* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
رسم جنديّ إسرائيلي صورة تعكس حالة من الانكسار في صفوف زملائه وعدم قدرة جيش الاحتلال على مواجهة المقاومة الفلسطينية، مشيراً إلى أن عمليات الجيش هي التي تستفزّ الفلسطينيين، وأن المقاومين الفلسطينيين هم من يبحثون عن الموت ولا يهربون منه؛ في الوقت ذاته سجلت المقاومة الفلسطينية الباسلة، نجاحا جديدا، حيث تمكن مقاومان فلسطينيان من كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مهاجمة موقع عسكري إسرائيلي في بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة، موقعين قتيلا بين صفوف جنود الاحتلال، بالإضافة إلى إصابة جنديين آخرين أحدهما، وصفت جراحه بالخطرة.. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية: إنه في ليلة الأربعاء وفجر يوم الخميس، وقع تبادل عنيف لإطلاق النار بين جنود الجيش الإسرائيلي ومسلحين في بلدة بيت حانون، قتل فيها الجندي الإسرائيلي وأصيب جندي آخر بجروح خطيرة، وثالث بجروح طفيفة، فيما قتل المسلحان الفلسطينيان..
وبحسب مصادر الاحتلال صدر بيان ويذكر به: إن المقاتلين اللذين استشهدا في الاشتباك ينتميان إلى كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس..
هذا وقد رسم الجنديّ الإسرائيلي صورة تعكس حالة من الانكسار، حين قال للإذاعة الإسرائيلية صباح يوم الأربعاء، الموافق 29-9-2004، في الذكرى الخامسة لانتفاضة الأقصى، معلّقاً على ارتفاع عدد الإصابات في صفوف الجيش والمستوطنين جراء عمليات القصف وعمليات المقاومة الفلسطينية في غزة: كنا نتوقّع مثل هذه الحوادث هي التي تستفزّ الفلسطينيين وأعتقد أننا لن نستطيع إيقاف إطلاق القذائف مهما فعلنا.. وأضاف يقول: إن الفلسطينيين هم من يبحثون عن الموت ولا يهربون منه.. قمنا بعمليات عديدة في عدة مناطق في قطاع غزة دون فائدة فقد زادت عمليات إطلاق القذائف و
زادت أعداد المستوطنين المصابين سواء بجروحٍ أو بحروقٍ أو بحالات نفسية أو حتى بموتهم، وباعتقادي نحن ما زلنا نتهوّر بالقيام بمثل تلك العمليات المتسرّعة التي هي عبارة عن عمليات فاشلة..
وكان مقاومون فلسطينيون من ثلاث فصائل مختلفة، قتلوا الأسبوع الماضي ثلاثة جنود إسرائيليين، وأصابوا آخرين، في (مستوطنة موراج اليهودية)، الجاثمة على أراضي الفلسطينيين بين مدينتي رفح وخان يونس، جنوبي قطاع غزة، في حين نجت المقاومة في دك (مستوطنة نفية ديكاليم اليهودية)، الجاثمة على أراضى الفلسطينيين في مدينة خان يونس بقذائف الهاون، موقعة قتيلة بين صفوف مجندات الاحتلال والعديد من الإصابات..
هذا وباستشهاد الفلسطينيَين المقاومين، في بلدة بيت حانون، فجر يوم الخميس، الموافق 30-9 - 2004، يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا يوم الأربعاء وفجر يوم الخميس الماضي، بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى 12 شهيدا..
وكانت قوات الاحتلال قد قتلت يوم الأربعاء، الموافق 29-9-2004 عشرة فلسطينيين، بينهم سبعة في قطاع غزة وثلاثة في الضفة الغربية، في حين نجحت المقاومة الفلسطينية في قتل إسرائيليين اثنين، وإصابة 26 آخرين خلال قصف بلدة سديروت الإسرائيلية بصواريخ القسام.
هذا وواصل وزير الخارجية الأمريكي، كولن باول، في مقابلة أجرتها معه قناة (الجزيرة) القطرية نهج بلاده إزاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، حيث جعل من الضحايا الفلسطينيين إرهابيين ودافع عن الإرهاب المنظم الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي معتبرا أن إسرائيل هي ضحية للفلسطينيين..!!
ففي المقابلة التي أجرتها قناة الجزيرة مع باول، ولدى سؤاله عن تحيزه إلى الجانب الإسرائيلي وصمته إزاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، احتج المدافع عن الاحتلال وموبقاته على نعت العمليات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بالعدوان، واعتبر الإسرائيليين (يدافعون عن أنفسهم وعن مواطنيهم) في مواجهة ما اعتبره (إرهابا) فلسطينياً.
وبرأيه فإن (الضحايا هم الذين يلقون حتفهم جراء تفجير العبوات الناسفة)، اما جرائم الاغتيال والقتل التي تنفذها إسرائيل فاعتبرها تنضوي ضمن ما اسماه (حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها ضد هذه الهجمات)..!!
وبرأيه لم تحقق انتفاضة الأقصى شيئا للشعب الفلسطيني، معتبرا انه (آن الأوان لوقفها)، مكررا الزعم بأن الرئيس الأمريكي جورج بوش يريد إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل!
وواصل باول في تصريحاته للجزيرة التهرب من تحديد موعد استحقاق قيام الدولة الفلسطينية، ملقيا، مرة أخرى، بالمسؤولية عن تأخر ذلك على الفلسطينيين والانتفاضة، قائلا ان إقامة الدولة الفلسطينية لن تتأتى إلا بعد وقف ما أسماه (الإرهاب).. وهاجم الانتفاضة زاعما أنها (ساهمت في انتشار هذا (الإرهاب) ولم تحقق شيئا طوال السنوات الماضية)!.
كما اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن الانتفاضة ساهمت في تدهور الاقتصاد الفلسطيني وتدهور مستوى الحياة بصفة عامة بين الفلسطينيين مدافعا عن الحواجز التي أقامتها سلطات الاحتلال لتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية، زاعما أن إسرائيل أنشأت الحواجز للتعامل مع الانتفاضة..!!
وواصل الوزير الأمريكي هجومه على الانتفاضة الفلسطينية التي دخلت عامها الخامس، مدعيا أنها منعت واشنطن من (تحقيق التقدم في الكثير من خطط السلام التي وضعتها)، دون أن يشير إلى دور شارون وحكومته وجيشه في دوس (الخطط) الأمريكية بل ودفن الاتفاقيات التي كانت أمريكا عرابا لها.
وواصل باول هجومه على الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، بزعم عدم منحه الصلاحيات الأمنية المطلوبة لرئيس الوزراء أحمد قريع لوقف ما وصفه (بالإرهاب).
|