يوسف الشاروني.. الذي كتب عن مجموعته (الزحام) الزميل حسين علي حسين في هذا العدد يعتبر بحق قمة كتاب القصة العربية القصيرة الحديثة، ذلك لانه وان لم يكن حديثا في عمره - يعتبر أكثر كتاب القصة القصيرة تطورا، ودفعاً لها نحو العالمية.
والذي يجب أن يعرفه القارئ، أن يوسف الشاروني ليس قصصيا فحسب، بل ناقد حاول ان يرتفع بمستوى النقد.. كما حاول ان يفعل على صعيد القصة القصيرة، لكنه اصطدم بثقافته القديمة، التي كونها من خلال جولاته عبر كتب النقد القديمة، فلم يستطع أن يكسب نفس الشهرة التي كسبها في مجاله الحقيقي.. لقد كتب الشاروني مجموعة من الدراسات الأدبية أيضا، كان من بينها دراسات في الأدب العربي المعاصر.
وكتب عن نجيب محفوظ ناقداً وعن يوسف إدريس كذلك ولم يكن أحد يتصور، انه بمجموعاته الثلاث، والتي انضمت اليهن أخيراً المجموعة القصصية الرابعة (حلاوة الروح) سيكون المنافس الخطير للدكتور يوسف إدريس الذي تربع على عرش القصة القصيرة ردحا من الزمن الى ان اتجه أخيرا الى كتابة الرواية والمسرح مشاركة للقصة، فظل المجال مفتوحا أمام منافسه الشاروني، الذي لم يكتب إلا القصة القصيرة.
ولعل زميلي حسين علي حسين، قد حاول في مقدمة موضوعه ان يجد مقارنة، ولو سريعة تطلبتها المقدمة بين الشاروني ويوسف ادريس، بل انه زاد على ذلك بأن تعرض لمحمود تيمور ويحيى حقي، عمالقة القصة العربية المعاصرة.
شيء لن أنسى قوله هو أنني أرى ومن خلال قراءاتي لكل ما كتبه الشاروني - عدا حلاوة الروح التي صدرت أخيرا - ان هذا الرجل، يتميز عن كل كتاب القصة القصيرة بنكهة خاصة، لا يمكن ان تحس بها إلا بعد أن تنهي قراءة كل الكتاب الذي تختاره له.
إسماعيل |