في مثل هذا اليوم من عام 1993 تمكن مقاتلو الجنرال محمد فرح عديد من إسقاط مروحتين أمريكيتين طراز بلاك هوك وقتل 18 من أفراد مشاة البحرية الأمريكية (الماريتز) وسحلهم في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو مما أجبر الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت بيل كلينتون إلى إصدار أوامره بسحب القوات الأمريكية من الصومال.
كانت القوات الأمريكية قد ذهبت إلى الصومال على رأس قوة دولية في إطار قرار من الأمم المتحدة وفي إطار عملية عسكرية حملت الاسم الكودي (إعادة الأمل) بدعوى إنهاء الحرب الأهلية الطاحنة في الصومال وتأمين سبل وصول المعونات الإنسانية إلى الصوماليين الذين كانوا يعانون من المجاعة والجفاف.
وكانت الدولة الصومالية قد انهارت تماما بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس محمد سياد بيري حيث دخلت البلاد في دوامة الصراعات المسلحة بين الفصائل الصومالية المختلفة ولم يتمكن أي فصيل من فرض كلمته بقوة السلاح كما فشلت كل الفصائل في تغليب الحكمة من أجل إعادة كيان الدولة.
وفي ظل هذه الحروب الأهلية والجفاف أرسلت الولايات المتحدة ما يصل إلى ثمانية وعشرين ألفا من قواتها إلى الصومال في إطار (المهمة الإنسانية) في الصومال.
وبعد مقتل ثمانية عشر فردا من القوات الأمريكية في سحبت أمريكا قواتها من الصومال أوائل عام 1994.
وما زالت الصومال غارقة في الصراعات القبلية المسلحة حتى أصبحت الدولة الوحيدة في العالم التي لا يوجد لها حكومة شرعية معترف بها من الأمم المتحدة بعد أن كانت عضو كامل العضوية في المنظمة الدولية.
|