* حوار - سلطان المهوس:
يؤكد نائب رئيس لجنة الحكام الرئيسة بالاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ عبد الله الناصر أن الحكم السعودي ما زال لديه الكثير من التميُّز والنجومية مستشهداً بالتكليفات العربية والآسيوية والدولية التي تطاله وفي الوقت نفسه يعترف في حوار مطول مع (الجزيرة) بأن إيجاد حكام على مستوى واحد من التميُّز أمر في غاية الصعوبة.. ويكشف أبو ماجد مسببات التغييرات الجذرية للجان الفرعية، كما يلقي الضوء على موضوع الشارة الدولية وسبب حجب المقعد العاشر منها.. ويوضح أن دوري أندية الدرجة الأولى هو مكان الحكم المخطئ.. والعديد.. العديد من المواضيع المثيرة في حوارنا مع الأستاذ عبد الله الناصر.. فتعالوا معنا إلى الحوار:
****
* أستاذ عبد الله.. أرحب بك في بداية الحوار ضيفاً عزيزاً على صفحات (الجزيرة):
- حياكم الله وأنا سعيد بهذا اللقاء الذي أتمنى أن يكون فيه الفائدة لجميع المواضيع التي سنتطرق إليها.
* كمسؤولين في لجنة الحكام الرئيسة هل تعتقدون أنكم تعملون وفق خط تصاعدي أم أن أهدافكم تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد والمال لتصبح واقعاً ملموساً؟
- في البداية أحب أن أشير إلى جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل - حفظهما الله - ومتابعتهما وحرصهما على دعم التحكيم السعودي والارتقاء بالحكام.. وكما تعلم يا أخ سلطان أن مجال التحكيم ورداً على سؤالك يحتاج إلى أمور كثيرة لكي يصل إلى القمة.. من هذه الأمور عامل الوقت وعامل المال ونحن في نهاية كل موسم نعمل على قراءة جميع التقارير سواء للحكام أو المراقبين وسنعمل على تلافي جميع السلبيات وصناعة تحكيم سعودي جيد.. ولا شك أن عناصر النجاح ترتبط ببعضها البعض ولا بد من توافرها مجتمعة لكي نتطوَّر ونحتاج إلى حكام يعتنون بأنفسهم وبتمارينهم ونحتاج إلى المزيد من المال لتنفيذ برامجنا ونحتاج إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة والآن نعمل وفق المتاح لنا ونشعر بالرضا داخل أنفسنا ونأمل بالمزيد إن شاء الله.
* وما هي أبرز خطواتكم الفعلية نحو إيجاد كوادر تحكيمية متميزة؟
- بدأنا بالاهتمام المكثف باللجان الفرعية ووضعنا على كل لجنة تحكيم فرعية بالمملكة مشرفاً عاماً يكون أحد أعضاء اللجنة الرئيسة للحكام بحيث يتابع كل ما يحدث داخل اللجنة الفرعية ويكتب تقارير فنية وإدارية حول تمارين الحكام وانضباطيتهم، ويحق لنا كلجنة أن نختار أي يوم لإجراء اختبار الكوبر لجميع حكام اللجان الفرعية بدون سابق إنذار تحفيزاً للجميع على استمرارية العطاء والاستعداد البدني واللياقي.. أضف إلى ذلك نحن نقيم دورات متتالية للحكام الواعدين وشاهدتم هذه السنة إقامة ثلاث دورات مكثفة ونحن جادون في عملية تطوير الحكام.
* وما أبرز الصعوبات التي تواجه هذه الخطوات؟
- بعض اللجان الفرعية ترشح حكاماً للالتحاق بالدورات وترفق بالاستمارة المخصصة للترشيح معلومات مغلوطة حول اللياقة البدنية والمستوى العام ولذلك نكتشف الكثير من الحالات المخالفة للترشيح ونتمنى أن لا يرشح أي حكم في المستقبل إلا عندما يكون محققاً لجميع شروط وآليات الترشيح.
* قد يكون الحكم هو المخطئ ولم يحافظ على مستواه وليس اللجنة الفرعية؟
- كلامك صحيح ولكن على اللجنة الفرعية ان تختبره قبل الترشيح وتنبه إلى أهمية العامل اللياقي والإلمام بالقانون التحكيمي.
