حول ما نشر بهذه الجريدة العزيزة عن مطاردة مراقب البلدية لبائع الحبحب وصدمه وضربه، وكذلك المقالات حول هذا الموضوع الذي تصبُّ جميعها بالنقد وتخطئة مراقب البلدية على هذا التصرف رغم تبرئته من قِبَل مرجعه أنه هو المطارد من قِبَل البائع وصدمه. ومن هذا المنطلق فإنني -وحسب رأيي الشخصي- ألوم مَن خطَّأ مراقباً يؤدي عمله بأمانة عرض نفسه من خلالها للخطر من صدم وضرب وشتم، وأقول: هذه حال المجدِّين في عملهم بالميدان الذين يحاولون تأدية الأمانة على أكمل وجه، لا يجدون من يرحمهم أو يساعدهم من الناس. ويُنسى خطأ هذا البائع الذي لم يحترم مراقباً يمثل دائرة حكومية. فأنا لو كنتُ مديراً لهذا المراقب لوجَّهت له خطاب شكر وتقدير على تفانيه وشجاعته وإخلاصه ومحاولته منع المستهترين بالنظام، سواء في بيع الحبحب أو خلافه بغير الأماكن المخصصة لذلك والمنظمة والمراقبة لحماية المواطن من كل ما يعرضه للخطر. وبلا شك فإن هذا المراقب أحسن من المراقبين الذين يمضون ساعات عملهم وهم يتجولون بالشوارع دون فائدة ودون تحريك ساكن تاركين الحبل على الغارب ولا يؤدون واجباتهم العملية على الوجه المطلوب؛ حيث تجد العمالة تبيع في المحلات دون منعها حسب نظام السعودة، والذين يرمون المخلَّفات بالأحياء وتشويهها دون عقاب. وأعود إلى إخوتي أولئك الأشخاص الذين كتبوا عن هذا الموضوع وأقول: إن كل موظف يعمل ميدانياً يجد من الأذى من الأشخاص المستهترين بالنظام، ويدعون دائماً أنهم على حق، وإذا منعوا تذمروا وكأنهم أصحاب حق، ومن ثَمَّ تطاولوا على من يراعي أمانته من الموظفين الذين لا يجدون من يدافع عنهم حتى من أقرب الناس إليهم (المدير المباشر).
ناحي صالح الحنيني - الدليمية
|