د. محمد مريسي الحارثي
الأستاذ محمد حسن فقي من أعلام الشعر العربي البارزين في هذه المرحلة وهو صاحب مزاج يختلف به عن غيره من شعراء المرحلة، فقد بدأ شعره رومانسياً وعندما اتجه للقضية الشعرية اتجاهاً فلسفياً حلت النفس في حركتها محل الأثر الرومانسي، فعمق الرجل تجربته الإبداعية تعميقاً جعل غير واحد من الدارسين يصفه بالفيلسوف.. والحقيقة إن شعر محمد حسن فقي ليس بعيدا عن مفهوم الفلسفة التي تعني البحث عن الحقيقة، فالشاعر كان معنياً بكشف ما يمكن له أن يكشفه من الواقع الكوني الباحث عن حقيقة المعرفة وحقيقة الفن حتى أضحى شعره في كل قضية يتناولها يحتاج إلى قراءة ذهنية أكثر منها انطباعية، وهذا ما ميزه عن شعراء المرحلة ممن عاصرهم زماناً، ومن هذا الجيل اللاحق.
* عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى |