في مثل هذا اليوم من عام 1904 وقعت فرنسا وأسبانيا اتفاقية تقسيم المغرب إلى منطقتي نفوذ للدولتين بعد سنوات من الصراع بينهما من أجل الاستيلاء على المغرب بحكم موقعه الاستراتيجي على المحيط الأطلنطي والبحر المتوسط وسيطرته على مضيق جبل طارق.
وكانت فرنسا قد نجحت في العام نفسه في عقد اتفاق مماثل مع بريطانيا عرف باسم الوفاق الودي تعترف فيه فرنسا بالاحتلال البريطاني لمصر فيما تعترف بريطانيا بالاحتلال الفرنسي للمغرب.
كان الاحتلال الأوروبي للمغرب قد بدأ بوصول القوات البرتغالية إلى ساحل المغرب على المحيط الأطلنطي في القرن الخامس عشر ثم تلاها القوات الأسبانية.
ولكن فرنسا بعد أن تمكنت من احتلال الجزائر عام 1830 بدأت تمد بصرها إلى باقي الساحل الإفريقي على البحر المتوسط فاتجهت إلى المغرب حيث نزلت القوات الفرنسية على الأراضي المغربية وواجهتها قوات الأسرة العلوية الحاكمة في المغرب.
انتصرت القوات الفرنسية في المعركة التي عرفت باسم معركة طنجة.
واضطرت الحكومة العلوية إلى الاعتراف بالمصالح الفرنسية في المغرب.
ولكن النفوذ الفرنسي اصطدم بالطموح الأسباني فتوصلت الدولتان الاستعماريتان إلى اتفاقية تضمن تقاسم النفوذ حيث حصلت فرنسا على مراكش وحصلت أسبانيا على إقليم الريف.
وفي عام 1912 أعلنت الدولتان الحماية رسميا على مناطق نفوذهما في المغرب.
استمر المغرب تحت الاحتلال حتى عام 1853 عندما حصل رسميا على الاستقلال من الاستعمار الفرنسي تحت حكم الملك محمد الخامس، أحد ملوك الأسرة العلوية، التي تقول إن نسبها ينتهي إلى الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتي تحكم المغرب منذ عام 1649 وحتى اليوم.
في الوقت نفسه استمر الاحتلال الأسباني لإقليم الريف والصحراء المغربية حتى عام 1956 عندما تمكن المغاربة من استعادة السيادة عليه.
ولكن الأمر لم يلبث أن تفجر عندما طالب سكان الإقليم بالاستقلال عن المغرب وإقامة الجمهورية الصحراوية المغربية في المنطقة المعروفة باسم صحراء البوليساريو.
ولاتزال مدينتا سبته ومليلة المغربيتان ترزحان تحت الاحتلال الأسباني.
|