* الكثير يتهمكم بالاهتمام بالنواحي اللياقية للحكام وإغفال الجوانب العلمية القانونية الأخرى ما ردك؟
- الحكم هو الرياضي الأكثر حركة في الملعب وهذا يتطلب جهدا لياقيا كبيرا لديه إضافة إلى أن الحكم صاحب اللياقة الجيدة دائما تجده في موقع الحدث مما يسهل عليه اتخاذ القرار.. والنواحي العلمية الأخرى مهمة وليس صحيحاً أنها تغفل فالاختبارات النظرية موجودة وبشكل دوري.
* كيف تحلمون بصناعة جيل تحكيمي بارع والحكام لا يحصلون على مستحقاتهم المالية بل إن الكثير منهم يخسر مادياً بسبب التحكيم؟
- لا أستطيع أن أنفي كلامك والمادة عائق أمام تطور الحكم السعودي وهجرة البعض من الحكام بسبب المادة أمر حتمي ولكن بوقفة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان ونائبه الأمير نواف واهتمامهما الكبير ستنتهي هذه المعضلة بإذن الله.
* ألا تنزعجون من الأخطاء الفادحة من بعض الحكام الدوليين والتي وللأسف تتكرر كل موسم رغم وضوحها؟!
- أولاً يجب أن نحلل الخطأ ونعرف مسبباته الأساسية فإن كان بسبب اللياقة أو ضعف في تطبيق القانون.. فحتماً لن نغفر للحكم خطأه وسيعاقب.. أما إن كان الخطأ بغير قصد أو لعدم رؤية ونحوها فهنا نتعامل مع الحكم من منظور آخر وذلك يجعلنا لا نظلم أحداً بإذن الله.
* ما هو نوع عقوبة الحكم المخطئ في الحالة الأولى؟
- يوقف عن المباريات ويبعد وينبه إلى خطئه، ثم نعطيه مباريات أقل سخونة وهكذا حتى يتطور مرة أخرى ونعيده للمباريات الكبيرة!!
* دعنا نتكلم بشكل واضح.. الحكم الذي يخطئ في مباريات الدوري الممتاز ويخطىء تعاقبونه بالتكليف بمباريات دوري الدرجة الأولى!! هل يعني ذلك أن أندية الدرجة أصبحت حقل تجارب لحكامكم المخطئين بالرغم من أنها أندية لها وزنها وتاريخها ومن حقها أن لا تُعامل بذلك الشكل..؟!
- أرجو أن لا يفهم كلامي بشكل خاطئ فالذي أريد أن أصل إليه أن المستوى الفني لمباريات دوري اندية الدرجة الاولى أقل بكثير من مباريات الدوري الممتاز ولهذا يكون الحكم في حالة أقل من الضغوط.
* وكيف ترى ردة فعل مسؤولي اندية الدرجة الأولى وهم يشاهدون حكماً دولياً أو غير دولي معاقب ومكلف بإدارة مبارياتهم!!
- لا اعتقد ان هناك رد فعل قوياً، والحكم مهما كان يريد اثبات نفسه والظهور بشكل مميز ليعود للمباريات الكبيرة.
* دعنا من هذا الموضوع وسأسألك عن السبب الذي يجعل الحكام الدوليين السعوديين لا يبرزون بشكل جماعي خلال الموسم رغم أنهم صفوة حكام السعودية ويحملون الشارات الدولية؟!
- هناك فروق فردية بين الحكام ولا يمكن بأي حال أن يكونوا على مستوى واحد وإن كنت تقصد البروز والنجومية فأنا معك فالقليل يعانق النجومية اما المستوى داخل المباريات فتحدده ظروف المباراة والحكم وأشياء اخرى.
* آخر إحصائية لعدد الحكام المسجلين باللجنة رسمياً كان أربعمائة وستة وثمانين حكماً سعودياً، وتعجزون عن إيجاد عشرة حكام متميزين وعلى مستوى واحد!! أسمح لي يا أستاذ عبد الله انا غير مقتنع بإجابتك السابقة.. ما تعليقك؟!
- واجبنا كلجنة.. إعداد الدورات المكثفة والمحاضرات ومتابعة الحكام ودراسة التقارير واستدعاء الحكام في حال الخطأ ولا ننسى يا أخ سلطان أن الحكم مسؤول عن نفسه في تمارينه وغذائه ولياقته والمحافظة على مواعيد الأكل والنوم فلا يمكن لنا كلجنة أن ندخل بيوت الحكام ونفرض عليهم اشياء من المفترض أنهم يتقيدون بها من أجل مستوياتهم التحكيمية.
