* القاهرة - مكتب الجزيرة
محمد الرماح طه محمد:
بمشاركة هيئة الصحفيين السعوديين برئاسة تركي السديري وخالد المالك نائب الرئيس واصل المؤتمر العام العاشر لاتحاد الصحفيين العرب فعالياته أمس وتختتم فعالياته غداً بإعلان توصيات المؤتمر وإعلان الرئيس الجديد للاتحاد.
وفي الجلسة الثالثة للمؤتمر ناقش المشاركون تقرير صلاح الدين حافظ الأمين العام للاتحاد بجانب تقرير الأمين المساعد للشئون المالية حاتم زكريا. وفي استعراضه لتقييم نشاط المؤتمر طوال السنوات الأربع الماضية ركز حافظ على أن القضية المحورية في عمل الاتحاد ونشاطاته هي حرية الصحافة وأنه بدونها يفقد الاتحاد أهم مبررات وجوده وأخطر مهامه.
كما ركز حافظ على نقطتين مهمتين هما توثيق العلاقات الثنائية بين الاتحاد ونظيره الدولي للصحفيين، حيث كانت ثمرة هذا التعاون الاتفاق على إيفاد وفد مشترك إلى العراق لبحث أوضاع الصحفيين هناك. وطالب الأمين العام للصحفيين العرب بأن يطور الاتحاد من أساليب عمله لمواجهة التضييق الذي يواجهه الصحفيون العرب مما يدفع بالصحافة العربية إلى أدنى درجة التصنيفات الخاصة بمقاييس حرية الرأي ومعاييرها، معرباً عن أمله في أن يكون المؤتمر العاشر نقطة تحول وخطوة انطلاق جديدة وحازمة وصارمة في مجال حرية الصحافة.
وتعرض للتحديات المطروحة أمام الصحفيين العرب وحددها في التطورات السياسية والعسكرية والأجنبية الضاغطة على الأمة العربية وطرح دعوات الإصلاح الديموقراطي المتعددة الأفكار النابعة من الداخل والهاجمة من الخارج والحرب السياسية الإعلامية النفسية الدائرة وحرب الكراهية والتحريض والعنصرية ومعاداة السامية وصراع الحضارات وصدام الثقافات والأديان.
إضافة للتحديات السابقة فإن هناك تحديات أخرى أبرزها قوة الاختراق الإعلامي الغربي لساحات الدول العربية ومحاولات تفكيك وحدة العمل النقابي وذلك بالترويج لفكرة تعدد نقابات الصحفيين في البلد الواحد طبقاً لما هو قائم في المجتمعات الغربية فضلاً عن تحدي التقدم والتحديث المعلوماتي والمعرفي والتكنولوجي.
وحول آفاق تطوير عمل الاتحاد في عشريته المقبلة أورد تقرير الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب ضرورة وضع رؤية جريئة للتغيير والتطوير تحكمها استراتيجية عامة حول ضرورة تطوير عمل الاتحاد وتجديد مؤسساته ولجانه وهياكله ووضع خطة عمل للعشرية القادمة في ظل الرؤية السابقة تحدد أولوية الأهداف الرئيسية للاتحاد ووسائل تنفيذها.
وفي كلمته للمؤتمر حذّر ايدبن وايت - الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين من خطورة هيمنة الحكومات والساسة على الفعاليات الإعلامية والمعلومات العامة والتلاعب في عمل الصحفيين داعياً أبناء المهنة إلى مكافحة السلبية ومواجهة الرقابة الذاتية وعدم الافتقار النوعي في الأداء المهني ومواجهة عرقلة مهمة الصحافة ورفض الادعاءات المعارضة للوطنية وحقوق الإنسان وتعرض ايدين في كلمته التي ألقاها نيابة عنه (جون أبو ملحة) إلى أن التحديات التي تواجه الصحفيين تتطلب تعزيز التضامن في الأوساط الإعلامية والالتزام بمعايير المهنة الصحفية واستمرار التنسيق بين الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب لضمان تطورات إيجابية بما ينعكس على الظروف العلمية والمهنية في الأوساط الإعلامية داعياً إلى الالتزام بحرية التعبير في الصحافة واستثمار تكنولوجيا الاتصالات وأن يندمج الصحفيون العرب في قلب نشاطات الاتحاد الدولي للصحفيين ومن المغرب حذّر يونس مجاهد الكاتب العام للنقابة المغربية من خطورة تقييد حرية الصحافة والسيطرة المطلقة على وسائل وأجهزة الإعلام، داعياً إلى تطوير الأداء الإعلامي والاهتمام بالقطاع المرئي والمسموع ومراجعة عضوية اتحاد الصحفيين العرب وفرض حد أدني من مواثيق الشرف الإعلامي والصحفي والتصدي لتمزيق الأمة العربية، كما حذّر اتحاد الصحفيين السودانيين في الكلمة التي وجهها الدكتور محيي الدين إدريس رئيس الاتحاد إلى المؤتمر من خطورة تصديق الإعلام العربي للصورة الذهنية التي يروّجها الغرب عن الأوضاع في السودان وأن هناك تطهيراً عرقياً، مؤكداً أن السودان مستهدف بالتقسيم واستغلال ثرواته ليكون مخزوناً استراتيجياً للشعب الأمريكي وهو ما ينبغي للعمل الصحفي كشفه وتعريته حفاظاً على وحدة واستقرار بلد عربي وإسلامي.
ومن جانبه أكد محمد فائق الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان أهمية التلاحم بين اتحادي الصحفيين والمحامين العرب مع المنظمة في ظل تراجع الحكومات العربية في حماية حقوق الإنسان.
وطالب بوضع آلية لحماية الصحفيين وقت الحروب وأن تساهم الأمم المتحدة في إنشاء هذه الآلية والدفاع عن القوى المهمة في العالم العربي ومراعاة حق المواطنة وتطبيق الديمقراطية، أما إبراهيم السملالي الأمين العام لاتحاد المحامين العرب فدعا إلى تطبيق خطة إعلامية لمخاطبة المواطن العربي وبحث السبل الكفيلة لحماية الصحفيين العرب من قمع الأنظمة العربية واقترح عقد اجتماع مشترك بين اتحادي المحامين والصحفيين العرب لوقف كافة انتهاكات حقوق الإنسان وتأكيد مبدأ سيادة القانون ومحاربة الفساد.
ومن أبرز الأوراق التي ناقشتها الأمانة العامة للمؤتمر تلك التي قدمها نعيم الطوباسي نقيب الصحفيين الفلسطينيين حول التطبيع وأهدافه وطرق مقاومته تلك التي بدأها بتعريف التطبيع لغةً واصطلاحاً وأن رفض التطبيع يأتي من أن إسرائيل دمرت كل ما قدمت من التزامات هزيلة وفق اتفاق أوسلو وأنها منذ مارس 2002 تحتل كل أرض الضفة الغربية فضلاً عن أنها حطمت كل مقومات السلطة الفلسطينية.
|