مع المشهد الثقافي السعودي النشط مؤخراً لاحظنا اقبالاً كبيراً من كثير من الباحثين والباحثات على الكتاب المطبوع أو المخطوط والوثائق وإقبال ملحوظ على المواقع الثقافية على شبكة الإنترنت. وهذا أمر لا شك يثلج الصدر ويبشر بالخير نتمنى تفعيله وتطويره وتأصيله ودعمه.
الجامعات السعودية والمراكز البحثية تقوم بدور وفق اعتبارات معينة تدور في حدود امكاناتها الاقتصادية والوظيفية. وهذا أمر مقنع الى حد كبير. لكن ما نلحظه في مجتمعنا السعودي البحثي هو غياب كبير للمراكز البحثية الخاصة التي تقوم على خدمة الباحثين والباحثات وتأمين طلباتهم وفق اعتبارات اقتصادية تحدد وفق ضوابط معينة.
ما الذي يمنع أن تقوم مراكز بحثية لرجال أعمال وتكون خدماتها البحثية عامة في كل ما يطلبه الباحث او في تخصصات معينة كتأمين المخطوطات من الخارج وتوفير السفر على الباحث صاحب الامكانات المحدودة او تؤمن هذه المراكز خدمات بيع المصادر سواء كانت هذه المصادر كتبا او اشارات الى كتب ومراجع تحدثت عن موضوع معين.
لاحظت ولاحظ غيري كثير ان الذي يشغل موقعا يظن الناس انه يستطيع ان يجيب على اسئلتهم في مجال البحث والمعلومات كثرة ما يرد اليهم من الأسئلة والاستفسارات في كل المجالات.
مجتمعنا يشهد نشاطا ثقافيا يجب ان نتعاون في استثماره من أجل مشهد ثقافي سعودي. ليس من المقبول ان يكون من يخدم باحثي المجتمع هو الجامعات والمراكز البحثية فحسب بل الوضع يتطب حضورا اكبر ممن يرى في نفسه القدرة على توفير هذه الخدمات للمجتمع ومن حقه ان لا يحرم نفسه من الاستثمار في هذا الجانب شأنه شأن أي جانب آخر من جوانب الاستثمار التي تخدم المشهد التنموي في وطننا الغالي.
للتواصل: فاكس 2092858
|