* ألا يحرجكم الحكم دولياً كان أو غير عندما لا يهتم بنفسه ولا بصحته!!؟
- إذا وصل إلى درجة الإحراج أطلب من أي حكم لا يعتني بنفسه ولا بمستواه التوقف ومراجعة النفس لأن التأثير لن يقتصر على اللجنة، ولكن سيكون هناك ضرر للأندية ونحن لا نرضى بذلك إطلاقا.
* بالرغم من الأخطاء الشنيعة لبعض الحكام الدوليين وانخفاض مستوى البعض منهم بشكل ملحوظ جداً.. إلا أن اللجنة الرئيسة واصلت طرح الثقة فيهم كدوليين ولم تقم بسحب الشارة من الحكام غير المتطورين كما يحصل في الدول المتقدمة.. هل هذا نوع من المجاملة أم تردد وخوف أم لا يوجد بديل!!؟؟
- ليس هناك ما يمنع من سحب شارة اي حكم ولكن لدينا كلجنة وسائل اخرى يتم تفعيلها قبل الوصول إلى قرار سحب الشارة الدولية وهناك آلية موجودة لدينا في ذلك الموضوع ولكن تأكد يا أخ سلطان أنه لا بد أن نحافظ على نفسية الحكم في مثل هذه القرارات لان سحب الشارة قد يترتب عليه هجرة الحكم وتركه لمجال التحكيم وقد يحدث العكس!! وعموماً إذا كان مستواه منخفضاً جداً فإن آخر الدواء الكي ولا مجاملة في مثل تلك الامور فنحن نحرص على إيجاد كوادر متميزة لخدمة الأندية.
* كيف سيتأثر حكم مستواه هابط من سحب الشارة وهو من تسبب بذلك؟!
- قد يتأثر وقد يحدث العكس لكن الأمور تؤخذ وفق دراسة موضوعية وعدم استعجال!!
* بكل صراحة وبدون ذكر أسماء ألا تفكرون كلجنة بسحب الشارة الدولية من بعض الحكام غير المتطورين؟
- نعم لِمَ لا، وقد اجتمعت مع الدوليين في معسكر المجمعة وأخبرتهم أن الحصول على الشارة الدولية لا يعني استمرارك دولياً فالمستوى هو الفيصل في الموضوع والجميع يدرك ذلك، ونحن جادون في عملية الارتقاء بالحكام.
* الحكم الدولي السعودي يبين ويتألق.. وبمجرد حصوله على الدولية يبدأ مستواه بالهبوط.. هل تلاحظ ذلك؟
- الوصول إلى الدولية يعني ان الحكم قادر على إدارة اي مباراة دولية في العالم وهذا ما يتطلب منه التطور باستمرار والارتقاء وهناك عدة خيارات نستعملها كلجنة في مثل تلك الحالة التي ذكرت فنحن نعطي المجال لحكام غير دوليين ليزيحوا هؤلاء غير المتطورين ونسند لهم المباريات القوية وشيئاً فشيئاً تتبدل المواقع وهكذا التنافس.
* أحد الحكام الدوليين وعبر جريدة (الجزيرة) صرَّح بأنه مشغول ببناء مسكن خاص له ولذلك مستواه كان هابطاً في الموسم الماضي!! ترى هل هذا العذر يليق بأن يخرج من حكم دولي سعودي؟!
- يجب على اي حكم دولي او غيره أن يستخدم الشفافية والوضوح ويكشف للجنة ظروفه ونحن سنقدر له ولغيره وحقيقة عذر الحكم الذي ذكرته غير مقبول بتاتاً ولو عرفنا كلجنة ذلك لطلبنا من الحكم تقديم اعتذار فوراً عن التحكيم حتى يتفرَّغ وأقولها وبكل صراحة إننا حريصون على عملية التكامل مع الأندية فنجاح الأندية والحكام هو نجاح للرياضة السعودية بشكل عام.
* حسناً دعنا نتحدث عن سياسة تغيير رؤساء اللجان الفرعية والتي دائماً ما تكون ذات ردود افعال واسعة كان آخرها ما حصل مع الحكم خلف البقعاوي رئيس لجنة الحكام الفرعية بحائل سابقاً.. ما هي الآلية التي تتبعونها في ذلك الموضوع؟
- سؤال جيد وفي محله وللأسف ان بعض رؤساء اللجان يرون في التغيير هضماً لحقوقهم وهذا غير صحيح، فالوزراء يتغيَّرون والمديرون والسفراء ورؤساء الاندية فلماذا لا نغيِّر رؤساء اللجان الفرعية شريطة ان يكون ذلك من أجل التطور ونحن نريد إتاحة الفرصة للآخرين لكي نبث روحا جديدة وفكرا جديدا وأيضاً نهدف إلى زيادة التنافس بين اللجان الفرعية مع اعتزازنا بكل العاملين في اللجان سابقا وتقديرنا الكبير لهم ومن الممكن أن نعيد البعض ممن أعفيناه إذا رأينا ان الوضع يتطلب ذلك.. المسألة هي تطوير وارتقاء لا أقل ولا أكثر.
