منذ استلامه مقاليد الإدارة وسمو الأمير محمد بن فيصل يبذل جهودا جبارة لإعادة وضع الزعيم لما كان عليه من قوة وحضور تنافسي مبهر محليا وخارجياً.
وقد انفق سموه من اجل ذلك جهدا ووقتا وفكرا ومالا بسخاء كبير، واستطاع بالفعل أن يضع الفريق على الطريق الصحيح ولكن العجلة الزرقاء لا زالت تدور ببطء والتعثر لازال يلازم الفريق في خطواته.
وكل ما يتمناه أي هلالي أن لا يتسلل الاحباط أو اليأس إلى أعماق سموه... بل يجب أن يواصل خطواته الرائعة في البناء ويواصل مبادراته الشجاعة أيضا في إعادة صياغة الفريق والتي قامت على ستة مرتكزات رئيسية هي:
أولاً- تخليص الفريق من العناصر المستهلكة وغير المنتجة، ثانياً- منح الفرصة للعناصر الشابة والموهوبة من أبناء النادي، ثالثاً- السعي لضم أي عنصر محلي يحتاجه الفريق ويمكن له تقديم العطاء المميز، رابعاً- الوقوف مع اللاعبين ودعمهم نفسيا ومعنويا وماليا وإشعارهم بأهمية المرحلة التي يمر بها الفريق، خامساً- التعاقد مع جهاز فني قدير، سادساً- التعاقد مع لاعبين أجانب مؤهلين ومؤثرين.
وفي تقديري أن الإدارة نجحت حتى الآن في إقامة وتحقيق المرتكزات الأربعة الأولى.. أما المرتكز الخامس وهو الجهاز الفني فلا زال بحاجة إلى الوقت لتقييمه والحكم عليه.. ويبقى المرتكز السادس والأخير وهو العناصر الأجنبية الذين في رأيي أنهم دون الطموح والمأمول.. ففي هذه المرحلة الهامة والحساسة يفترض أن لا يقبل الهلال بلاعبين مغمورين يحتاجون لمن يساعدهم ويقف إلى جانبهم من أجل أن يقدموا شيئا مما هو مطلوب منهم أو يحتاجون إلى وقت لإظهار ما لديهم من إمكانيات.. فهذه الأمور يحتاجها اللاعب الهلالي الناشئ والصاعد كالصويلح والجري والموري والهليل والبرقان، أما اللاعب الأجنبي فيفترض أن يكون هو من يمنح هؤلاء الناشئين الثقة ويقودهم ويقود الفريق كاملاً بفكره وعطائه وخبرته وتجربته، فالفريق الهلالي الذي يعيش مرحلة بناء بحاجة إلى عنصر أجنبي من النوع الذي (يشيل) الفريق، لا الفريق هو الذي (يشيله) ومن خلال تجربة المباريات السابقة فإن العناصر الأجنبية الحالية ليست هي المطلوبة في هذه المرحلة بل انها لا تليق بالهلال ولا ترقى لطموحه وبالتالي لا يمكن لها أن تحقق الحد الأدنى من الآمال المعقودة عليها، فالأنجولي باولوديسلفا أصيب بعد نصف ساعة من مشاركته الأولى وكانت أمام الأهلي وغاب منذ تلك المباراة ويحتاج الى أكثر من ثلاثة أسابيع للعودة، أما البرازيليان كماتشو وتفاريس فهما متواضعا الإمكانيات ولا يمكن لهما أن يقدما شيئا للفريق وبالأخص الأول الذي يلعب في الوسط الأيسر وهو المركز الذي يتواجد فيه الثنائي محمد الشلهوب وسعد الدوسري وكلاهما أفضل منه بمراحل وبالتالي فوجوده يمثل عبئا مالياً على النادي بالإضافة إلى شغله مقعداً للاعب اجنبي يمكن أن يستفاد منه في عنصر أكثر كفاءة ومقدرة وفي مركز شاغر ومهم. ومن هنا تتطلع الجماهير الهلالية إلى تحرك إداري سريع وحاسم لاستبدال اللاعبين البرازيليين بآخرين أكثر قدرة وكفاءة وفي مركزين هجوميين بحيث يكون أحدهما في الوسط الأيمن والآخر محور هجومي (خلف المهاجمين) فهذان المركزان هما ما يحتاجه الهلال حالياً بالإضافة إلى مركز قلب الدفاع الذي يحتاج إلى عنصر أجنبي يلعب إلى جانب الهليل غير تفاريس المتواضع الإمكانيات. فالجماهير الهلاية ترى أنه من الظلم والاجحاف لجهود وأموال وآمال سمو الأمير محمد بن فيصل أن تهدر وتنسف بمثل هؤلاء الأجانب العالة، وهي على ثقة بأن رؤية سموه الفنية الثاقبة التي جلبت الهليل وظافر البيشي والغنام ومنحت الثقة مجددا للجمعان وأفسحت المجال للصاعدين لن تعجز عن تقييم هؤلاء الأجانب تقييما موضوعياً مستقلاً بعيداً عن تأثير الأجهزة الفنية، وعلى ثقة بأن أريحية سموه التي انفقت وبذلت بسخاء لن تعجز عن استبدالهم بأفضل منهم وبما يحتاجه الفريق فعلاً مهما كان ثمنه. فالأجانب المميزون والمؤثرون هو ما بات ينقص الهلال حالياً، فهل تكمل الإدارة عملها الرائع بجلب أجانب أفضل مما هو موجود الآن؟. . وبقي أمر أرى من الأهمية التنويه عنه في هذا المقام وهو خطورة استمرار المستوى الفني المتواضع الحالي والنتائج المتردية للفريق رغم كل خطوات البناء والتطوير لأن المزيد من هذه النتائج يعني المزيد من الإحباط للاعبين والجماهير والمزيد من الضغوط عليهم مما سيقطع حبال الثقة بين الجماهير والفريق وسيزعزع ثقة اللاعبين بأنفسهم وهذا سيجعلهم يعيشون في دائرة من الصعب عليهم الخروج منها مستقبلاً بسهولة، وهذا ما يوجب تحركا إداريا عاجلا لمنح الفريق قوة ودافعية كبيرة بعناصر أجنبية مؤثرة.
|