمارسها جنود الاحتلال والعمليات العسكرية التي تصل إلى حد الابادة وتدمير احياء كاملة.
شعوب هذه البلدان التي تواجه مثل هذه الهجمات وحملات الابادة بحجة مواجهة الارهاب وفرض الأمن ماذا تتوقع منها؟.. الاستكانة والتسليم بالأمر الواقع والانسياق وراء مجموعة نفعية فضلت التعاون مع المحتل لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصالح الوطنية؟!.
من غير المنطق، بل ومن المستحيل لشعب ما أن يسلم ويستسلم لقوة محتلة مهما بلغت هذه القوة من بأس وتفوق وشراسة، فالشعوب الحية لابد وان تقاوم المحتل مهما كانت امكانياتها بسيطة، ومهما كانت موازين القوى مختلة، وهذا بالضبط ما يقوم به ابناء الشعب العراقي والأفغاني والفلسطيني، ومن الاجحاف بل من الظلم الفادح تصوير المقاومة في العراق وافغانستان فضلا على ما يقوم به الشعب الفلسطيني ارهابا في اعمال مقاومة مشروعة لصد ولردع تعسف ارهاب قوات الاحتلال في فلسطين والعراق وافغانستان.
إرهاب عسكر المحتلين، وارهاب الدولة المنظم في فلسطين هو الذي يغذي ويمد معسكر الارهاب الدولي بعناصر جديدة وروافد جديدة.
|