* ولكن هناك من يستغل تلك التغييرات للهجوم على اللجنة عبر وسائل الإعلام؟
- هؤلاء متربصون ويستغلون التغييرات ليفسروها حسب رؤيتهم الخاصة وليعلم الجميع أن التغيير من أجل المصلحة العامة فقط لا غير.
* هل تفاجأتم بالهجوم الإعلامي من لدن البقعاوي عقب إعفائه من رئاسة لجنة حكام حائل؟
- البقعاوي وباستخدامه بعض الألفاظ التي قرأناها في الإعلام يعبر عن نفسه وهذا شيء راجع له ولكن في نفس الوقت سيظل زميلاً عزيزاً لدينا ولن ننسى خدماته للتحكيم مثله مثل غيره وما أود أن أقوله إن المصلحة العامة فوق كل شيء.
* لماذا حجبتم المقعد الدولي العاشر لنيْل الشارة الدولية واكتفيتم بتسعة حكام فقط هذا الموسم؟
- هذا اجراء عادي جداً ومطبق في الكثير من الدول وهو حافز كبير لمن يريد إثبات جدارته من الحكام ليخطف هذا المقعد الشاغر.
* وهل تعتقد انه لا يوجد حكم سعودي يستحق هذا المقعد حتى يتم حجبه؟!
- الكل سواسية في نظر اللجنة الرئيسة وآلية عملنا في موضوع حجب المقعد هي إيجاد المزيد من الحوافز لجميع الحكام والباب مفتوح للجميع.
* ما هي آخر الأخبار حول (لجنة المراقبين) والتي طال انتظارها على أرض الواقع؟
- صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد - حفظه الله - وافق مشكوراً على إيجاد هذه اللجنة وحالياً يتم التشكيل لأعضائها حيث ستتكون من ثلاثة أعضاء تقريباً.
* ومن سيتولى رئاستها؟
- هناك أكثر من اسم مرشح ونتمنى التوفيق للجميع.
* وما هي طبيعة عمل هذه اللجنة؟
- مهمة اللجنة مراجعة تقارير المراقبيبن حول الحكام وتدوين الملاحظات المساعدة على تطور الحكم والرفع للجنة الرئيسية حول الحكام المتطورين وغير المتطورين.
* كيف ترى سمعة الحكم السعودي خارجياً؟
- الحمد لله الحكام السعوديون يحظون بثقة لجنة الحكام العربية والآسيوية وحتى الدولية والتكليفات الخارجية تأتي دائماً للجنة الحكام السعودية وهذا فخر لنا وفخر للرياضة السعودية.
* في ختام هذا اللقاء ماذا تود أن تقول؟
- أولاً أشكر لكم هذه الاستضافة.. ثانياً أود أن أهمس في أذن كل إعلامي بتوخي الحقيقة وعدم الانسياق وراء الخبر المثير على حساب المصداقية فيما يتعلق بالحكام فهناك لجنة حكام رئيسة مفتوحة للجميع، ولكل سؤال جواب وهواتفنا موجودة ولا نريد إلا الخبر الصحيح، والكل يعرف أن الرياضة مجال واسع للالتقاء والحب وتبادل الخبرات ونطمح لتجسيد ذلك وأحب أن أُثمِّن دور الإعلام المرئي والمقروء وكذلك المسموع وتأثيره في تطور الرياضة السعودية.
لقطات من اللقاء
- الناصر يتحلى بدبلوماسية رائعة ويحب التفصيل في جميع إجاباته.
- حضر الدولي العالمي عبد الرحمن الزيد والدولي محمد المقيطيب الجزء الأخير من الحوار.
- أكد أبو ماجد حرص اللجنة على الاهتمام باللجان الفرعية ومتابعتها جيداً نحو بناء جيل تحكيمي مميز.
- أشاد بإمكانيات مدينة الأمير عبد الله بن عبد العزيز ببريدة وشكر جميع منسوبيها على استضافتهم لدورة الحكام الواعدين.
- يدين بالفضل لله ثم لوجه السعد الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل في تطور التحكيم السعودي.
| 
"الريـاضيـة"